غفلــت عن الأخــرى
===============
غفلت عن الأخرى وأهملـت أمرهـا
وطاوعت غي النفس في زمن الغلوا
ومنـك رسـول الله أرجـو شفاعـة
تغـادر مسـود الصحائِـف ممحـوا
ولي في عريض الجاه آمـال فائـز
بما رامه من فيـض فضلـك مبـدوا
يحـن إليـك الجـذع شوقـاً وإننـا
من الجذع أولى أن نحن وأن نجـوى
فأي فـؤاد لـم يهـم فـي ودادكـم
وأية نفـس لا تـزال بهـا نشـوى
ولما شكى العافون ما حـل عندمـا
بأنيابهـا عضّتهـم ألسنـة السنـوا
دعا فاستهل الغيـث سبعـاً بصيـب
مريع سقى سفل المنابـت والعلـوا
فأينعـت الأثمـار فيهـا وأخرجـت
غثاء من المرعى لأنعامهـم أحـوى
وعم العباد الخصب وأنجـاب عنهـم
بدعوته البأسـاء والقحـط والـلأُوا
أتى ناسخاً ديـن اليهـود وشرعـه
النصارى وأحيا بالحنيفـية الفتـوى
فما لغـلاة السبـت أبـدوا جحـوده
عناداً وفي التـوراة أنبـاؤه تـروى
وما للنصارى أنكـروا بعثـة الـذي
بأخباره الأنجيـل قـد جـاء مملـوا
فتباً لكـم أهـل الكتابيـن إنكـم
ضللتم علـى علـم وآثرتـم الأهـوا
ولـو أنهـم دانـوا بديـن محـمـد
وملتـه لاستوجبـوا العـز والبـأوا
ألا يا رسـول الله يـا مـن بنـوره
وطلعته يستدفـع السـوء والبلـوى
ويا خير من شدّت إليه الرحال مـن
عميق فجاج الأرض تلتمس الجدوى
إليك أعتذاري عـن تأخّـر رحلتـي
إلى سوحك المملوء عمّن جنى عفوا
على أن خمر الشوق خامرنـي فلـم
يدع في عرقـا لا يحـن ولا عضـوا
وإنـي لتعرونـي لذكـراك هــزة
كما أخذت سلمان من ذكرك العـروا
وما غير سوء الحظ عنـك يعوقنـي
ولكنني أحسنت في جـودك الرجـوا
وها أنا قد وافيـت للروضـة التـي
بها نير الإيمان مـا انفـكَّ مجلـوا
وقفـت بذلـي زائــراً ومسلّـمـا
عليك سلام الخاضع الرابع الشكـوى
صلاة وتسليم علـى روحـك التـي
إليها جميع الفخـر أصبـح معـزوّا
عليك سـلام الله يـا مـن بجاهـه
ينال من الآمـال مـا كـان مرجـوا
عليك سـلام الله يـا مـن توجّهـت
إلى سوحه الركبان تطوي الفلا عدوا
عليك سـلام الله يـا سيّـداً سـرت
بهيكله العضبـاء ترفـل والقصـوا
سلام على القبر الـذي قـد حللتـه
فأضحـى بأنـوار الجلالـة مكسـوا
إليك إبـن عبـد الله وافيـت مثقـلاً
بـأوزار عمـر مـر معظمـه لهـوا
على عتبات الفضل أنزلـت حاجتـي
وتالله لا يمسـي نزيلـك مجـفـوا
وأنت الذي تأوي النزيل وتكرم السليل
وترعى الجـار والصهـر والحمـوا
بمدحـك تزهـو لا برونـق لفظهـا
وترجو على الأتراب أن تدرك الشأوا
يؤمـل أن يسقـي قائلها غــدا
من الكوثر المورود كأساً بها يـروى
وصلى عليك الله مـا أنهـل صيـب
من المزن فاخضلت بجناته الجنـوى
صلاة كما ترضـى معطـرة الشـذا
تفوح بها في الكون رائحة الغلـوى
ويسـري إلـى أرواح آلـك سرهـا
وصحبك والأتباع في السر والنجوى