تسافر بنا الشاعرة امرير محجوبة نحو عوالم شعرية في منتهى الروعة والجاذبية فتتحسس أصابع الضوء
بعض هذه الانعطافات الشعرية التي تتحد فيها مع اللغة التي هي (النظام) - كما يعبر عنها سوسير- مؤسسةً
لنا بنية للقصيدة، تاركةً للمتلقي حرية تشكيل الفهم التأويلي لهذه الصور الشعرية المكثفة. فمطلع النص بدأته
بجمع التكسير (المساءات) فهي كلمة واسعة جداً ومترامية الأحلام بعيدة النظر إلى أمدٍ قصيّ، لكن الذي زادها
بعداً حسّيّاً ذلك الحزن الذي يلفها كوشاح الدموع..
ولم تنتهِ الشاعرة إلى ذلك فقط بل تعدت إلى ان جعلت المخاطب ضبابيّ الرؤية فوصفته بـ(الغامضِ) تاركةً
-ذلك المتلقي- يخوض أسئلة النص فيما حوله(أشخص أم تشخيص) لغموضه الذي أوصلته إلى حدود
(الـمنتهى)، ومعتمٌ حد تحريض الكواكب على الانطفاء لكي يكون ينبوع الظلام المنبثق من تحت صمتهِ
هو ما يحتويه كأس التأمل..
كي تكون لهذا الغامض السطوة الكاملة(الشخصانية) التي تربض على أصابع أفكارها مستسلمةً لهالةِ حضورهِ
فتنسحبُ إلى داخل روحها وقد نكست بيارق تلك وأشعلت(قَناديلَ الصَّلاةْ) فكأنها تتأمل ماضياً يتداعى من خلفها
جاعلةُ له طقوساً، ولم تبق من ذكرياتها إلا شواظٍ جريحة، حتى ان شواطئها أصبحت (لِلزَّبَدِ....دارا)، فتشكو له
مآل الطريق الذي استكان للتيهِ.
لحظة الحقيقة .. فيها للصبر ترانيمَ، وللغدِ حرثٌ، وانتظارٌ موجعٌ لحصادٍ ما، ترنو له الشاعرة بعد ان ألقت بها
المقادير على أعتاب صومعة الحقيقية التي خشيت في يوم ان تواجهها بشكل جدار ينبثق أمامها،
ثم تطالعنا الشاعرة بهذه الصورة الشعرية، دقيقة الوصف والبناء حد استحالتها إلى ترنيمة صوفية باذخةٍ جعلتها
متكأ القصيدة، وبوصلةً تحدد اتجاهات هذا التوزيع الشعري الجميل..
(وَحْدَها كانَتْ قَصائِدُ الأنْبَياءْ ..
تُقَلِّمُ أظافِرَ الرِّعاعْ)
إن الصدى الذي أوحى لها بهذه الحكمة قد أرتد من عقلها لقلبها، من المنطق إلى العاطفة من تذكر الماضي إلى
الحاضر فكأنها عرافة تبشر بنبوءة أخرى لنبيّ موعود، يأتي بالخلاص من الرعاع الذين طالت أظافرهم وأصبحوا
يبشبونها في قيم الحاضر.
(وأنت السَّيِّدُ الذي يُقٌدِّمُ الصَّمْتَ لَنا
في كُؤوسٍ مُتْرَعَةٍ بِأَحْزانِ الحُبّْ)
أمام محراب ليلها كانت هذه الترتيلة....
للمقال بقية
آخر تعديل عادل الفتلاوي يوم 11-24-2009 في 10:23 PM.
فعلا قراءة تمتح غور ما أنا بصدده من حزن
هي فعلا معاناة صوفية بمعناها الوجودي
يجتمع الزمن هنا في كومة لا يمكن ان نحدد
هل نحن ام هو لكنه الجرح الإنساني يرافق كل الأزمنة
لك تحياتي أيها القارئ والناقد المميز
شوّقتني للبقية؟؟ فالناقد مبدع آخر يدخلنا لعوالم
وينقب بمعوله عن ملامح قد تكون مبهمة وأحيانا غائبة
مجبتي
تسافر بنا الشاعرة امرير محجوبة نحو عوالم شعرية في منتهى الروعة والجاذبية فتتحسس أصابع الضوء
بعض هذه الانعطافات الشعرية التي تتحد فيها مع اللغة التي هي (النظام) - كما يعبر عنها سوسير- مؤسسةً
لنا بنية للقصيدة، تاركةً للمتلقي حرية تشكيل الفهم التأويلي لهذه الصور الشعرية المكثفة. فمطلع النص بدأته
بجمع التكسير (المساءات) فهي كلمة واسعة جداً ومترامية الأحلام بعيدة النظر إلى أمدٍ قصيّ، لكن الذي زادها
بعداً حسّيّاً ذلك الحزن الذي يلفها كوشاح الدموع..
ولم تنتهِ الشاعرة إلى ذلك فقط بل تعدت إلى ان جعلت المخاطب ضبابيّ الرؤية فوصفته بـ(الغامضِ) تاركةً
-ذلك المتلقي- يخوض أسئلة النص فيما حوله(أشخص أم تشخيص) لغموضه الذي أوصلته إلى حدود
(الـمنتهى)، ومعتمٌ حد تحريض الكواكب على الانطفاء لكي يكون ينبوع الظلام المنبثق من تحت صمتهِ
هو ما يحتويه كأس التأمل..
كي تكون لهذا الغامض السطوة الكاملة(الشخصانية) التي تربض على أصابع أفكارها مستسلمةً لهالةِ حضورهِ
فتنسحبُ إلى داخل روحها وقد نكست بيارق تلك وأشعلت(قَناديلَ الصَّلاةْ) فكأنها تتأمل ماضياً يتداعى من خلفها
جاعلةُ له طقوساً، ولم تبق من ذكرياتها إلا شواظٍ جريحة، حتى ان شواطئها أصبحت (لِلزَّبَدِ....دارا)، فتشكو له
مآل الطريق الذي استكان للتيهِ.
لحظة الحقيقة .. فيها للصبر ترانيمَ، وللغدِ حرثٌ، وانتظارٌ موجعٌ لحصادٍ ما، ترنو له الشاعرة بعد ان ألقت بها
المقادير على أعتاب صومعة الحقيقية التي خشيت في يوم ان تواجهها بشكل جدار ينبثق أمامها،
ثم تطالعنا الشاعرة بهذه الصورة الشعرية، دقيقة الوصف والبناء حد استحالتها إلى ترنيمة صوفية باذخةٍ جعلتها
متكأ القصيدة، وبوصلةً تحدد اتجاهات هذا التوزيع الشعري الجميل..
(وَحْدَها كانَتْ قَصائِدُ الأنْبَياءْ ..
تُقَلِّمُ أظافِرَ الرِّعاعْ)
إن الصدى الذي أوحى لها بهذه الحكمة قد أرتد من عقلها لقلبها، من المنطق إلى العاطفة من تذكر الماضي إلى
الحاضر فكأنها عرافة تبشر بنبوءة أخرى لنبيّ موعود، يأتي بالخلاص من الرعاع الذين طالت أظافرهم وأصبحوا
يبشبونها في قيم الحاضر.
(وأنت السَّيِّدُ الذي يُقٌدِّمُ الصَّمْتَ لَنا
في كُؤوسٍ مُتْرَعَةٍ بِأَحْزانِ الحُبّْ)
أمام محراب ليلها كانت هذه الترتيلة....
للمقال بقية
رائـــــــــــــــــــــــع
قراءة أكثر من راقية ..