موضة البرادعي هي الموضة السياسية السائدة في مصر هذه الأيام ، ولكن كشأن الموضة لا تستمر طويلاً ، ولا بد أن تحل محلها موضة أخرى , ولا مناص من أن يلهث خلف الموضة من يلهثون , وكأن البرادعي هو عفريت العلبة الذي سوف يحل كل مشاكلنا ،ويحقق لنا كل الأمنيات ،ولكن وإذا نظرنا في تاريخ الرجل نجد أنه لم يصنع شيئاً يستحق به البطولة التي يحاول البعض إلصاقها به ،بل الذي صنع البرادعي شيئان هما أولا رئاسته وكالة الطاقة الذرية أثناء محنة العراق , وعدم قوله كلمة الحق صريحة في قضية الأسلحة النووية , وطاعتة الولايات المتحدة خوفا على منصبه , أما الأمر الثاني فهو جائزة نوبل ويبدو أن ترتيب الأمور يسير بالشكل الطبيعي بما أنه أطاع فلابد أن يأخذ الثمن ,ولكن هذه الجائزة لا تساوي ربع جنيه في ميزان الأخلاق ,فأي فخر وأي شهرة عرجاء تأتي من وراء جائزة نالها قاتل مثل بوش , لكننا أيضا هللنا له عندما نالها ,فبلدنا بلد التهليل والتصفيق , مع هذا لست ضد ترشيح البرادعي , أو غيره , ولكنني أنظر للأمور من مقعد الراصد , فالشعب المصري يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة , والحكومة ليس لديها سوى الوعود والكذب والإنجازات الوهمية , حتى غرق الشعب في احتياجه وفقره ,فكان لا بد لهذا الشعب المسكين أحياناً والمخدوع أحياناً أن يبحث عن طوق نجاة من أي جانب , حتى لو كان قشة فكما يقول المثل الغريق يتعلق بقشة , فكانت قشة البرادعي , لكنها في ظني لن تكون القشة التي قصمت ظهر البعير , فأمام البرادعي سدود وحواجز حتى يصل إلى الخطوة الأولى , فمفاتيح اللعبة السياسية ليست في جيبه ,وسوف يعود كما كان ويقول لنفسه كم كنتَ مخدوعاً هذه المرة
بقلم : ياسر الششتاوي
تابعوني على ( مدونة ياسر الششتاوي )