من مشروع رواية الحب القذر...ل..مختار سعيذي
...و أنت في أفق شاشتي قادم يا سيد القلب يرحب بك كل شيء في ذاتي ، أأأه لو تعلم كم أسعد لما أراك ممزوجا بحبر الحروف التي تلاطفني، كالقمر تضيء وجداني بعد الأنتظار الطويل، أيها العاشق المتوشح ببسمة الحنو وصمت الأنس الرهيب ، سارب إلي في الخفاء لتباغتني بإطلالتك فجأة ،أعرف أنك تروض أنوثتي بافتعالك غفلة العاشق المدلل و لعبة الغميضة، و تراني بعيني طفل يختبئ وراء ظنون طفلة تصنع ببراءتها الحيرة و تترقب، أعرف أنك تعرف أنني المتيمة بك التي تهدهد الشوق في مهد صبر الطفولة المشاغبة، فما أجمل لعبة الحب معك ببراءة الصغار..ارجوك لا تكتب شيئا اتركني اتدفق على صدرك كشلال الإشتياق لينعش في جسدك رغبة معانقة ما اسكب في حضنك من عبرات الشوق، و أنت الذي قلت أن دمعة العاشقة على الصدر تطهر القلب من الظن الغموس، و تفجر في الرجولة مكامن الرغبة حد الجنون، هكذا تراني أعشقك متحدية كل وثائق الهوية و حواجز العبور لأصلك كما تشتهيني، مهربة أحمل هواك في حقيبة خلف رمشة العين، و قبل أن يرتد اليك طرفك تجدني في ممارسة تهريب العشق أضاهيك، تأبى همساتي إلا أن تمر بين أنفاسي مستخفية بنظرتي إلى الأفق الذي يتوارى به عشقنا، عشق لا تدركه عيون الحاسدين....و قبل أن تتوقف ضرب برجله الوصل الكهربائي فاسودت الشاشة أمامه، تزحزح قليلا إلى الوراء، ابتسم معجبا بنفسه التي كانت تقص عليه حلما يراودها دائما في اليقظة ، هو في ذاته لا يؤمن بالأحلام التي يراها في النوم لأنها قابلة لكل التأويلات ، هذه المرأة التي لا تعرف عنه إلا أنه قلم يستقي من محبرة سحر الفتون ،فشغفها عشقا، و هامت بشعره شوقا و جعلته ينظر إلى نفسه أمام المراة زير نساء، فيضحك، و يضحك، و يضحك، ثم يتوقف فجأة... يا ويحك يا وجهي إن لم تظهر بالحسن الذي تنساق إليه، أيها الأسمر المنشق من فلق الصبح، ليس لي إلا أنت و الحبر و اليراع و الكلمات، يجب أن تطوقها ببسمة الفحولة التي لا ترد، وتفرش لها من بساط الهوي أرقه و أجمله، حتى اذا وقعت لا تقوم، هن النساء خمرتهن الشعر و في دندنة الآوتار نشوة الحالمات، يتمايلن على إيقاع عزف كل نسمة يبثها قيتار و تهدهدهن النقرات... لتأتينني بها سادية يا قلمي أو لأكسرنك و أرمينك في سلة المهملات، وأمزق أوراق هويتك و أرمي بها في دجلة و الفرات، حتى تسود المياه فيها من العراق إلى العراق حزنا على الشعر و سبي القصيدة و هوان القافيات..و هل الحياة إلا لعبة يمارسها ذكي و دون ذلك،سأغامر وأستدرجها يوما إلى اللقاء و أقطف من وجنتيها ما أشتهي، لا شك أنها أجمل من الكلمات التي تزفها إلي من حين إلى حين، و أجمل من أن توصف بألوان الحروف ... و بدأ الحلم يمهد سبيل الوصل الجميل، فكم من امرأة متزوجة عشقت و تحررت من قيد أوراق المأذون و وثائق ضابط البلدية، هجرت مع قواطع الهوى حيث أسطورة الدفء و رغد الغرام، فقط بنفخة هيام زرعت في ذاتها جنون الشوق إلى حضن الحبيب، هي الطير المهاجر إليه في زمن قحط المشاعر، و هو الوكر الذي سيأويها، ينتظر لحظة المد ليركب معها بحر السفر الموعود و يعيش معها ما ترويه على الصفحات الفيسبوكية من لهف و لفحات الشوق و الإحتراق، لأول مرة تجتاحه أمرأة بهذه الجرأة و لا يعرف من أين يدخله هاجس خبث التردد أحيانا، في حين كان عليه أن يغمض عينيه و يلقي بقلبه في حضنها، يجاريها ثم يستدرجها، و تبقى هي الورقة الأخيرة التي يرى أنه ملزم بالحفاظ عليها في قمة منحنى العمر، فرصة يستحيل أن يضيعها مهما كانت نتائج اللعبة، تأكد أنها أصبحت قضية موت أو حياة، و يجب عليه أن يخترق طويتها ليعرف مدى استعدادها لمواصلة الحكا.....