يتفق جميع علماء التاريخ على أنه لم يكن في دولة بني أمية أكرم من بني المهلـّب بن أبي صفرة، كما لم يكن في دولة بني العباس أكرم من البرامكة. ويُروَى عن يزيد بن المهلب أمير البصرة أنه طلب أثناء حجه حلاقـًا. فجيء له بحلاق أمه مملوكة لأحد الأعيان .. وحين حلق رأسه أمر له يزيد بألف درهم. فتحيـّر الحلاق ودُهش، وقال: هذا الألف أمضي أشتري به أمي من مالكها. فقال يزيد: أعطوه ألفـًا آخر. فقال: امرأتي طالق إن حلقتُ رأس أحد بعدك! فقال يزيد: أعطوه ألفين آخرين. وذكر الحافظ ابن عساكر أن يزيد بن المهلب لما هرب من الحجاج، مرّ في طريقه بالشام على بيوت وخيام . فقال يزيد لغلامه: اطلب لنا من هؤلاء لبنا. فأتاه بلبنٍ فشربه، ثم قال: أعطهم ألف درهم. فقال الغلام: إن هؤلاء لا يعرفونك. قال: لكني أنا أعرف نفسي. أعطهم ألف درهم. فأعطاهم.
هكذا كان العربي ، خصاله الكرم والشجاعة والصدق وكل الخصال التي ترفع من شأن شخصيته.......سبحان مبدل الأحوال على ما نحن عليه الآن من حال..
أحسنت الإختيار أديبنا الراقي
تحياتي العطرة