الكتابةُ لك ِ...الكتابة ُ عنك ِ ...تحمل على جناح الحروف مُتعةً جميلة ، أحبّها كما يُحبُّ المسافرُ الغريبُ خارطةً هي دليله الوحيد خوفا ً أن يضيع في تلك البلاد التي يزورها أول مرّة ...
ربما الكتابة تحلّ مكان الصورة الفوتوغرافية التي نلجأ لها حتى نحتفظ بذاكرة المكان والزمان ، فهي تحمل الصور والقدرة على التقاط مشاهد في شريط الحياة ، تحفظها الحروف ضد تقلبات الزمن ، فالكتابة أيضا ً ذاكرة ، لكنها ذاكرة ممزوجة بإحساسنا بالأحداث ..
سطورٌ أخرى من الكتابة لك ِ ..عنك ِ..تُعانقُ كبرياءكِ وإحساسك ِ بتفردّكِ عن كلّ النساء ، ما أجملَ الكتابةَ حين تُصبحُ في لحظة ٍ مرايا تشاهدين فيها حضورك ِ في وجداني ، في قلمي ونبضي ، في ابتسامتى وألمي ...
يا لَكِ من أنثى استطعتِ أنْ تملأي مسامات ذاكرتي ، وتُغلقين نوافذها المشرعة بجمالك ِالفائر وحضوركِ اللافت ، تتجاوزين المسافة بكلمة ، تختصرين الزمن المفقود منّا بنظرة ، أنثى تملك القدرة العجيبة أن ترسمَ الإبتسامة في عيْنيها ، كما ترسمها على ملامحها ...أنثى جدائلها تبتسم ..قوامها يبتسم ، ثغرها ورموشها وجفونها ..
تعلقتِ بي لأسبابٍ تعرفينها وأجهلها ، وأنا تعلقتُ بكِ لأنّك ِ اختصرتِ كلَّ النساء في أنثى ..أنثى واحدة هي أنت ِ..وذاكَ المجنونُ المُتمردُ المبدوء ب حاء الحرقة والحنين والحصار ، والمختوم ب باء البقاء والبلاد والبلسم ...كانَ طرفا ً ثالثا في حكايتنا ...
الكتابةُ لك ِ ...عنكِ ..كانت دائما تُغريك لقراءتي ، تتنقلين بين حروفي كذلك الذي يقلبّ دفاتر قديمة ، يبحثُ فيها عن الزمن الغائب ، عن شخوص ٍ كانوا وغابوا ...يملأكِ الفرح ُأن يكتبك ِأنت عاشقٌ بهذا الجنون ..تستطيعُ كلماته مُلامسةَ قلبَك ، تتحدثُ عنك بوضوح ...تتساءلين : ألهذا الحدّ تراني !!
كيف استطعت الولوج لكوامني ، والإطلاع عليّ من داخلي ..كيف اقتربت َ من روحي ونبضي لدرجة الإلتصاق ..