ولأنّك ِأنثــى مُتمــرّدة ، تكـــرهين َالأشـــياء َالنمــطية ، تُزعــجك ِالرّتــابة المقيتة ، لا يستهويك ِفصل ٌمُحدّدٌ من فصول ِالسنة ، تعشقين َالليل َ في جماله وسكونه وتأملاته وما يمنح الذهن َ من صفاء ومُصالحة مع النفس ..وتُحبّين َالنَهار َ بما يحمله من حياة ..
لا لون َيجذبُك ِ أكثر ..الأسودُ يليق بكبريائك وحضورك المدهش ، والأزرق يُقدّم ُ السيدة الأنيقة ، والأبيض ُيزهو بك كما تزهو أزهارُ الحدائق بالرّذاذ في صباح تشرين
ولأنّك ِأنثى مُتمرّدة ، لك ِأنانية ٌمُفرطة في نظرتك للأشياء ، في حبّ تَملّكها ، لا تحبّي أن يقترب َأحد ٌمن أملاكك ..لا شيءَ يثير اهتمامك ِخارج حدودك أنت ..حدودك ِبما يسكنك ِمن مشاعر ونظرات وأحلام ...
ألهذا الحدّ نتشابه يا امرأة من لازورد ، !؟
كلمات ٌأخرى لا بُدّ أن أرسمك بها ، أن أكتشف َفيها تفاصيلك ِ، أن أرفعَ الستار عن وجه ذاكرتك حتى أقرأك ِبوضوح ٍأكثر ..أريدُ أن أملأك ِ حبّا واشتعالا ..وأكتبك ِحرائق لا تُطفئها الأيام ..أكتبُك ِدون مُقدّمات ، دون أن ألتزم قواعد لعبة الكتابة ، فما يشغلني في النهاية هو أن أجعل لك من كلماتي قصرا ًتعيشين فيه ...ألتقيك ِدون النظر لعقارب الساعة ِخائفا ًمن رحيلك ِالمباغت ...سطورٌيمتزج ُفيها عبق لفافات ِالتبغ والقهوة العتيقة
تفوحُ منها رائحة ُضحكتك ِالخُرافية ...وصوتك ِالمغموس بالفرح والشجن ..كلمات ٌ وحروف ٌأريد أن ْ أحتفظ َبك بها ...أريد ُأن أراك ِفي كل وقت بلا حواجز ، بلا مواعيد مُسبقة ...ألتقيك ِمتى أشاء ..تشائين ..دون أن نحجز من قمر التردد موعدا ، دون أن ننتبه َلتوقيت ِوزمان ٍومكان ...أكون ُفيه فارسك ِالوحيد القادم إليك من الحكايات ِالقديمة ، وتكونين أنت وحدك سيّدة الدهشة والمكان ...تملأين َبحضورك ِكلّ ثقوب ِالذاكرة التي لم تطأها من قبل أنثى ...تقفزين َعن جراحي وألمي وتعبي ...وجع وألم مدينة مُحاصرة ...مدينة عرفت الحصار قبل أن يعرف الورد مواعيد التفتح ..قبل أن تعرف الأرض مواسم الحصاد ...قبل أن تقرر الطيور الإنضمام لمواسم الهجرة ...
الهجرة التي مزّقت بلادي ...بين ضفّة ٍوقطاع ٍوخط ٍأخضر ...وبين منافي وشتات ...أريد أن أعرف أسرار تعلقك ِ بي ...تعلقك ِبعاشق ٍثائر ...يقتني في ذاكرته قلما ًوبندقية ...وصورا ًكثيرة للشهداء ...هل ما زلت تحبين أن تسكنينني كما تسكنني بلاد ٌ مُحاصرة .
الله يا وليد
صنعت من الكلمة بستان ورد بألوان زاهية
يحيطها قوس قزح ببهائه المعهود
واختزلت الجمال كلّه بنصّ رقراق يلج القلوب بتلقائية شهية
وكم تنتشي روحي وتستسلم كل حواسي لبوحك الرفيع
إذ لا أرتشفه إلا مع فنجان قهوتي المفضل وترانيم موسيقية هادئة
لأتستشعره بعمق.. وكما ينبغي له ويليق
ودّ وورد
التوقيع
آخر تعديل هديل الدليمي يوم 04-22-2016 في 04:25 PM.
الشاعر القدير الوليد
أنتم تجبرون المتلقي على الانغماس في حرائق تلكم اللهفة.. مجبرا ومختارا!
أشعر أن هناك ميزابا من المعاني والأفاعيل تضطرم في خلجات القارئ
حين يعقد العزم على المضي قدما في تلقف تيك التراكيب..!
فسلمت أناملكم وأحاسيسكم المترعة بالألق والروعة
تقديري