(*) كما الحب (*)

يباعدكِ الليلُ..وينفيكِ حُلكُهُ وراءَ إيماءاتِ الأملِ بصمتٍ مريبٍ..
كادَ لولا عرفكِ غلَسهُ العاتي ذاتَ عناقٍ.. ألا يبقِ لديكِ من أحجيةٍ تتلقفُها روحكِ الشفيفةُ
إيذاناً بقريرةٍ تحتفيها أعماقُكِ.. يا ذاتَ العينين البرَّاقتين..!
**
وعلى أعتابِ أمانٍ ساورَها حبيبُكِ الغريبُ حينَ رغبةٍ مشتهاةٍ..
وجدكِ العشقُ ريَّانةَ الخفقِ.. صافيةَ الحواسِّ..
يداعبُ أهدابكِ الوسنى هفيفُ الأثيرِ.. محمَّلاً بأريجِ لقاءٍ آزفٍ..أبسمَ مُحيَّاكِ الهائلَ معناهُ..
فازدانَ بكِ متموسِقاً في سماواتِ الهيامِ.. إكليلَ نقاءٍ قلَّ نظيرهُ عوالمَ الكائنات!
**
إغماضةٌ مديدةٌ.. تشي بعمقكِ البعيدِ.. حتى ماوراءَ معاني الكلماتِ..
تنحدرُ صفحاتِ وجهكِ الفاتنِ.. تأمُّلاتٍ أُرِّخت في دواوينِ قلبي خفقاتٍ حارت في مضامينها الدِّماءُ!
انقباضاتٍ.. حوَّرتها الرُّوحُ لكنةَ ودٍّ قابعٍ ركائزَ كنهي..
سيَّالاتِ شغفٍ يهذيكِ ولعُهُ جنوناً... ما بعدهُ جنون!!
كانحدارِ المينورِ سلالمَ التَّوقِ مزدانَ النوتاتِ بدفءٍ جَسورٍ لفعَ بواني صدري..
إيذاناً باقترابِ عناقكِ الأوفى طمأنينةً.. على مرِّ الأمنيات..
**
تنهيدةٌ حرَّى.. تطولُ بأنفاسِها لحظاتُ انعتاقِ الروحِ زنزانةَ الجسدِ، نحوَ كُنهِكِ المدى..
تتوارى عن ضغائن الكائناتِ.. وحقدهم.. وغوغائيتهم المقيتةِ..
على مترامي لحظكِ الساحرِ، تلوذُ الحنينَ المائسَ في سدرةِ العينينِ أمانَ حياةٍ..
تُحتَضنُ المشاعرُ المتضوِّرةُ لهفاً.. جاذبيتكِ الأشدَّ وقعاً من هائلاتِ النجومِ!
احتداماً.. فتحَ للأفكارِ الهيَّامةِ مساربَ أخرى.. لمَّا يُدركُها بشرٌ..
ما خلا عاشِقكِ المجنون..!
**
ويحتويكُ ليلهُ الساجي.. متقاربَ الحنوِّ.. برغمِ المسافاتِ الضوئيَّةِ الشاسعةِ هناكَ..
على شفى قُبلتِكِ الحييَّةِ.. إرواءَ ظمأٍ.. لشدَّما بعثرَ مكنونَ الأمل..
ولوَّعَ العمرَ القصيرَ اشتياقاً.. كادَ لولا أنتِ.. ليستمرَّ قاتلاً أبدَ الآبدين...

حجز مقعد ...

نص جميل عميق غني بكل أصناف الجمال ...
النص بناه الأديب على أساس متين من النثر الفني
فيه اعتمد على فخامة المفردات وبلاغة اليراع وسحر البيان ...
النص خرج للنور في حالة من التجلّي ...فجاء مشرقا برّاقا ماتعا
يخاطب روح المتلقي وعقله في ازدواجية جميلة ...
النص يُقرأ في حالة تجلي أيضا ...
حالة انتباه وتأمل وقراءة عميقة للولوج لمضامينه وقراءة فحواه
قراءة تليق بهذه الجودة المبهرة ...

بورك هذا النبض

محبتي وأكثر

الوليد

ما أجمل أن أختم ليْلي بهذا النص البديع
وقد نلت شرف العبور الأول لفضائه الأنيق

من بعد شهقة الدهشة يلزمني صمت
ثم سأعود لارتشاف الدهشة مجدداً
كل الاحترام للقدير ألبير وهذا النص العميق

ألبير ذبيان
صاحب اللغة المتينة
الشاعر المتمكن
ما أشدني اعجابا بانسكابك هنا
سلم اليراع اخي النبيل
محبتي

تثبت لنا كل يوم
أن قلمك متربع على قمة الأبجديات
من دهاليزها ينتقي أبهى حلله

ربما أعود بعد إفاقتي من دهشة الحروف

لك ملء الكون تقديرا واحترام

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات     حجز مقعد ...

**************
**
*
يسرني أنكم الأول هنا أيها القدير
لكم الصدر.. ولي عتبات تزدان البهجة بمروركم المخملي

محبتي

هذا بحث كامل عن الشوق وتعاظم الوجد
رحلة حروف وبوح عالي المستوى في فلسفته وعمقه حيال مكنون داخلي
نص فاق رصف الكلام في دهشته فأي تعبير لن يوزاي ما ضمته باقة الشعور هنا
دائماً مذهولة أمام اللامتوقع في حرفك
دمت بسلام
مع مودتي

لا أكتمك أقف طويلا أمام نصوصك ..ففيها قدرة البلاغة وبراعة الصور
وهذا النص الجميل ادهشني ..وتمتعت بكل ما فه من صورة رائعة
تحاتي اليك ايها القدير مع فائق احترامي