أستيقظ مبكرا ً منذ سنوات ، في رأسي ساعة بايولوجية توخزني فجرا ً قاطعة آخر أحلامي ، أطفالي يستيقظون قبلي لنومهم المبكر جدا ًفيد سون أجسادهم اللولبية معي في الفراش خاصة في الأيام التي لا يتبولون فيها على أنفسهم ، يستخدمون معي طرق ملتوية لاتخلو من مشاغبة كيما أعجل النهوض ، أنهض قبل طلوع الشمس بأكثر من ساعة ، أستحم ، أتوضأ ،أصلي ، أمازح أطفالي أو بالأحرى هم يمازحوني كرها ً أو طوعا ً ، ندى آخر العنقود تسخر من كرشي وتطبل عليه وتقول بابا حامل فيضحك الجميع وأنا معهم ، لي صباحات خاصة ، طقوس ما قبل طلوع الشمس ، هذا اليوم تأخرت ُ كثيرا ً ، مضى على طلوع الشمس أكثر من ساعتين ، حاولت ُ أن انهض ، أن أزيح الغطاء عني فما استطعت ، أن أقلب نفسي يمينا ً ، يسارا ً ، أن أسحب ساقي ، ذراعي ، أنادي زوجتي ، أطفالي .. كل محاولاتي باءت ْ بالفشل ، أطفالي لم يندسوا معي هذا اليوم ،حاولت ُ مرة اخرى لا فائدة على الإطلاق ، تعطلت ْ حواسي كلها ، أسراب من النمل زحفت ْ علي َّ تقدر بالآلاف تغطي جسمي ، مملكة بكاملها زحفت ْ علي ّفتوغلت ْ بالعمق فسدّتْ أغلب المنافذ ، فمي ، أنفي ، أذني ، عيوني ، و...، مع ذلك لم أشعر بدبيبها إطلاقا ً ولاحتى بخدر بسيط ، لا زالت ْ حواسي معطلة ، زوجتي لطمت خدها الذابل وشقت جيبها ، تبعها أطفالي بعويل غير منتظم أثار فضول المارة فتجمع الناس من كل بيت زوج وألقوا علي َّ شرشفا ً أبيض .....
قلت لك أستاذي سابقا بأني أحتاج كامل الحواس لأقرأ نصوصك
لأنها تحتاج لتروي ولأنها أيضا تصيب الرأس بالدوار وكأن القارئ هو بطل القصة
رائع أستاذي كما عهدناك
حمداً لله على سلامتك
مودتي