آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الفكر > المقال

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-25-2010, 09:50 AM   رقم المشاركة : 1
شاعر
 
الصورة الرمزية د . لطفي زغلول





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :د . لطفي زغلول غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي حضارة الهدوء والسكينة : د . لطفي زغلول



حضارة الهدوء والسكينة

د . لطفي زغلول
www.lutfi-zaghlul.com

كانت عقارب الساعة تشير إلى ما بعد الثانية عشرة ليلا، وكان لا يزال دوي المفرقعات وأزيزها يملأ أرجاء المدينة، إضافة إلى مكبرات الصوت التي كانت تبث الإحتفالات في هذه المناسبة، وفي وسط الأحياء السكنية، ومنها الحي الذي أسكن فيه. كانت المناسبة نجاح الطلبة في امتحان الشهادة الثانوية الفلسطينية العامة "التوجيهي". وهنا فإنني أتقدم من الطلبة الناجحين بأخلص آيات التهاني والتبريك في هذه المناسبة.
تتكرر هذه "الإحتفالية" عشرات المرات، إنما في مناسبات أخرى، على إيقاع هدير موكب من السيارات التي أطلق سائقوها لأبواقها العنان على مدى أكثر من ساعة، فرحا وابتهاجا في موكب زفاف، وهذه "الإحتفالية" لا تخلو هي الأخرى من دوي رشقات من المفرقعات التي ابتلينا بها، وتسببت بحدوث عدد كبير من الإصابات والحروق المختلفة.
ويعلم الله وحده كم إنسان مثلي، شيخا كان أم طفلا ، رجلا أم امرأة ، معافى أم مريضا، لم تغمض عيناه، أو أنه قد أوقظ من نومه ليساهم بقسط من فزعه وروعه والرعب الذي حل به، ويشارك مجبرا في حفل الزفاف هذا، أو هذه المناسبة التي أصر أصحابها أن يوقظوا الناس مذعورين، أو أن يحرموهم من النوم، وهو ليس أول زفاف أو احتفال بنجاح على هذه الشاكلة، وعلى ما يبدو لن يكون الأخير.
المشكلة هنا لا تخص هذا الشكل من إزعاج المواطنين، والإعتداء على حقهم المشروع في نيل قسط من الهدوء والراحة والسكينة. ثمة أشكال أخرى كثيرة من الإزعاج والمنغصات أصبحت جزءا من الحياة اليومية. ومثالا لا حصرا، وإلى جانب تكرار شبه يومي لإطلاق المفرقعات، تبرز حفلات الزفاف ومناسبات الأفراح الأخرى التي تستخدم مكبرات الصوت إلى ساعة متأخرة من الليل. وفي ذات الصدد فإن زفات المونديال إلى عهد قريب كانت هي الأخرى لها منظومة إزعاج خاصة بها، ولا يمكن أن تمحى من الذاكرة.
هذا في الليل، أما النهار فله منظومة أخرى من المزعجات. هناك باعة الأشرطة الصوتية على قارعة شوارع المدن وفي مداخلها وأزقتها، والذين على مدار اليوم لا تهدأ أجهزة استيريوهاتهم عن بث آخر ما وصلهم من أقراص أغانيهم المدمجة، أو أشرطتها بأعلى وتيرة صوتية ممكنة.
ولا يقل عنهم في هذا المنوال الباعة المتجولون في مركباتهم، والذين ينادون على بضائعهم بوساطة مكبرات الصوت. ومن المنغصات الحقيقية الأخرى هدير الجرافات والكسارات التي تبدأ فعالياتها منذ ساعات الصباح الباكر جدا وحتى ساعة متأخرة من النهار، ولا تنجو حتى أيام العطل الأسبوعية منها، في إطار منظومة الإزعاج والتنغيص هذه.
في الحقيقة إن هذه المشكلة شبه اليومية، تنجم عنها العديد من المشكلات الإجتماعية والنفسية. فعلى الصعيد الإجتماعي، تسهم في توليد مشاعر النفور والعداء تجاه هؤلاء الذين يتسببون بالإزعاج والتنغيص، ولا يقيمون وزنا لحريات الآخرين المشروعة.
وقد تتطور هذه المشاعر إلى شكل أو آخر من أشكال النزاع وتفسخ أواصر العلاقات الإجتماعية. وعلى الصعيد النفسي فهي "تلويث للبيئة النفسية"، وأداة هدم لكل أجهزة الإستقرار النفسي، الأمر الذي يولد معه الإضطرابات النفسية والقلق والضيق. إلا أن الأهم من هذا وذاك شعور المواطن بأن هناك انتهاكا صارخا لحقه المشروع في قسط من الهدوء والراحة والسكينة والطمأنينة النفسية .
في هذا السياق لا بد من الإشارة إلى الأسباب الكامنة وراء مثل هذه الممارسات، والتي يخشى أن تكون قد أصبحت جزءا من السلوكات اليومية اللاإرادية، أو أنها أصبحت عادة أو "ثقافة سالبة" لبعض من المواطنين.
في اعتقادنا، ولدى مقارنة ما يجري هنا ببلدان متحضرة تحتل منظومة الهدوء والسكينة والطمأنينة في أحيائها السكنية مساحة شاسعة من حضارتها وثقافة مواطنيها، يتضح لنا أن الأزمة تنبع من أنانية وفهم خاطىء لحرية التصرف والسلوك وعدم إدراك للحدود التي يجب أن تنتهي عندها حريات هؤلاء الناس المسببين لهذه المنظومة من المزعجات والمنغصات، وتبدأ حريات الآخرين.
إن هؤلاء الناس يتصورون أنهم أحرار بعمل ما يحلو لهم، وأن ليس هناك قوانين تضبط سلوكاتهم، أو أنهم فوق القانون، أو أن لهم سندا ما يحميهم، أو يغطي على أفعالهم المخالفة للقانون. إنهم باختصار إما أنهم جاهلون، أو أنهم يتعمدون إيذاء غيرهم، وبخاصة في حالة إصرارهم على ارتكاب مثل هذه الأفعال.
ونحن في فلسطين أحوج الناس إلى منظومة الهدوء والسكينة والطمأنينة النفسية التي افتقدناها طوال عشرات السنين. إن الظروف التي مر بها شعبنا الفلسطيني عبر عقود نكبته ونضالاته، كانت صاخبة إلى أقصى حدود الصخب وأقساها.
إن الإحتلال الإسرائيلي بكل اتجاهاته وأشكاله وممارساته وتداعياته وإفرازاته، كان ولا يزال يشكل أعلى نسبة من الصخب والعنف والضجيج والضوضاء وفقدان الهدوء والسكينة والطمأنينة، تعرض لها شعب في هذا القرن، الأمر الذي ولد لدى الكثير من المواطنين حالات من الإضطراب النفسي والقلق وعدم الإستقرار العاطفي والضيق والعصبية وسرعة التأثر والإنفعال وردود الأفعال العنيفة، وفي أحيان حالات من الكآبة والإكتئاب ومشاعر الحساسية المفرطة.
ومثالا لا حصرا نسوق بعض الفعاليات التي تسبب الإحتلال الإسرائيلي من خلالها بالأذى للمواطنين، وحرمانهم من حقهم في حياة هادئة آمنة مطمئنة. ومنها الإجتياحات التي أحدثت دمارا واسعا في مخيماته وقراه ومدنه، والتي استخدم فيها الإحتلال الجرافات لهدم البيوت، وإطلاق القنابل المسيلة والصوتية والرصاص الحي. لقد تعمد جنود الإحتلال إلى إيقاظ الناس الآمنين من نومهم بغية إجراء اعتقالات، أو إخراجهم من بيوتهم في البرد القارس والمطر، أو تكديسهم في منزل واحد لساعات، وربما لأيام.
إن الشعب الفلسطيني لم ينس بعد الطائرات الحربية المقاتلة التي ما زالت تستبيح السماء الفلسطينية مخترقة حاجز الصوت، وما يمكن أن يخلفه ذلك من هلع وفزع للكبار والصغار، وخلخلة لأساسات المنازل، وتحطيم لزجاجها.
وإذا كان الإحتلال هو الإحتلال بكل ممارساته القمعية، وهنا لا نملك إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنه كان من المفترض أن يتصرف بعض المواطنين بصورة لائقة، لا تضر بمواطنين آخرين من بني جلدتهم، تعبر عن مدى التزامهم وتمسكهم بالقيم الحضارية التي تنم عن أناس حضاريين بكل ما للكلمة من معان.
إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى أن يتخلص من هذه التراكمات النفسية السالبة وإفرازاتها. وهذا لن يتسنى له إلا من خلال أجواء من الهدوء والسكينة والطمأنينة النفسية آناء الليل وأطراف النهار، يسهم في تكريسها وترسيخها أبناء هذا الوطن بكل ما أوتوا من إرادة وقوة وعلم ونية سليمة تجاه وطنهم ومواطنيهم.
وتظل الأفراح والمناسبات السارة والمسرات والمتع موضوعات شخصية خاصة لها حدودها ، ولا ينبغي فرضها على الآخرين . ولكل إنسان في الوطن الحق في التعبير عنها بأسلوبه وما تمليه عليه ثقافته ومنظوره الحياتي. ولكن شريطة عدم التعدي على حريات الآخرين. ساعتها يخرج هذا الحق عن نطاق الحرية الشخصية وإطارها ، ليصبح انتهاكا صارخا لحريات الآخرين .
وهنا تتضاعف مسؤوليات المؤسسات التربوية، ووسائل الإعلام المختلفة، وكذلك يبرز دور الأسرة في التوعية والتثقيف في ما يخص حق كل مواطن في الحرية، وحماية هذه الحرية التي تنتهي عندما تبدأ حريات الآخرين. ولا يعلو حق على حق الإنسان في أن يعيش في دعة وهدوء وسكينة وطمأنينة نفسية وأمن وأمان. فهذه المنظومة ولا شك تشكل أهم الأسس لحضارة الإنسان الراقي المستقر، وتدفعه نحو مزيد من العطاء والإنجاز الحضاريين، وأهم من ذلك كله إلى تمتين أواصر شبكة من العلاقات الإجتماعية بين المواطنين أساسها المحبة والاحترام والتآلف. وتظل أجهزة الدولة الأمنية والقضائية هي السياج الحامي للحريات بكافة أشكالها من خلال أطرها القانونية .













التوقيع


أعزائي الكرام
تحية طيبة
يسرني أن أقدم نفسي لكم
أنا د . لطفي زغلول
شاعر وكاتب فلسطيني
رئيس منتدى شعراء الفصحى
في موسوعة الشعر العربي

عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
لمزيد من المعلومات عني
تفضلوا بزيارة موقعي
www.lutfi-zaghlul.com
lutfi_zag@hotmail.com
أطيب التمنيات
د . لطفي زغلول
  رد مع اقتباس
قديم 07-25-2010, 04:35 PM   رقم المشاركة : 2
أديبة
 
الصورة الرمزية سمية اليعقوبي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمية اليعقوبي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: حضارة الهدوء والسكينة : د . لطفي زغلول

أستاذي الكريم لطفي

الواقع يفرض نفسه شئنا أم أبينا

ومقارنة شعوبنا بالشعوت المتحضرة هو أمر يطول فيه النقاش

أستاذي موضوع مميز يستحق الوقوف عنده كثيرا

دمت بخير

تحيتي لك واحترامي













التوقيع




لا يؤلم الجرح الا من به ألم
  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هذا أنا : د . لطفي زغلول د . لطفي زغلول شعر التفعيلة 10 10-09-2012 11:05 PM
بحر عينيك : د . لطفي زغلول د . لطفي زغلول شعر التفعيلة 12 08-26-2012 01:34 PM
سمراء : د / لطفي زغلول د . لطفي زغلول شعر التفعيلة 12 01-31-2012 08:29 PM
إمرأة من وطني : د / لطفي زغلول د . لطفي زغلول شعر التفعيلة 8 07-28-2011 10:47 AM
إمرأة قالت لا : د / لطفي زغلول د . لطفي زغلول شعر التفعيلة 10 02-02-2011 10:23 PM


الساعة الآن 09:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::