تلك رسالتي التي أبرقها إليك ، عسى أن تجد مساحة ومتسع في وجدانكم لتمكث حيث تثري ، حيث تجد موضعاً لتمحو شوائب علقت بكم ، أتمنى أن تكون مصفاة لتردكم إلى الصفاء ، أكتبها
بمداد الأسى وقلم الفضول على ورق معطر موشح بالذكرى .
اليوم هو ذكرى يوم لقاؤك ، ذكرى اليوم الذي أنشدني وجهك بسمته ، في ذلك اليوم عرفت كل الفصول ، استطعت أن أفرق بين الربيع والخريف ، بين الشتاء و الصيف
كانت البوصلة تشير ناحية الشمال كأنها تنبئ عن استقراء لم يكن لدينا مقروء ه، ذلك هو قلب الإحساس ولبه ، جمعت أطراف لحافي أتدثر ، خشيت العراء بجوارك ،خشيت أن تنزف الأشجار أوراقها ، كل هذا معمول به ، بعد أول طله لابتسامتك وغروبها ، قرأت كل الفصول وفصلك لم أعرفه ولم أعتاده ، فصل آخر ..! ، الحرباء تتلون وتتقلب دفاعاً عن الذات ، أما البشر فألوانهم طلاسم ، في كنيتي حس اطلاع يفك شفرات الغموض (واللوغارتمات ) بارع صفي ندي ، رؤيته فلكية يقرأ أحوال المناخ ويخبرك بالطقس ،
رحال في تضاريس الوجوه ، ترويه تجاعيد الجباه ، ليس صدفة يوم التقينا ، كان اللقاء بناء على رغبة وطلب وقياس ، واعلم أن جوارحي ليست بالعبيطة ، فقد جاريتك كما يجاري السائس ليطوع خلق الحصان ، أرفض الرغبة ، أرفض الخطوة التي تأخذني للحاجة ،
واحتفظ لنفسي بكلمة النهاية ، وأعلم أن الطير الحر لا يهجر عشه حتى لو أحاطه الحرمان ، والريح مهما علا صوتها لا بد لها سوء النهاية ...! . الطير.! طيرٌ ، والهواء خواء ،
والجن عفريت وابن شيطان ، الإنسانية خجل وحياء ، والورود لا تزهر في الجفاء ، ولا تروى إلا بعذب الماء وغيث السماء ، لا أعتقد أنها دعابة منك بل قصداً للمناحة ، لا أنكر أنك أبهرتني بدعابتك حين راحت تطوف بي وتلف حولي ، كدت أغرق في زرقة عيناك ، حمرة شفتاك ، قوامك الممشوق وعودك ألبان ، لا أنكر إنك واحة ترفل بالنضرة ويغمرها الظلال ،
لكن في داخلها متاهة وخطر محدق وتسكنها وحوشك البرية ، أنا لا أكذب وحسي لا يكذبني ، فقد قرأتك من بعد وعن قرب ،،، !
بقلمي : سيد يوسف مرسي
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 01-08-2018 في 11:48 AM.