أرى القلْبَ في المرْءِ مثلَ الإناء....فطهّرْ من الحقد كلَّ الإناء
و حافظْ على العقل منْ كلِّ سوءٍ.....ليبقى مُشعًّا بنُور الذَّكاء
و كافحْ ولا ترْض عيْشًا مريضًا.......لتبْلغَ مجْدًا رفيعَ البناء
و لا تحْسبِ المجْد دونَ العناء.......فما المجدُ إلا ثمارُ العناء
إذا ما الفتى لم يكنْ ذا طموح.........فذاك لعمْركَ بدْءُ الفناء
و أكثرْ من الخيْر مادمْتَ حيًّا......تنلْ أجْرَه منْ سَميع الدعاء
إذا ما رأيْتَ مريضًا يعيشُ......وحيدًا حليفَ الأسى و الشَّقاء
فلا تتَجاهلْ مُعاناته...............و ساعدْه واعْتَن كلَّ اعتناء
فإنَّ اعْتناءَكَ يبْقى له................مُهمًّا ليطرقَ بابَ الشفاء
و صَاحبْ أنَاسَ التُّقَى والصَّلاح ...فهمْ دائمًا أفضلُ الأصدقاء
وَدافعْ عن العِلْم حَتَّى يظلَّ...........لدَاء الجَهالة خيْرَ الدواء
ولا تشْرب الخمْرَ حتَّى تظل َّ..........حياتُكَ مُتْرَعةً بالصفاء
و لا تتسرَّعْ وخذْ بالتأنّي.........ولا تتْركِ الوعْدَ دون الوفاء
و لا تُفْشِ سرَّكَ يَوْمًا لشَخْصٍ.....ولوْ كانَ منْ أقْرب الأقْرباء
دَعِ البُخلاءَ إنِ احْتَجْتَ يَوْمًا..إلى العوْن واقْصُدْ أناسَ السخاء
يميلُ البخيلُ إلى الشحِّ دوْمًا....و ما الشحُّ منْ شيم الأسْخياء
إذا ما أساءَ مُسيءٌ إليكَ.............فَخُذْ بالتسَامُح لا بالعَداء
ولا تتكبَّرْ على الناس يوْمًا .....فما الكبْرُ منْ شيم الأسوياء
خفِ الله فهْو يَرى كلَّ شيْء........و كنْ مُستعدًّا ليوم الجزاء
ولا ترْجُ خيرًا من الحاقدين ....و إنْ أظْهَروا لك روحَ الإخاء
إذا وَجدوا فرْصَة ً منْكَ نالوا ......فما عنْدَهُمْ لكَ غيْرُ البلاء
رحم الله والديكم شاعرنا الكبير
أقتبس منها وكل القصيدة روائع ونضائد
ولا تتكبَّرْ على الناس يوْمًا .....فما الكبْرُ منْ شيم الأسوياء
خفِ الله فهْو يَرى كلَّ شيْء........و كنْ مُستعدًّا ليوم الجزاء