ليلة مقمـــرة فوق القطـــب المتجمـــــد الجنوبى
من غـــــــرائب الكــــــــرة الأرضـــــــــية
أقدم اكتشاف للقطب المتجمد الجنوبى كان قبل 200 سنة ، أي فى عام 1820 م ، عندما قام فريق روسى بأول رحلة استكشافية لما يسمى الآن صفيحة ( فِمبل ) الجليدية . وفى ذكرى ذلك الحدث التاريخى نقدم للقراء هذا المقال الخاص عن القارة القطبية الجنوبية . وأول ملامح هذه القارة العجيبة هو الطبقة الثلجية العظيمة التى تكسوها.
فهى تمثل أكبر مستودع طبيعى للمياه العذبة فى العالم . إذ أنها كانت سترفع مستوى المحيط بما مقداره ستين مترا لو قُدر لها أن تذوب كلها فيه .فلك أن تتخيل العالم اللا نهائى من الجليد المتراكم فى تلك القارة . وإلى جانب ذلك فإن القارة القطبية الجنوبية تمثل لنا مناخ الكرة الأرضية منذ ثمانمائة ألف عام خلت . فهى فى الحقيقة صورة ناصعة لماضى الأرض . إذ يستشف علماء الطبيعة والجيولوجيا فيها الحقب الماضية السحيقة عن تطور التكوّن لطبقات الجليد العظمى ومدى تأثرها بما يحيط بها من البحار والمحيطات . وعن مستقبل هذه الطبقات فى عالمنا الذى يتزايد فيه الدفء تدريجيا فى هذا الزمن . كما أننا ننتهز هذه السانحة لنفحص - بيولوجيا - أسباب الظاهرة الغامضة حول نفوق طيور البطريق بأعداد كبيرة حديثا فى جزيرةٍ نائية فى القطب الجنوبى . إضافة إلى ما نستخلصه من هذا المقال عن فهمنا لطبيعة سائر الكائنات الحية فى تلك القارة الجليدية .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 03-24-2020 في 10:29 PM.