أليم:(اسم)
أليم :فاعل من آلَمَ
أليم: (اسم)
أَذاقَهُ الْمُرَّ الأليمَ: الْمُرَّ الْمُؤْلِمَ والْمُوجِعَ البقرة آية 10 وَلَهُمْ عَذَابٌألِيمٌ.
المسألة عن قوله - عز وجل -: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ)ما الألم؟ قال: الوجع.
واستشهد فيبقول الحارث بن حلزة اليشكرى:
أَلِمُوا القتلَ حين دارت رَحاهُمْ
ورَحانا علــــى عِنان الدمـــاءِ
وشاهده بقول الأعشى:
لا نَقِيهــم حَدَّ السلاح ولا نأ
لم جرحا، ولا نبالي السهاما
الكلمة في الرواية الأولى من آيات:
التوبة 61:(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .وإبراهيم 22، والنور 16، والعنكبوت 223 والشورى 21،42ومعها:(وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .
في آيات: البقرة 10، 104، 178، وآل عمران 77، 177، 188، والمائدة 36، والتوبة 79، والنحل 63، 104، 117، والحشر 15، والتغابن 5. . . في ثمان وستين آية، وصف فيها عذاب والعذاب،
بعذاب أليم، من عذاب أليما، العذاب الأليم.
وأما الرواية في: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ) .
فمن آية النساء 104: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) لم يأت في غيرها، أيُّ فعلٍ من الألم.
وأقوال اللغويين والمفسرين، تأتي في آية البقرة 10: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) .
إذ هي المرة الأولى التي جاء فيها "عذاب أليم" في ترتيب المصحف.
تأويل الألم في المسألة بالوجع، وأليم بوجيع، يبدو قريباً ظاهر القرب.
والجمهرة من المفسرين تأولوه بالوجع، وقال الراغب:الوجع الشديد. وهو معروف من كلام العرب، والشواهد فيه كُثْرٌ، وإن لم يكن الوجع من ألفاظ القرآن.
وفي(مجاز القرآن: آية البقرة 10)، قال أبو عبيدة: "عذاب أليم"أي موجع،من: الألم. وهو في موضع مُفعِل - أي مؤلم - قال ذو الرمة:
ونرفع في صدور شمردلاتٍ يصكُّ وجوهَهـــا وَهَجٌ أليمُ
الشمردلة: الطويلة.
والبيت من شواهد الطبري والقرطبي، لأليم بمعنى وجيع.
لكن "ابن عرفة"أنكره فيما حكى عنه الهروى، قال في(الغريبين، باب الهمزة مع اللام) :قوله تعالى: (عَذَابٌ أَلِيمٌ)قال أبو عبيدة: أي مؤلم. يقال:أَلمِنى الشيءُ وألمِتُ الشيءَ،قال تعالى: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ) .
وقال ابن عرفة: أليم ذو ألم، وسميع ذو سماع، ويظهر أن الوجع أقرب إلى ما يعتري الجسم من مرض أو أذى بدني عارض.
الألم الوجع، والألم من العذاب الذي يبلغ غاية البلوغ. وغلبة مجئ أليم لعذاب الآخرة. عذاب يوم أليم، وأخْذ الله تعالى الكفار والفاسقين(إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) - والله أعلم - بأن الأليم أخص وأفدح من وجع يعرض لعامة البشر.
وتفسير "ألم" في شاهد المسألة الأول. يقوى بدلالة عذاب من وجد وسهد وأرق،مما لو كان مجرد وجع لعارض من مرض أو جرح كما في الشاهد من قول الأعشى: ولا نألم جرحا.