قراءة في قصة (خطيبان) للمبدع القدير مصطفى معروفي / عايده بدر
خطيبان
كان يتمناها أن تكون رفيقة عمره،
كانت هي تظهر له ميلا كله ورود و زهور،
كانا يمشيان في الشارع ،قال لها :لنجلس في الحديقة قليلا...
أومأت برأسها أن نعم.
و هما جالسان خطرت له أن يجري مكالمة ، نسي الهاتف فطلب منها مده بهاتفها.
كان يحدق في الهاتف و يداه شغالتان على الواجهة،يبدو أنه نسي إجراء المكالمة.
بعد هنيهة أرجع إليها الهاتف ، حدق فيها قليلا بنظرات ذات معنى ثم تركها جالسة و غادر الحديقة في صمت.
القراءة / عايده بدر
(خطيبان) من العنوان يتضح أن الارتباط بينهما جاد واتخذا أول خطوة لإتمامه بالخطبة
(كان يتمناها أن تكون رفيقة عمره،
كانت هي تظهر له ميلا كله ورود و زهور،)
هذا التمهيد يقدم لنا صورة عن طبيعة العلاقة بينهما
كان يراها حلماً يتمناه وشريكة لرحلة العمر وهي كانت تظهر له ميلاً وزهور وورد مما يعني قبولها وترحيبها به
(كانا يمشيان في الشارع ،قال لها :لنجلس في الحديقة قليلا...
أومأت برأسها أن نعم.)
مشهد آخر يبدو فيه التناغم بينهما ويقدم بصورة رومانسية في شكل حوار (قال وقالت)
(و هما جالسان خطرت له أن يجري مكالمة ، نسي الهاتف فطلب منها مده بهاتفها.
كان يحدق في الهاتف و يداه شغالتان على الواجهة،يبدو أنه نسي إجراء المكالمة.
بعد هنيهة أرجع إليها الهاتف ، حدق فيها قليلا بنظرات ذات معنى ثم تركها جالسة و غادر الحديقة في صمت)
من أول هذا السطر بدأت القصة الومضة .. جالسان معا في حديقة والزهور حولهما وهي التي تمناها رفيقة للعمر وهو الذي مالت له وقبلته خطيباً
لكنه فجأة يقرر إجراء مكالمة هاتفية ثم يتذكر أنه نسي هاتفه فيطلب منها هاتفها وهي تعطيه له بلا تردد
حتى هذه اللحظة فإن الأمر الغريب هنا هو إجراء مكالمة في موقف رومانسي يجمعه بحبيبته وخطيبته
وأن تعطيه هاتفها بلا تردد يعني أنها تثق به ولا تجد غضاضة في الأمر ولو هناك شيئ خطأ تفعله لا أظنها ستعطيه الهاتف بهذه الثقة وعدم التردد
الأمر ينقلب فجأة إذ يحدق في هاتفها وتمتد يده ليقلب فيه وينشغل حتى أنه من هول ما اكتشف نسى أن يجري مكالمته
بالتأكيد كل هذا يستغرق أكثر من هنيهة .. وهي لم تنتبه إلى ما يحدث أو ما يفعل حين أرجع إليها الهاتف
مؤكد وجد شيء جعله يبدل موقفه في ظرف تلك الهنيهة .. أتبعها بنظرات ذات معنى ثم تركها جالسة ما يعني أنها لم تشعر بأي تغير لحق به ..ثم تركها وغادر الحديقة في صمت
يتجه النص لأن يجعلنا نشك في هذه الخطيبة فربما كانت تحب آخر لكن النص ذكر أنها تميل إلى هذا الخاطب بالورد والزهر
أو ربما كانت لها علاقات متعددة وهذا ما اكتشفه ورأى أنها خدعته فتبدل حاله فوراً حتى أنه تركها دون حرف واحد
ربما وجد شيئاً آخر كان ت مفاجأته أقسى عليه كأن وجد سبباً سيمنعهما من إتمام هذه العلاقة
كل هذه احتمالات دفعنا النص للتفكير فيها وربما أسباب أخرى لم نصل إليها
العنوان (خطيبان) جاء يمهد للمشاهد المتتالية التي صورها لنا النص ويحدد لنا العلاقة التي تجمع بين شخوص النص
ولأن النص ليس قائم على الترميز فلم يرى الناص ضرراُ أن يكون العنوان كاشفاً بل أعتقد أنه كان مقصوداً ليكون الباب الذي يفتح النص
(كان يتمناها أن تكون رفيقة عمره،
كانت هي تظهر له ميلا كله ورود و زهور،
كانا يمشيان في الشارع ،قال لها :لنجلس في الحديقة قليلا...
أومأت برأسها أن نعم.)
هذا التمهيد في النص الذي قدمه الكاتب ليكون قصة ومضة كان يمكن اختزاله في سطر واحد يعبر به عن طبيعة العلاقة بينهما لاسيما وأن العنوان قد أدى هذا الأمر
وكذلك يرسم الخلفية الزمكانية التي اعتمدها الناص ليقدم ومضته
(و هما جالسان خطرت له أن يجري مكالمة ، نسي الهاتف فطلب منها مده بهاتفها.
كان يحدق في الهاتف و يداه شغالتان على الواجهة،يبدو أنه نسي إجراء المكالمة.
بعد هنيهة أرجع إليها الهاتف ، حدق فيها قليلا بنظرات ذات معنى ثم تركها جالسة و غادر الحديقة في صمت)
هذا الجزء هو جسد الومضة الحقيقي الذي رسم فيه الناص مشاهده بإتقان وسرعة في بلوغ ذروة الحدث وتطوره حتى القفلة
وأفسح المجال لقارئه كي يتشارك معه في إطلاق خياله للبحث معه والتفكر فيما وجده وجعله يتبدل في لحظات
ولو بدأت الومضة من هذا الجزء لكانت بالفعل قصة ومضة لأن ما سبقها كان تمهيد كشف عنه العنوان مسبقاً
فأصبحت تفاصيل حملت على كاهل النص ما يمكن الاستغناء عنه.. وكان القارئ سيتكفل حينها برسم هذه المشاهد السابقة
العنوان (خطيبان) جاء نكرة ما أعطى مساحة أكبر وأوسع للقارئ بعدم التقييد في تحديد الشخوص .. وشخصياً أفضل أن يكون العنوان نكرة
تكرار الفعل الناقص (كان) أخذ من لون النص فأبهت ما لحقه ولم يضف له أبداً
(،) الفاصلة التي تنهي السطرين الأول والثاني يظهر أنهما كُتبا على سطر واحد وليس بطريقة التقطيع الشعري التي نشر بها النص
فكأنه كان بهذا الرسم:
[خطيبان
كان يتمناها أن تكون رفيقة عمره،كانت هي تظهر له ميلا كله ورود و زهور،كانا يمشيان في الشارع ،قال لها :لنجلس في الحديقة قليلا...أومأت برأسها أن نعم.
و هما جالسان خطرت له أن يجري مكالمة ، نسي الهاتف فطلب منها مده بهاتفها.
كان يحدق في الهاتف و يداه شغالتان على الواجهة،يبدو أنه نسي إجراء المكالمة.
بعد هنيهة أرجع إليها الهاتف ، حدق فيها قليلا بنظرات ذات معنى ثم تركها جالسة و غادر الحديقة في صمت.]
مبدعنا القدير الراقي مصطفى معروفي
أرحب بقامتك الراقية وحرفك المتألق الذي أسعد بمصافحته
الحرف القيم يفتح للقارئ أبواب التأويل والرؤية التي أرجو ألا أكون قد ابتعدت فيها كثيراً
مبدعنا الراقي كل التقدير لروحك ولحرفك القيم
مودتي وتقديري
عايده
رد: قراءة في قصة (خطيبان) للمبدع القدير مصطفى معروفي / عايده بدر
قصة جميلة وأبدع القاص في نقلها الينا كصورة .. أعني كأننا نرى قبل أن نقرأ.
جاءت قراءة المبدعة عايدة لتضيء لنا كل الطرقات المؤدية الى الحديقة وتبرز لنا ماخفي من صورة الخطيبان
بوركتما
رد: قراءة في قصة (خطيبان) للمبدع القدير مصطفى معروفي / عايده بدر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان
قصة جميلة وأبدع القاص في نقلها الينا كصورة .. أعني كأننا نرى قبل أن نقرأ.
جاءت قراءة المبدعة عايدة لتضيء لنا كل الطرقات المؤدية الى الحديقة وتبرز لنا ماخفي من صورة الخطيبان
بوركتما
وما أسعدني والحرف هنا بهكذا حضور من قامتكم الراقية
شاعرنا ومعلمنا القدير أ.شاكر السلمان
وامتناني كبير لحضورك الذي أعتز به في النصوص
تدمغ الحرف بروحك الراقية
تقبل كل تقديري واعتزازي وامتناني
عايده
رد: قراءة في قصة (خطيبان) للمبدع القدير مصطفى معروفي / عايده بدر
قراءة متقنة وأنيقة الملكات سبرت بأدواتها مكامن النص الأساس
وعبرت عن ماورائيات هواجس الكاتب باسلوب سلس وجذاب
سلمت حواسكم أختي الأديبة الراقية
ودمتم بخير وسلام
رد: قراءة في قصة (خطيبان) للمبدع القدير مصطفى معروفي / عايده بدر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان
قراءة متقنة وأنيقة الملكات سبرت بأدواتها مكامن النص الأساس
وعبرت عن ماورائيات هواجس الكاتب باسلوب سلس وجذاب
سلمت حواسكم أختي الأديبة الراقية
ودمتم بخير وسلام
شاعرنا ومبدعنا المكرم أ.ألبير ذبيان
امتناني كبير واعتزازي برقي روحك وحضورك الفارق أكبر
ممتنة لإشادتك بالقراءة وهي نافذة من نوافذ عدة نحاول أن نطل منها على النص
تقبل كل تقديري واعتزازي لراقي روحك وقيم حضورك
مودتي وتقديري
عايده