كبير الإسم والمظهر

كبير الاسم والمظهر

كبير الاسم والمظهر = هلمّ نُطالع الجوهر
فكمْ رابيت كي تغنى = وكم نافقت كي تظهر
جمعتَ الجاه والمال = على أملٍ لتُستوزر
ملأتَ الأرض عمرانا = وصرتَ بما به تفخر
فشارلمان خطَّطه = ونفّذه بنو الأصفر
ومن "روما" حجارته = ومن "غرناطة" المعبر
قبابُ البيت من "دبلن" = ووردٌ فوقها أزهر
ورسم الدار من "بنما" = كأنّ رسومهم أنظر
وبهو الدار وهّاجٌ = يشعشع نوره الأبهر
وأمسى البيت مملوءاً = زخارفّ نبضها العنبر
ومن "مدريد" مأكلكم = وفي "هوليود" كم تسهر
"ودزني ورد" قبلتكم = و"لص فيقص" بكم تشهر
تقامر دونما خَجَلٍ = وكم في جوِّها تسهر
ومن "تبريز" مفرشكم = وماؤك لم يكن يُمطر
تسنّى جاهكم ألقا = وأنت الفارس الأشطر
تظنُّ العمر مليونا = من الأعوام أو أكثر
تُرى تزهو كطاووس = وماذا بعد أن تُقبر
هي الآجال من يدري = كلمح البرق أو اقصر
أليس العمر محدودا؟ = وهل للموت من مئزر؟
فأين الجدُّ يا هذا ؟ = وجدُّ جدودك الأكبر
مضوا لم تدرِ وجهتهم = جنان الخلد أو "أسعر"
وهل تدري متى تغدو؟ = وأين تموت أو تنشر؟
ظللت الدرب مطواعا = على العصيان لم تُجبر
فلم تقنع بأرصدة = وجل فعالكم منكر
ستُخلي كل ما يُبنى = وما يُجنى وما يُؤثر
وتترك عيشة رَغدا = إلى قبرٍ به تُحشر
تذكَّر نزعة الروح = وعزرائيل بالمحضر
فلا الأموال تُنجيك = ولا منجى لمن غرغر
تذكّر غصّة القبر = ويوم البعث والمحشر
نزاع الروح لا ينسى = عذاب القبر لا يُنكر
به حُنُشٌ مساعيرٌ = تزفُّ الأقرع الأغبر
شجاعٌ من يدانيه = كأنَّ الأسْد إذ تزأر
يسامركم بوحشتكم = يقرِّضكم كما يُؤمر
ستُذهل حينما يدنو = وتندم دون أنْ تعذر
كفا ما كان من شَرَه = حلال الكسب لا أكثر
تضّرع للذي يهدي = وتبْ لله قد تُنصر
وطب عملا بدنياك = لعلَّ ذنوبكم تُغفر
تلّمس درب من رشدوا = ومن بجنانه يظفر
فلا تُلهيكم الدنيا = عن المحراب والمنبر
لعلَّ الله يرحمكم = ويرحمنا ومن أدبر

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور شفيق ربابعة     كبير الاسم والمظهر كبير الاسم والمظهر = هلمّ نُطالع الجوهر فكمْ رابيت كي تغنى = وكم نافقت كي تظهر جمعتَ الجاه والمال = على أملٍ لتُستوزر ملأتَ الأرض عمرانا = وصرتَ بما به تفخر فشارلمان خطَّطه = ونفّذه بنو الأصفر ومن "روما" حجارته = ومن "غرناطة" المعبر قبابُ البيت من "دبلن" = ووردٌ فوقها أزهر ورسم الدار من "بنما" = كأنّ رسومهم أنظر وبهو الدار وهّاجٌ = يشعشع نوره الأبهر وأمسى البيت مملوءاً = زخارفّ نبضها العنبر ومن "مدريد" مأكلكم = وفي "هوليود" كم تسهر "ودزني ورد" قبلتكم = و"لص فيقص" بكم تشهر تقامر دونما خَجَلٍ = وكم في جوِّها تسهر ومن "تبريز" مفرشكم = وماؤك لم يكن يُمطر تسنّى جاهكم ألقا = وأنت الفارس الأشطر تظنُّ العمر مليونا = من الأعوام أو أكثر تُرى تزهو كطاووس = وماذا بعد أن تُقبر هي الآجال من يدري = كلمح البرق أو اقصر أليس العمر محدودا؟ = وهل للموت من مئزر؟ فأين الجدُّ يا هذا ؟ = وجدُّ جدودك الأكبر مضوا لم تدرِ وجهتهم = جنان الخلد أو "أسعر" وهل تدري متى تغدو؟ = وأين تموت أو تنشر؟ ظللت الدرب مطواعا = على العصيان لم تُجبر فلم تقنع بأرصدة = وجل فعالكم منكر ستُخلي كل ما يُبنى = وما يُجنى وما يُؤثر وتترك عيشة رَغدا = إلى قبرٍ به تُحشر تذكَّر نزعة الروح = وعزرائيل بالمحضر فلا الأموال تُنجيك = ولا منجى لمن غرغر تذكّر غصّة القبر = ويوم البعث والمحشر نزاع الروح لا ينسى = عذاب القبر لا يُنكر به حُنُشٌ مساعيرٌ = تزفُّ الأقرع الأغبر شجاعٌ من يدانيه = كأنَّ الأسْد إذ تزأر يسامركم بوحشتكم = يقرِّضكم كما يُؤمر ستُذهل حينما يدنو = وتندم دون أنْ تعذر كفا ما كان من شَرَه = حلال الكسب لا أكثر تضّرع للذي يهدي = وتبْ لله قد تُنصر وطب عملا بدنياك = لعلَّ ذنوبكم تُغفر تلّمس درب من رشدوا = ومن بجنانه يظفر فلا تُلهيكم الدنيا = عن المحراب والمنبر لعلَّ الله يرحمكم = ويرحمنا ومن أدبر

أهلا و سهلا بك أستاذي شفيق و بحرفك الجميل
أعجبتني كلماتها و أنت تدين من نسوا الآخرة و عملوا لدنياهم
بل أنهم ما سعوا للحلال من الرزق إنما سلكوا دروبا لا يرضاها الله...
فقط اسمح لي بملاحظة فانا منكم أتعلم أستاذي:

حالما قرأتها شعرت بأنها أهزوجة و تحديدا لأنك وقفت على متحرك في صدر العديد من الأبيات :
المال، الروح، القبر...
لكنني انتبهت فيما بعد أنك قد خرجت من تفعيلة الهزج : مفاعيلن
إلى تفعيلة الوافر مفاعلتن
و أنت تعلم أنها لو جاءت مرة واحدة في القصيدة فإنها تنقل القصيدة من الهزج إلى الوافر
فبالتالي صار أما أن تسكّن أواخر الكلمات المتحركة في صدر بعض الأبيات
أو أن تلتزم مفاعيلن لتظل القصيدة أهزوجة و بالتالي يحق الوقوف على متحرك في نهاية صدر البيت
و بالنسبة للبيت الأخير أراك قد جزمت الفعلين (يرحمكم و يرحمنا) و لا أظن هناك ما يدعو لجزمهما هنا.
و كذلك في هذا البيت قد جزمت الفعلين : (يسامركم ، يقرضكم)
يسامركم بوحشتكم = يقرِّضكم كما يُؤمر
و تظل رغم ذلك كلمات لطيفة بحق من لم يعجبك حالهم و جاءت بها الكثير من المواعظ و التذكير بما ينتظر الإنسان ...
تقبل تحياتي و تقديري أستاذي الفاضل.

الأخت وطن النمراوي

سعدت بمرورك, وفرحت بتحليلك.

وجميل ماأشرت إليه , من منطق ودقة

وحكمة وقدرة. لك الود والتقدير عزيزتي.

قصيدة حكمية رائعة ببنائها وموضوعها الكبير
وصورها الرائعة تنهل من ناضج فكر وثراء لغة
وتمكن فذ في رسم الجمال بالكلمات ولو فازت
هناتها ببعض اهتمام من قبل شاعرنا القدير
شفيق ربايعة كما ذكرتها الأستاذة الفاضلة
وطن النمراوي لاكتسبت الكمال والجمال
وبرغم مافيها من الهنات فهي تستحق
التثبيت بجدارة .. أرجو قبول خالص
ودي واعتزازي وتقديري

الأخ عواد الشقاقي

جميلة كانت الملاحظات وبالتأكيد لابد من تعديل وتصحيح الهنات

وهذا يكون سهلا في بعض المنتديات , تثبيتك للنص رفع من شأنه

وأعطاه بريقا جديدا . شكرا لجهدكم واشادتكم بالمعاني , وهو واقع معاش

هناك أصحاب الملايين يقابلهم أناس بلا فراش . دمت بخير أخي العزيز.

كلام جميل.. وحكمة بالغة..
علّ الذين غررت بهم الدنيا يستفيقون من غفوتهم، ويستقيلون من كبوتهم!
لك محبتي وتقديري

الأخ نبيه السعدي

إشادتك بالنص وتنبيهك للذين غرّرت بهم

الدنيا علّهم يستفيقون, كمّلت النص وجمّلته.

كما أسعدتنا. تنبيه ونباهة وسعادة حملت معك

خلال تجوالك الكريم بين كِبَر الأسم وضخامة

المظهر . حالة نعايش,وما يطلق عليهم الحيتان,

يأكلون الأخضر واليابس, ويخلِّفون وراءهم الفقر

والحرمان للكثيرين. دمت بخير وسلمت أخي العزيز.