آخر 10 مشاركات
: يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          حين تظلم السماء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          نسائم الإيحاء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          تقويـم (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ارقب عصفورا (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          حبة القطائف (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          كان من الأصحاب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
منوبية كامل الغضباني من قسم اللإشراف : مرحبا بدفقكم وبكتاباتكم المنسابة كنهر رقراق****************فقط رحاء انزالها تباعا حتّى يتسنّى لنا التّفاعل معها ************ولكم ك المحبّة يا أهل نبعنا الجميل

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-23-2010, 11:05 AM   رقم المشاركة : 1
أديبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :كُليزار أنور غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 حقيبة سفر
0 رياض النور
0 مفخخة

افتراضي البيت القديم/ قصة قصيرة

قصة قصيرة

البيت القديم

بقلم : كُليزار أنور


أُدير محرك السيارة لتنطلق بي إلى هناك .. إلى تلك الجنة التي فقدتها ذات يوم .. أضع ذاك الشريط الذي يثير فيّ الشجن كلما دار في جهاز التسجيل .. وينفرد بي الحزن .. يسقطني في أخاديد الذكرى العميقة .. ذكرى مؤلمة تعود منها النفس مهشمة على تلك الصخور الجارحة في تلك الأخاديد . تتزاحم الذكريات وتدور الكلمات :
_ سأرحل .
_ وا أسفي .. أصبح الرحيل عن الوطن هو الحلم .
_ لا تتأسفي .. إذا تحول الوطن إلى منفى !
_ أيعقل ؟!
_ ربما .. وها قد حصل !
كان يتكلم بصوتٍ حزين .. وآثار التعب تبدو على وجههِ بصورة واضحة .. لذتُ بالصمت .. فهول المفاجأة ذبح صوتي . أنا أُدرك .. بأن لكلٍ منا فلسفته في الحياة وطريقة تفكيره الخاصة .. لم أعترض .. فماذا يفيد الكلام وقد قرر هو وانتهى الأمر ! ابتسم .. كالتماعة آخر شعاع ساعة الغروب .. بسمة فرح ذائب ، مغادر .. وافترقنا ! كل منا مضى على طريق نهايته .. وغابت الصورة التي التقطها قلبي له في آخر لقاء .
منذ الأزل الحب والعذاب توأمان .. هل أستطيع أن أُغير قانون الطبيعة ؟! وتمطر الأحزان عبر صوت فيروز ، وتبحر بي في عباب الذاكرة . غادرناها بعد أن كبرنا .. وبعد أن استوجبَ علينا أن نتركها .. لم يكن بخاطرنا ، فهكذا حكمت الظروف في حينها .. والإنسان يرضخ للظروف في أغلب الأحيان . حينَ ابتعدنا شعرتُ بأني اقتربتُ أكثر .. فليست كل الأشياء يستطيع أن يقضي عليها الزمن بالنسيان .. ولم أجد سوى الذكريات أتدثر بها في ليل الغربة البارد .. كل هذا راودني وأنا أسوق سيارتي على طول الطريق .
وتظهر العمادية من بعيد ( إمارة بهدينان ) كما تُسمى في كتب التاريخ .. المدينة العريقة ، الجميلة التي أشتاق إليها دائماً .. حينَ التقينا آخر مرة .. بادرتهُ بالسؤال عنها :
_ حدثني عنها .. قُل أي شيء ؟ بلل ريقي بكلمات عنها .. حدثني عن هوائها وأهلها ودروبها وشارعها الأوحد .
_ لم يتغير أي شيء في معالمها .. مع هذا فهي ليست هي .
دوامة الجواب أذهلتني وأحزنتني في الوقت نفسه .
على الجانبين تلمع الحقول الخضر تحت وهج الشمس .. وتقترب كلما اقتربت أكثر .. مدينة معلقة على رأس جبل .. خصها الله بطبيعةٍ رائعة .. وأصل إليها .. توقفني بوابتيها ( باب الموصل ، وباب الزيبار ) بابان حجريان لا يعلم سوى الزمان في أي تاريخٍ قد شُيدا .. منحوت عليهما عقبان وأفاعٍ _ رموزاً للقوة والحكمة _ أتجول في طرقاتها وحيدة .. هل أبكي ؟ .. فالوجه الذي أعطى كياني المعنى الكامل لا يسكن هذهِ الديار !
وتأخذني الدروب نحو البيت القديم .. بيت واسع يغفو في حضن الجبل .. أطرق الباب وأنا أعلم .. ليسَ فيه أحد .. أفتحهُ .. تواجهني روائح الطفولة .. ما أعذبها .. البيت الذي ولدتُ فيه .. أول مكان أدخلهُ غرفة جدي .. أنظر من خلال النافذة .. البيت ساكن بكل شيء .. أهله وناسه والعالم حوله والسماء أيضاً .. شجرة التين هادئة تغرقها أشعة الشمس الذهبية .. فهي في الحديقة منذ وعيت الحياة .. للمكان عبق سحري في قلبي ونفسي .. كم من الأشياء استيقظت في داخلي ؟! .. الكل غادر البيت .. لم يبقَ فيه غير الأشجار .. شجرة التوت التي زرعها جدي يوم ولدت .. كلانا كبر .. تشع ببريقها .. أصغي إلى أصوات الطيور والعصافير التي عششت فيها .. يمتلئ المكان بغنائها .. أسترق السمع وأتلذذ .. شعرتُ بالفخر .. فشجرتي غدت وطناً !
أخرج إلى الفناء .. أنظر من خلال السياج إلى بيت الجيران .. ليسوا هم ! .. فهناك آخرون يسكنون الدار ، لا أعرفهم .. رمقتُ كل ما هو موجود بنظرة شرود .. وتوقفت عند الشجرة التي جلسنا تحت ظلها .. هناك على تلك الأرجوحة تحت شجرة الخوخ صادفني أول حب .. ورغم أن هذا المشهد أمسى بعيداً إلاّ أني ما زلتُ أتذكرهُ بوضوح .. وكأنهُ حصل الآن .. تذكرتُ في تلك اللحظة كل الأشياء .. تجمعت فيها بدفعة واحدة كالبؤرة : لقاء ، طموح ، أمل .. ونهاية ! هل تجدي الاعترافات في الحب ؟ ..لا أظن ! .. فما كنا فيه يؤكد ما هو أعمق من أن نعترف به .
ما لهذا الزمن يركض بنا وتلك اللحظات هربت منا وكأنها لم تكن في قبضتنا .. أينَ كلماته ووعوده .. في أي بئرٍ غاصت ؟؟ الزمان قد التهم تلك الأيام الرائعة .. لكن شذاها مازال يحيا في ذاكرتي .
خرجتُ من البيت .. سألت عن كل مَن كان معنا حينها .. الكل قد غادر .. والمدينة يسكنها الغرباء .. بعضهم غادر إلى السويد وبعضهم إلى ألمانيا وبعضهم إلى هولندا .. و .. .. ..
و .. .. .. و .. .. .. القائمة تطول .. تركوا الأرض والوطن ، وغادروا .. حتى دون كلمات وداع !
ركبتُ السيارة مغادرةً العمادية قاصدةً ( الريبار ) الغوطة التي تحيط بتلك القمة .. طريق ملتو محاط من الطرفين بالأشجار .. غابة كثيفة وافرة بثمارها .. ولكن مَن يجني خيراتها ؟ .. مجرد أُجراء !
الأفياء الوارفة تظلل المكان كله .. أرفع نظري نحو السماء .. القمم تخترق مسيرة السحب الممتدة .. تحيط بي صور بانورامية مدهشة .. أسمع همس الطبيعة .. تراتيل منغمة كدعاء أُم .. أستنشق الهواء بتلذذ .. نما في داخلي خشوع عميق .. خشوع نبع من أعماق ذاتي .. تآلف بسرعة مع سمو الطبيعة وجلال الذكرى .. وأسأل نفسي :
_ كيفَ تركنا هذهِ الجنة ؟!
يوقفني الجدول الآتي من جبال سولاف .. أجلس على ضفافه الهادئة .. أسمع خريره الخافت .. أنظر إلى المياه الصافية وهي تنساب فوق الحصى برفق .. تياره الجاري يأخذ الفكر نحو البعيد .. كم من الزوارق الورقية صنعناها من دفاترنا المدرسية .. وكم حملناها بالآمال ؟؟ وفي إحدى المرات صنع زورقهُ من دفتر الرسم .. سألته :
_ لِمَ صنعتهُ كبيراً ؟
_ كي يسعنا نحن الاثنين .
ألم يقل سنُبحر معاً .. إذاً كيفَ ترك البلاد ؟! تمنينا كثيراً .. وماتت الأمنيات مع الأيام !
السكون تكامل تماماً .. والظلام بدأ يتكاثف بسرعة .. لم تعد عيناي ترى غير أقرب الأشياء .. دائماً نزور الذكرى ، نحج إليها .. كمن يبحث عن الحب في ماضٍ لن يعود ! .. ننبش في رماد الذكريات عن بعض الجمر لينبض الحياة فينا من جديد .

www.postpoems.com/members/gulizaranwar






آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 06-23-2010 في 01:16 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 06-23-2010, 03:02 PM   رقم المشاركة : 2
مؤسس
 
الصورة الرمزية عبد الرسول معله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الرسول معله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: البيت القديم/ قصة قصيرة


ما أروعك وأجمل نبضك وما أحلى عزفك الذي جعلني أتوه فيه

أعدتني إلى طفولتي دون أن أدري فلك من السحر ما يثير

النص أمامي وحدة متكاملة نحوا ولغة واملاء وفكرا وموضوعا

هنيئا للنبع إذ حططت فيه رحلك سأنتظر بلهفة كل نص جديد

تحياتي ومودتي وإعجابي













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 06-23-2010, 08:16 PM   رقم المشاركة : 3
أديبة
 
الصورة الرمزية سمية اليعقوبي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمية اليعقوبي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: البيت القديم/ قصة قصيرة

سيدتي

قصة رائعة حلقت بنا نحو ذاك الزمان

سيدتي ننتظر المزيد من هذا النمير

تحيتي واحترامي












التوقيع




لا يؤلم الجرح الا من به ألم
  رد مع اقتباس
قديم 06-25-2010, 03:52 PM   رقم المشاركة : 4
أديبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :كُليزار أنور غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 حقيبة سفر
0 رياض النور
0 مفخخة

افتراضي رد: البيت القديم/ قصة قصيرة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الأستاذ عبد الرسول معله
والأستاذة سمية اليعقوبي
أشكر مروركما الكريم ودفء كلماتكما الرائعة
سأبقى معكم ويشرفني ذلك
ويعود الفضل في وجودي معكم للأخت عواطف عبد اللطيف، إذ هي التي دعتني للكتابة في النبع، وقبلت بكل سرور دعوتها
أشكركما مرة ثانية وثالثة ورابعة وإلى ما لا نهاية






  رد مع اقتباس
قديم 06-26-2010, 03:36 PM   رقم المشاركة : 5
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: البيت القديم/ قصة قصيرة

ما لهذا الزمن يركض بنا وتلك اللحظات هربت منا وكأنها لم تكن في قبضتنا

أنه يركض وتركض معه الأماني

ويرحل كل شئ

والأصعب عندما يكون قرار الرحيل قد حان وقت تنفيذه

الغالية كٌليزار

أهلا بك في النبع

نورتِ

محبتي وشكري













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 06-27-2010, 05:23 AM   رقم المشاركة : 6
أديبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :كُليزار أنور غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 حقيبة سفر
0 رياض النور
0 مفخخة

Oo5o.com (12) رد: البيت القديم/ قصة قصيرة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

العزيزة عواطف عبد اللطيفنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صباحك سكر
أشكر مرورك الكريم
ودمتِ ودام نجاحك
ويوماً جميلاً إن شاء الله
لكِ مني كل الود والاحترام
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة






  رد مع اقتباس
قديم 02-03-2011, 07:01 AM   رقم المشاركة : 7
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: البيت القديم/ قصة قصيرة

الغالية كليزار

إشتقنا لحروفك

أعيد هذه الجميلة الى النور

دمتِ بخير
محبتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البيت القديم / قصة قصيرة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة قصيرة جدا / أركيولوجيا حسن برطال القصة القصيرة جدا (ق.ق.ج) 11 10-24-2012 12:38 PM
عبــــــارة ...: قصة قصيرة عزيز العرباوي القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 8 02-22-2011 04:02 PM
تعويذه قصة قصيرة سلام نوري القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 9 09-18-2010 08:16 AM
الفنون الإسلامية زينة البيت العصري رائدة زقوت نبع الفنون, الصور والكريكتير 3 07-17-2010 08:16 AM
سهولة البحث والتنقل وإجراء التعديلات في الكتاب الإلكتروني رائدة زقوت التكنلوجيا والعلوم 4 01-28-2010 10:56 PM


الساعة الآن 07:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::