رسائل إلى شهريار

(92)

شهريـار ...

فوق أنهار السراب تسير قافلتك
ملامح ضبابية تخترق دروبي
تقترب ... تبتعد
لكأن نيران الخوف بأوصالك تستعر
لا... لن يدرك المدى أمنيات واهمة
ولا لقاء داعبته أنامل البحر يوما
ولا زيفا تمخض على حافة ليل فاجر

( 93 )


شهريار

أشعر بنبضك
وقد حرك النشوة بين الضلوع
والوريد يتمايل
كـ طفل مشاغب
يحاور جنوني
وينزفني شهقة
تهتز لها براكين الوجد

( 94 )


شهريار ...

أرى فيك صدقا ونورا
وهالة من قمر أضاء السماء
فـ لقلبي الموجوع كن بلسما
وانزفني حرفا .. بالفرح اغتسل

(95)

شهريـار

قدح الربيع أنتَ ..
تحملني فوق أغصانك المزهوة
وشلال الحنان يتدفق
في خوابي شوقي لأحضانك
ليستيقظ الندى ثملا
من سكرة البوح

(96)


شهريــار ..

وحدك .. مرآة الضوء المشتعل بالحنايا
يا لحظة سكون
تنهار مشاعري أمام عظمتها
والاقلام تصطف
لتعيد ما فات من أمل
تدحرج خلسة بعيدا عن ناظرينا

( 97 )


شهــريار ..

حين يصهل الفجر فوق الشرفات
يلقي الخجل عباءته
وتنهار جبال الصمود
على عتبة اللهاث ...
فالليل بهيم
لا يسمع سوى ثورة انتشاء
تمارس جنونها
فوق أقبية اللهفة وهمهمات الأجساد

(98)

سيدي ... أرى فيك صدقا ونورا
وهالة من قمر أضاء كل السماء ‎
لقلبي الموجوع كن بلسما‎
وحرفا انزفني ...
بالفرح تعمَّد‎
قد غزا الحلم كياني ...
حيث بنى أعمدة وصالِهِ
فوق شرفات الانتظار ‎

(99)

شهريار ..


ربما لم تكن تشعر كم عجنت ذرات الحنين
ومزجتها بدقيق الصدق والحب
طمعا برغيـف يجمع شتات أنوثتي
أهبـه عن طيب خاطـر لمن يستحق
فعلى مائدة الوفـاء
أشاح الربيع وجهه
وتيبست أرغفـة الصبر
وتيقنت أني كنت أعيش بدنيا الأساطير

(100)


شهريار ...

كان الشوق يلازمني
مع كل حل وترحالٍ
أتمرد به على هواجس تتراقص بشدة أمام عيني
والأحلام بـ حلبة النبض تتبارز
حتى إذا هطل غيثك
يسكن الأمان أعماقي

( 101 )


شهريار ....

حين تعانـقَ رحيـقُ الخُـزامَى
مع شذا عِـطركَ النفّـاذ
هلّلـتِ السّماءُ
وتساقـطتِ النجْماتُ ...
واحدةً تلوَ أُخـرى
يتمايلنَ ..
يتراقصْـنَ على ألحانِ الأمنـياتِ الفـارهة
وضمَمْـتُ إلى صـدريَ تاجَـكَ الرّمـاديّ
وبقـايا هسْهساتٍ
تحكي حكـايةَ عُمرٍ خجـولْ
أيها القـدّيسُ المتسكِّعُ بشـوارع قلــبي