عند رحيلك انتابتني حالة اختلطت ما بين اليأس والهلع وأماطت اللثام عن جرح غائر في صميم الروح لم أعد أدرك في أي زقاق حشرت تفاصيلي وأي دساتير ستفك الأغلال عن عبراتي استجمعت كل اللقطات الأثرية في ذاكرتي والخيبات الثمينة التي لا يمكن أن تكررها حياة واحدة تسائلت مليا لماذا يا حضرة القدر نبلك يأبى أن يتركه حتى لأحلامي..؟ عند رحيلك باتت كل الأشياء متشابهة في كونها قاسية جدا.. حارقة جدا ومميتة جدا كنت ضئيلة أمام ذاك الرحيل العملاق الذي أودى بتفاصيلي للرماد حتى الدمعة.. لم ترأف بمقلتي فأسقطتُ كافة حيلي وبكيتك
تدوسني عجلة الوقت فترديني صريعة انتظار عقيم لا يسمن ولا يغني من عطش وأنا هنا ألتف حول حرف.. مخلوع المعاني الصبر كاذب والإنتظار كاذب وحتى السكوت حين قالوا أنه علامة الرضا.. كذبوا فما هو إلا علامة الموت قبل أوانه
ماذا بعد ها قد نضج اليأس في عروق صبري وانحسرت خلايا الأمل في أروقة التيه وحل بالحنان اختناق.. شاسع الألم يحتوي كل قبائل الوجع وأسراب الشتات نعم.. أحزن كثيرا عندما تغيب لكن حزني يتضاعف حين أتذكر أنك لم.. ولن تكون لي يوما عجبي على القدر النائي أما آن له أن يستريح من لعق دموعي..؟
أشعر وكأن كلماتي اليوم بلا لسان لا تجيد التعبير وكأن البوح تراكم على أبواب الحنجرة ولفظ الحرف لجامه رغم كل العذابات ما زلت أمارسك بتعنت الإصرار وأدرك أن الطريق إليك مليء بالمشقة وأصر على الوقوف على حافته الموجعة وأشنق واقعي بعجز مقرف ثم أحبك
بمن ألوذ يا أنت
كيف حيلتي.. وكلما أغمضت جفني عنك
وجدت صوتك يهدر في رأسي
أتغلف بالصبر قسرا.. وفي جوفي بركان غضب
بمن ألوذ وكل ما حولي أنت
قريب كقطرة في الوتين
بعيد كسماء.. لا تطالها سوى الأرواح
حين يخطف طيفك في سماء ذاكرتي يصاب جسدي برعدة خفية أقف عارية من كل ماحولي تحوطني ملامحك.. كـ مخالب تتنشب في أحداقي ولا أعود أرى سواك كم أحبك يا أنت.. وأشتهي تعذيبي بك وألتذ بك حد احتراف الدمع
إلى متى.. والأشواق تنزف
تعبت أجنحة الروح من التحليق نحوك
أي قسوة استوطنت ناحية الشمال من صدرك
لتجتث من ترائبي نهلة غفران
لماذا كلما اقتربت منك خطوة
أسرفت في الصدود ألف خطوة
تعال
واهبط فوق سطوري كـ نورس.. أضل طريق الغياب
تعال
وقبل ثغر حرفي المسفوك في سبيلك
ونم بين حناياي.. حتى بعث آخر