رد: مسابقة النبع الرمضانية في بديع القرآن الكريم للعام 1435هـ - 2014م
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود
المشاكلة: هي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لايصح اطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وانما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له، كقوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)(15) فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة
ومن المشاكلة قول الله تعالى (( وجزاء سيئة سيئة مثلها ))
لأن تسمية الجزاء بالسيئة جاء لوقوعه في صحبة السيئة الأولى
وإلا فالسيئة قصاص لكن المسوغ ( وقوعه في صحبة السيئة
الأولى .
ومنه قوله تعالى (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدى
عليكم ))
قوله ( اعتدوا ) أي جازوه على اعتدائه , ولكنه تعالى - عبر عن
المجازة بالاعتداء ؛ لأنه سببها وقد سوغت هذه ( السببية ) أن
تقيم الاعتداء مقام مايترتب عليه وتنيبه عنه في الدلالة , ووراء
هذا المجاز إبراز لقوة السببية بين الاعتداء وجزائه وأنه ( الجزاء)
ويجب أن يكون نتيجة ومحصلة لازمة للعتداء فهو لايتخلف عنه
وكأن هذه الفاء أيضاً مشعرة بسرعة المكافحة وضرورة الترتب
وليس هذا الذي أشي إليه متناقضاً مع الدعوة إلى العفو والحث عليه
لأن المقام في الآية الكريمة ليس مقام تسامح ؛ لأنه يحدد الموقف
بين المسلمين وغير المسلمين وحينئذ لاعفو ولاتسامح حتى
تظهر الشوكة والغلبة .
مرحبًا بعودتك القدير قصي المحمود
ممتاااااااااااااز إجابة موفقة مع كل هذا التعليل والتحليل
أشكرك ووفقك الله
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
رد: مسابقة النبع الرمضانية في بديع القرآن الكريم للعام 1435هـ - 2014م
إجابة السؤال الحادي عشر :
______________________
هـــنــــا :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور اسعد النجار
واللون البديعي هنا هو المشاكلة
ويقصد بها ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته نحو قوله تعالى (( تعلم مافي نفسي ولاأعلم مافي نفسك )) أي ولاأعلم ماعندك
ومن باب المشاكلة مخالفة ظاهر اللفظ معناه نحو قوله تعالى (( سخر الله منهم )) وقوله تعالى (( ومكروا ومكر الله ) )
وقوله تعالى (( وجزاء سيئة سيئة مثلها )) هي من المبتديء سيئة ومن الله جل وعز جزاء والأصل وجزاء سيئة عقوبة مثلها وقد استبدلت كلمة عقوبة بكلمة سييئة لمشاكلة كلمة سيئة في صدر الآية
" فأسلوب المشاكلة أسلوب أصيل في القرآن الكريم، وهو جدير بأن يُلحَق -
كذلك - بأقسام البيان الأصيل، لأنه من مقتضيات الأحوال، كما نَصَّ على
ذلك العصام فيما نقلناه عنه، فهى إما مجاز مرسل كقوله تعالى:
(وَجَزَاءُ سَيئَة سَيئَةٌ مَثْلهَا) وما جرى مجرى هذه الآية،
وإما استعارة كقول أبى الرقعمق:
قَالُواْ اقْتَرِحْ شَيْئاً نُجِدْ لكَ طبْخَهُ. . . قُلتُ اطبِخُوا لِى جُبَّةً وَقَمِيصاً
قال الإنبابي: " وقد تلخص من كلام ابن يعقوب والحفيد أن المشاكلة واسطة
بين الحقيقة والمجاز والكناية، وقيل: إنها دائماً مجاز مرسل علاقته المجاورة
التي هي هنا الوقوع في الصحبة، وقيل: إنها تجامع المجاز المرسل والاستعارة
إن لوحظ علاقتهما، وإلا فهى واسطة - قاله بعض المشايخ ".
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
الآية أعلاه فيها من التلاؤم مافيه من الحسن والجمال
فما اسم هذا اللون البديعي الذي ضمته ؟
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
رد: مسابقة النبع الرمضانية في بديع القرآن الكريم للعام 1435هـ - 2014م
الانسجام: هو أن يكون الكلام في مفرداته وجُمَله منساباً انْسِيَاب الماء في مجاريه السَّهْلة، مُتَحَدِّراً ليّناً، بسبب التلاؤم بيْنَ كلماتِه، وجُمَلِه، وعُذُوبة ألفاظه، وجَمَالِ تمَوُّجَاتِ فقَراتِه، وخُلوِّه من التعقيد والتنافر، وخُلُوّه من كلّ ما يَنِدُّ عن النُّطْقِ، ويَنْفِرُ مِنْهُ السَّمْع.
وإذا قوي الانسجامُ في النَّثْر جاءتْ قراءتُه موزُونة ترقُّبٍ ولا قَصْدٍ ولا تكَلُّفِ، بل يَنْدَفع بتِلْقائيَّة الذوقِ الأدبي، والحسّ الجماليّ المرهف.
من المحسّنات البديعيّة اللّفظية أن يكون اللّفظ مع اللّفظ المجاور له في الكلام مؤتَلِفَيْن، وهذا يلزم منه أن تكون الألفاظ في الكلام متآلفة يُلائِمُ بعضُها بعضها.
ومن الائتلاف في الألفاظ أن يُنْتَقَى في النصّ من الكلمات ما يكون من نوعٍ من الكلام واحد، كأن تكون الكلمات من نَوْعِ الغريب، أو من نوع المتَدَاوَل، أو ممّا يلائم العامّة، أَوْ ممّا يلائم الخاصّة، أو ممّا يلائم مخاطبين مُعَيَّنِين ذوي تخصُّصٍ واحدٍ من تخصصات المعارف والعلوم والصناعات والمِهَن.
* ومن المحسّنات البديعيّة اللّفظيّة أنْ تكون ألفاظ الكلام ملائمة للمعنى المراد منها، ومن هذه الملاءمة أن يحكي صوتُ الكلمة صوتاً يوجد فيما دلت عليه، مثل "حفيف" لحركة أوراق الشجر، و"فحيح" لصوت الأفعى، و"صَرْصَر" لصوت الريح الشديدة، والهمز للصوت الذي يصدر عنه إقفال القفل أو تحريك المزلاج في "مؤصدة" و"سلسبيل" لصوت الماء الذي
المثال : قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (يوسف/ 12 مصحف/ 53 نزول) يحكي ما قال أولاد يعقوب عليه السلام بشأن يوسف عليه السلام:
{قَالُواْ تَالله تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ حتى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الهالكين} [الآية: 85] .
في هذ النّص من الائتلاف جمع اللّفظ الغريب مع اللّفظ الغريب، وبيانُه "الْحَرَضَ" في اللّغة هو الّذِي أضناه الحزْنُ والعشقُ، فهو به شديد المرض، وهذا اللّفظ من الألفاظ الغريبة، وكان من فنيّةِ جمع الغريب مع الغريب اختيار أغرب ألفاظ القسم، وهي "التاء" فإنّها أقَلُّ استعمالاً وأبْعَدُ عن أفْهَام العامة من القسم، بحرف "الباء" أو حرف "الواو"، واختيار أغرب صِيغ الأفْعال التي ترفع الاسم وتنصِبُ الخبر من أخوات "كان" وهو فعل "تفتأ" وكان من الممكن اختيار فعل: "ما تزال" فهو أقرب إلى الأفهام، وأكثر استعمالاً من فعل: "ما تَفْتَأ" وهو بحذف "ما" منه أشدّ غرابة.
وهكذا رأينا أن من حُسْن الاختيار في نظم الكلام اختيارَ الألفاظ المتلائمة في الغرابة، توخّياً لحسن الجوار كما يُجْمَعُ في الحفل من الناس كلّ صنف من صنفه.
رد: مسابقة النبع الرمضانية في بديع القرآن الكريم للعام 1435هـ - 2014م
ائتلاف اللفظ مع اللفظ وائتلاف المعنى مع المعنى
* من المحسنات البديعية اللفظية أن يكون اللفظ مع اللفظ المجاور له في الكلام مؤتلفين، وهذا يلزم منه أن تكون الألفاظ في الكلام متآلفة يلائم بعضها بعضها.
ومن الائتلاف في الألفاظ أن ينتقى في النص من الكلمات ما يكون من نوع من الكلام واحد، كأن تكون الكلمات من نوع الغريب، أو من نوع المتداول، أو مما يلائم العامة، أو مما يلائم الخاصة، أو مما يلائم مخاطبين معينين ذوي تخصص واحد من تخصصات المعارف والعلوم والصناعات والمهن.
* ومن المحسنات البديعية اللفظية أن تكون ألفاظ الكلام ملائمة للمعنى المراد منها، ومن هذه الملاءمة أن يحكي صوت الكلمة صوتا يوجد فيما دلت عليه، مثل "حفيف" لحركة أوراق الشجر، و "فحيح" لصوت الأفعى، و "صرصر" لصوت الريح الشديدة، والهمز للصوت الذي يصدر عنه إقفال القفل أو تحريك المزلاج في "مؤصدة" و "سلسبيل" لصوت الماء الذي يجري بيسر، و "خرير" للماء النازل في شلال، إلى أمثلة كثيرة.
وإذا كان المعنى جزلا اختيرت له ألفاظ جزلة تلائمة.
وإذا كان المعنى رقيقا اختيرت له ألفاظ رقيقة تلائمه.
وإذا كان المعنى خشنا اختيرت له ألفاظ خشنة تلائمه.
وإذا كان المعنى غريبا اختيرت له ألفاظ غريبة تلائمه.
وإذا كان المعنى متداولا اختيرت له ألفاظ متداولة تلائمه.
وإذا كان المعنى متوسطا بين الغرابة والتداول اختير له ما يلائمه.
وإذا كان المعنى فخما اختير له ألفاظ مفخمة تلائمه.
وهكذا، فألفاظ الحب والغزل، غير ألفاظ العتاب والتثريب، وألفاظ المدح غير ألفاظ الهجاء.
إنه ليس من المستحسن في المدح أن يقال: ثقيل الجود، ولا أن يقال في الغزل: ثقيل الحب، أو عنيف الهوى، ولا أن يقال في الإرهاب: لطيف العبور نافذ الإرادة، إلا في مخاطبة لماحي الذكاء، وعلى سبيل الإشارة، إلى غير ذلك من اختيار ألفاظ غير ملائمة للمعاني التي يراد التأثير بها.
أمثلة:
المثال الأول: قول الله عز وجل في سورة (يوسف/ 12 مصحف/ 53 نزول) يحكي ما قال أولاد يعقوب عليه السلام بشأن يوسف عليه السلام:
{قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين}.. في هذ النّص من الائتلاف جمع اللّفظ الغريب مع اللّفظ الغريب، وبيانُه "الْحَرَضَ" في اللّغة هو الّذِي أضناه الحزْنُ والعشقُ، فهو به شديد المرض، وهذا اللّفظ من الألفاظ الغريبة، وكان من فنيّةِ جمع الغريب مع الغريب اختيار أغرب ألفاظ القسم، وهي "التاء" فإنّها أقَلُّ استعمالاً وأبْعَدُ عن أفْهَام العامة من القسم، بحرف "الباء" أو حرف "الواو"، واختيار أغرب صِيغ الأفْعال التي ترفع الاسم وتنصِبُ الخبر من أخوات "كان" وهو فعل "تفتأ" وكان من الممكن اختيار فعل: "ما تزال" فهو أقرب إلى الأفهام، وأكثر استعمالاً من فعل: "ما تَفْتَأ" وهو بحذف "ما" منه أشدّغرابة
رد: مسابقة النبع الرمضانية في بديع القرآن الكريم للعام 1435هـ - 2014م
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود
الانسجام: هو أن يكون الكلام في مفرداته وجُمَله منساباً انْسِيَاب الماء في مجاريه السَّهْلة، مُتَحَدِّراً ليّناً، بسبب التلاؤم بيْنَ كلماتِه، وجُمَلِه، وعُذُوبة ألفاظه، وجَمَالِ تمَوُّجَاتِ فقَراتِه، وخُلوِّه من التعقيد والتنافر، وخُلُوّه من كلّ ما يَنِدُّ عن النُّطْقِ، ويَنْفِرُ مِنْهُ السَّمْع.
وإذا قوي الانسجامُ في النَّثْر جاءتْ قراءتُه موزُونة ترقُّبٍ ولا قَصْدٍ ولا تكَلُّفِ، بل يَنْدَفع بتِلْقائيَّة الذوقِ الأدبي، والحسّ الجماليّ المرهف.
من المحسّنات البديعيّة اللّفظية أن يكون اللّفظ مع اللّفظ المجاور له في الكلام مؤتَلِفَيْن، وهذا يلزم منه أن تكون الألفاظ في الكلام متآلفة يُلائِمُ بعضُها بعضها.
ومن الائتلاف في الألفاظ أن يُنْتَقَى في النصّ من الكلمات ما يكون من نوعٍ من الكلام واحد، كأن تكون الكلمات من نَوْعِ الغريب، أو من نوع المتَدَاوَل، أو ممّا يلائم العامّة، أَوْ ممّا يلائم الخاصّة، أو ممّا يلائم مخاطبين مُعَيَّنِين ذوي تخصُّصٍ واحدٍ من تخصصات المعارف والعلوم والصناعات والمِهَن.
* ومن المحسّنات البديعيّة اللّفظيّة أنْ تكون ألفاظ الكلام ملائمة للمعنى المراد منها، ومن هذه الملاءمة أن يحكي صوتُ الكلمة صوتاً يوجد فيما دلت عليه، مثل "حفيف" لحركة أوراق الشجر، و"فحيح" لصوت الأفعى، و"صَرْصَر" لصوت الريح الشديدة، والهمز للصوت الذي يصدر عنه إقفال القفل أو تحريك المزلاج في "مؤصدة" و"سلسبيل" لصوت الماء الذي
المثال : قول الله عزَّ وجلَّ في سورة (يوسف/ 12 مصحف/ 53 نزول) يحكي ما قال أولاد يعقوب عليه السلام بشأن يوسف عليه السلام:
{قَالُواْ تَالله تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ حتى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الهالكين} [الآية: 85] .
في هذ النّص من الائتلاف جمع اللّفظ الغريب مع اللّفظ الغريب، وبيانُه "الْحَرَضَ" في اللّغة هو الّذِي أضناه الحزْنُ والعشقُ، فهو به شديد المرض، وهذا اللّفظ من الألفاظ الغريبة، وكان من فنيّةِ جمع الغريب مع الغريب اختيار أغرب ألفاظ القسم، وهي "التاء" فإنّها أقَلُّ استعمالاً وأبْعَدُ عن أفْهَام العامة من القسم، بحرف "الباء" أو حرف "الواو"، واختيار أغرب صِيغ الأفْعال التي ترفع الاسم وتنصِبُ الخبر من أخوات "كان" وهو فعل "تفتأ" وكان من الممكن اختيار فعل: "ما تزال" فهو أقرب إلى الأفهام، وأكثر استعمالاً من فعل: "ما تَفْتَأ" وهو بحذف "ما" منه أشدّ غرابة.
وهكذا رأينا أن من حُسْن الاختيار في نظم الكلام اختيارَ الألفاظ المتلائمة في الغرابة، توخّياً لحسن الجوار كما يُجْمَعُ في الحفل من الناس كلّ صنف من صنفه.
أحسنت أديبنا القدير قصي المحمود
هو الائتلاف ممتاااااااااااااااز
ويبقى الانسجام هو الباب الأعظم في القرآن الكريم
أشكرك على هذه الإجابة الشافية النيرة
وفقك الله وحفظك
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
رد: مسابقة النبع الرمضانية في بديع القرآن الكريم للعام 1435هـ - 2014م
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر علي
ائتلاف اللفظ مع اللفظ وائتلاف المعنى مع المعنى
* من المحسنات البديعية اللفظية أن يكون اللفظ مع اللفظ المجاور له في الكلام مؤتلفين، وهذا يلزم منه أن تكون الألفاظ في الكلام متآلفة يلائم بعضها بعضها.
ومن الائتلاف في الألفاظ أن ينتقى في النص من الكلمات ما يكون من نوع من الكلام واحد، كأن تكون الكلمات من نوع الغريب، أو من نوع المتداول، أو مما يلائم العامة، أو مما يلائم الخاصة، أو مما يلائم مخاطبين معينين ذوي تخصص واحد من تخصصات المعارف والعلوم والصناعات والمهن.
* ومن المحسنات البديعية اللفظية أن تكون ألفاظ الكلام ملائمة للمعنى المراد منها، ومن هذه الملاءمة أن يحكي صوت الكلمة صوتا يوجد فيما دلت عليه، مثل "حفيف" لحركة أوراق الشجر، و "فحيح" لصوت الأفعى، و "صرصر" لصوت الريح الشديدة، والهمز للصوت الذي يصدر عنه إقفال القفل أو تحريك المزلاج في "مؤصدة" و "سلسبيل" لصوت الماء الذي يجري بيسر، و "خرير" للماء النازل في شلال، إلى أمثلة كثيرة.
وإذا كان المعنى جزلا اختيرت له ألفاظ جزلة تلائمة.
وإذا كان المعنى رقيقا اختيرت له ألفاظ رقيقة تلائمه.
وإذا كان المعنى خشنا اختيرت له ألفاظ خشنة تلائمه.
وإذا كان المعنى غريبا اختيرت له ألفاظ غريبة تلائمه.
وإذا كان المعنى متداولا اختيرت له ألفاظ متداولة تلائمه.
وإذا كان المعنى متوسطا بين الغرابة والتداول اختير له ما يلائمه.
وإذا كان المعنى فخما اختير له ألفاظ مفخمة تلائمه.
وهكذا، فألفاظ الحب والغزل، غير ألفاظ العتاب والتثريب، وألفاظ المدح غير ألفاظ الهجاء.
إنه ليس من المستحسن في المدح أن يقال: ثقيل الجود، ولا أن يقال في الغزل: ثقيل الحب، أو عنيف الهوى، ولا أن يقال في الإرهاب: لطيف العبور نافذ الإرادة، إلا في مخاطبة لماحي الذكاء، وعلى سبيل الإشارة، إلى غير ذلك من اختيار ألفاظ غير ملائمة للمعاني التي يراد التأثير بها.
أمثلة:
المثال الأول: قول الله عز وجل في سورة (يوسف/ 12 مصحف/ 53 نزول) يحكي ما قال أولاد يعقوب عليه السلام بشأن يوسف عليه السلام:
{قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين}.. في هذ النّص من الائتلاف جمع اللّفظ الغريب مع اللّفظ الغريب، وبيانُه "الْحَرَضَ" في اللّغة هو الّذِي أضناه الحزْنُ والعشقُ، فهو به شديد المرض، وهذا اللّفظ من الألفاظ الغريبة، وكان من فنيّةِ جمع الغريب مع الغريب اختيار أغرب ألفاظ القسم، وهي "التاء" فإنّها أقَلُّ استعمالاً وأبْعَدُ عن أفْهَام العامة من القسم، بحرف "الباء" أو حرف "الواو"، واختيار أغرب صِيغ الأفْعال التي ترفع الاسم وتنصِبُ الخبر من أخوات "كان" وهو فعل "تفتأ" وكان من الممكن اختيار فعل: "ما تزال" فهو أقرب إلى الأفهام، وأكثر استعمالاً من فعل: "ما تَفْتَأ" وهو بحذف "ما" منه أشدّغرابة
أحسنت أحسنت سحر
ممتاااااااااااااااااااز
أشكرك على هذا البيان الجميل
وفقك الله وحفظك
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
رد: مسابقة النبع الرمضانية في بديع القرآن الكريم للعام 1435هـ - 2014م
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور اسعد النجار
اللون البديعي الذي ضمته الآية الكريمة هو
ائتلاف اللفظ مع اللفظ وهو كون الفاظ العبارة من واد واحد في الغرابة والتأمل
نحو قوله تعالى (( تالله تفتأ تذكر يوسف ))
لما أتى بالتاء التي هي أغرب حروف القسم أتى بالفعل تفتأ الذي هو أغرب أفعال الاستمرار فأتلف اللفظ الأول مع اللفظ الثاني
أحسنت دكتور أسعد
ممتااااااااااااز
أشكرك على هذه الإجابة الموجزة البليغة
وتقبل تحياتي وصادق دعواتي لك بالتوفيق
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم