تتوزع الشعرية هنا بين شعرية الحدث وشعرية اللغة ولا يتبادر الى الذهن ان الحدث هو حركة الشعور عبر الاغتراب والفقد والوحشة ازاء انثى فقدت كنتيجة بديهية لأخلاقيات واعراف الحب فهذا حدث واقعي يهرب منه الشعر لكنه يشير اليه عبر موجهات جمالية انا اتحدث عن الحدث الشعري الذي هو كيفية حركة الشعورفي اداء عوالمه الجديدة عبر اللغة ( لا عبر الواقع ) فالواقع دلالة مرجعية واللغة عالم اشاري يستقطب التجربة الواقعية ليجعل منها فنا ابداعيا عبر امكانات الاسلوبية من جهة وعبر الاستعمال الخاص للغة فالحدث هنا يبدأ من تشرد القصائد في ازقة الحلم الذي مضى ثم تتوالى الاخبار الشعرية ليسكت الحدث ويعود عند تمرن القلب على رفع اثقال الحزن ثم يمكث الجهد الشعري متكأ على الوصف ثانية ثم يعود الحدث مشتدا في متوالية لا هوادة فيها يتصاعد اشتعالا عبر(ابحث - انال - اجلس - اثخن - اغتاب - ازن ) طبعا هناك احداث لم ادرجها لأنها داخلة تحت وطأة احداث تعتبر هي الأصل وهذه الاحداث استخدمت لتصريف الوصف ... ان هذه الاحداث الشعرية هي التي تنتزع الواقع من هوية المؤلف لتصدره الى مهيمنات القراءة والتأويل وتجعله عالميا أو قل موضوعيا يشترك فيه الهم الجمعي ولا يبقى احادي البعد مثقلا بمقاصد المؤلف ...هذه الأحداث تكتسب شعريتها داخل التركيب البلاغي الذي ترفده الصورة والاستعارة والمجاز... أما شعرية اللغة فنقصد بها الأستعمال الذي استعرض به الشاعر احداثه الشعرية لاحظ التراكيب التالية (كـ قطعِ غيارٍ لماكِنةِ الحكاية) (تمرّنُ قلبي على رفعِ أثقالَ الحزن)(ترقّباً لأي فعالية فقدٍ يتخذها قلبكِ)(محاصيلِ حروفكِ)(وأغتابكِ ، على ملأ الّلا أحد الّاي)(ازن ما تبقى لي من صبر ) ان الهيئة التي عرضت بها هذه الأحداث هو من فعل الشعرية التي يحثها التخيل
هكذا نلاحظ شعرية لغة وشعرية حدث عزلت الأشارة المباشرة للحدث الأصل واصبح المعنى حسب ايزر هو معطى هذه الشعرية بقياس افق التلقي عند كل قراءة ... ليس حزن الشاعر حالة شعرية ولكن الحدث الشعري وشعرية اللغة هي التي اقنعت المتلقي بالتعامل مع هذا الحزن وجعله يتبنى مستويات المعنى ويعيد انتاجه وفق كل قراءة وكل تجربة
ايها الصديق هذا ادنى ما يمكن ان اقدمه كفهم للمظاهر الجمالية للنص تاركا البقية الى جهد الذ في مستقبل ملامحك المضيئة