عمر مصلح .. أدرك جيدا بل وتمرّس بالإدراك فكان وعيه غير قابل للوهن أو التردد ..
وهذا يتبع التجربة المتخمّرة التي تؤدي لنضوج مستوفي الأنساغ والظروف البيئية
عمر مصلح اشتغل على اللون فمنحه اللون سره
اشتغل على الحرف بصدق وعمق فوهبه الحرف ناصيته
فصيحا إذا نطق عميقا إذا صمت ..
عادلا إذا حكم ..
أدام الله الأصل والفرع ..
ورحم الله حكيم النبع
وأثابك ثواب الصالحين أخي الوليد على هذه اللفتة الكريمة
أهلا بك أمير النبع الجميل
يسعدني أنك هنا في حضرة الفيلسوف
إنّه منقِّبٌ بين دهاليز الكلمات باحثا عن أحجار أسرارها السّحرية ، أو مفتّشا عن المفردات التي تفتح المغارات السّرية للإبداع ؛ تماما مثلما كان يفعل السّندباد حين عثر على عبارة افتح ياسمسم
هذا باختصار ماأريد قوله عن الفنان والأديب عمر مصلح
وبين هذا وذاك فهو إنسان أصيل عاشقٌ للموروث رغم ميوله الحداثية كلها .. أي أنه بذلك يقول لاحداثة تصمد بلا مساند الموروث
تحية له وتحية للأستاذ وليد دويكات هذه الالتفاتة الطّيبة نحو غصن وارف من أغصان شجرة النّبع الوارفة الظّلال
دعائي أن يصلح الله قلبه ويبرأه من فنونه ويبعد عنا وعنه شياطينه
سيدي الباشا المبجَّل
ما النيازك إلا ومضات تبرق ثم تهبط لتنام في حضن أرض باقية على قيد الوجود لآلاف القرون ..
سخية ، مزهرة ، كأم رؤوم .. واسمها حَرَكي ، خشية الحَسَد
وهنا سأعلن بأن .. شاكر السلمان هو اسمها الحقيقي
يسمع قبل البوح ، ويرى في عز العتمة
دعائي أن أكون جديراً بصداقته ، وله عليَّ أن أربّي بعض شياطيني الصغار بعيداً
قلت بعضاً ياسيدي .. كي لاتلومني إن صادَفتْكَ ذات مشاكسة
أحبك أيها الكبير
أخشى أن أكتب مالايفي حق هذا الإنسان النبيل
أخشى أن أقول كلاما لا يصل بإحساسي إلى عمق الغاية
ذاكرتي ضعيفة ...أنسى أحيانا حتى تفاصيل وجه أمي
لكنني أذكر حين قال عمر ذات نبل : تعالي وسأتحمل كل التكاليف
حتى تلك التي تضمن بقاءكِ معززة مكرّمة !
وأذكر حين سهر الليالي مع أمي عواطف وعمي شاكر وأخي الأكبر محمد سمير
ووقف معي ولأجلي موقف النبيل الأصيل الشهم الفذ
هو يعطي ولا يأخذ
هو يحترِم الصغير والكبير
لحضوره نكهة بغدادية لا تنضب
حتى شياطينه (الكبار والصغار) محببة إلى النفس ولها الحق في العبث بعقولنا
التي أرهقتها فكرة الحياة
هو كما قال هو وصدق ... " لا يخون رجولته "
ولا يتزحزح منهجه
تعرفت على إنسانيّة ريشته وقلمه قبل أن أتعرف على شخصه
والآن...أقول في نفسي:
ماذا لو كنتُ الآن في بغداد وعمر يفتتح معرضه التشكيلي الخاص بنصوص العبد الفقير أمل ؟
طبعا بحضور أمــي التي ولدتني وأمـــي التي احتضنتني في قلبها بعد يتم
آه عذرا على الثرثرة... كم تمنيتُ أن أختصر عمر المصلح في سطرين !
//
ولكنني لم أبدأ بعد...توقفتُ عندما قال لـ (أنا أمـــل ):
اقتباس:
دائما تضعني ( الحدادة ) هذه بين المطرقة والسندان
فأتمدد .. أستطيل ، ويتساقط الصدأ الذي نثرته على الروح رطوبة السنين لأمارس الحياة بسحنة جديدة بثوب قصير وبثقة ، مشكوك بصلاحيتها.
أنــا عمر ... ربما
ودائما يأتي المصلح....يرتل بين شهيق الحدادة وزفيرها