ثنائية ( بين قلبي وقلبك مساحة ضوء ) أمل الحداد & شاكر السلمان

في طريقي نحو العرّافة....
راودتني سكرة الموت فيك
تقاطرتُ تحت وطأة الرؤيا
فاستحضرتك غيما
غُريت بأنمل الرذاذ
يغسل عنّي رماد اللاأزمنة العصيّة
ويصيّرني بقعة...آمنتْ
منذُ دهرين ونصف خطوة باحتلالك...
همسة ارتديتها
نظرة توشحتُ بها
ولمسة...خبأتها في حقيبة الضوء
يلاحقني شيطان الريح
مخبولٌ يحاول عبثا تسلّق جديلتي
يسقط من ذهولي
وينسى أن يستجدي بعضا منك فيها
يسقط ...تماما كالضباب
الـ توارى خلف ظلّي
كالنهر الـ تناسى أن يقيم مأدبة حرائق
كيلا تغتال عيناك شرار البرق
كالقمر..حين ردد نشيد الهروب ...على ضفتي الوله
كأكتافي المغرورقة بأدمع السنابل
هنيئا لهذا الفضاء
ارتباكاته العذراء
وتعسا للعرافة.... تنبؤات قلبي
//
أمـــــــل

بين فجر يتناغم مع دميعات تترقرق على وريقات تتشابك بحنين

ونافذتيَّ المطلتين على أريج مضمخ بحزن يفتق غيوم الوجع التي تدر لآلئاً

تتسيد لون الخدود

تتجلى أغنية تتراشق حروفها على شفاه أتعبها الملح النازل من عيون مترعة بواكي

وما تنبؤات قلبك أو العرافة الا وهج يتسامر مع غيوم تلبدت على مقربةٍ من حافة تجاعيد وجهي الباسم للحزن

والضاحك على أوراقي المتساقطة

يا بنت الحداد

ما عاد للقلم أن يبكي درباً ليس له عنوان

أو يلقي درساً في وادي النسيان

وماعاد لأناملي أن تعبث في الليل
وتداعب الأسطورة النائمة
على لحن هذه الكلمات

أو يهمه شيء يبرق من قعر الفنجان

فكل ماحولنا يستبيحنا ...

الا مساحة الضوء هذه

فكوني معي

لو تأملتَ سرّ الألوان الناطحات سحاب ريشتك
لرأيتني معــك
في مساحة ضوء...
لاتطالها غطرسة تجاعيد الوقت
في ذاكرة لا يتأخر عليها صدى العطر
على جبين بحرٍ لايخاف تنهيدة الرمل
في بيت القصيد
في شدو العصفور على شرفة الوقار
وعند أول غيثٍ يمارس الهطول
على همستي الألف بتوقيت الشفاه
هاتِ ما لديك...
علّمني كيف يتسيّد الخلود في قلب الزُهر
دع ملح عينيك ... يعبر خدود جراحاتي
يرممني في مساحة ضوء
لا تؤمن إلا بما هو آت
//

أمــــــل

بين السَفَرِ الآتي وسِفْرِ مواجعي
يبعج خاصرتي تاريخٌ قادم


يذكرني بهمستك، بخريفي

بشدو العصفور على شرفة الألم

بغصةٍ تورق من جديد

تتأرجح أمام ناظريّ

فأبكي

فلولا حبرك ودمعتي

ومساحة الضوء تلك

لقلت لكِ كفى

لكنه الأمل ومناي

فهل تدوم شقاوتي؟

لسَفَرٍ وسِفْرِ مواجع

وما بينهما يا بنت الحداد

ترجرج الصدر مرتين

وهمّ المخبول بالقفز من قفصه

مرة حين زفت اليه بثوب العرس
ومرة حين زفوها لعرس آخر وبذات البياض

كيف؟
ومساحة الضوء تغمرني مع الأمل

وترجرج الصدر
وهمّ المخبول بالقفزِ على ياسمين الأوجاع
والولوج إلى قارورة حبرك
فانسابت المشاهد
دمعة تلو دمعة
تلفظ رائحة الذكرى
وتستبيح بكائي
هي ذات الرائحة...تجيد ابتلاع عطري
بأناقة العروس
تعيد ترتيب قلقي وهشاشتي
وتزيدني بياضا حدّ البقاء
فيسألني الاعتراف
ما الفرق بين الماء والجمر؟
بين الحزن والفرح؟
بين الهزيمة والانتصار؟
بين السماء وجهتي السابعة؟
ويبشرني...
قد تغفو بين الأمــل والمنى ورود أناملك
وتكتبني حياة أخرى
لأنني لا أكتفي بـ قصيدة
وأعلم أنك حقيقتي الضوئية الوحيدة
وإني الحدث المسافر ...
حدثٌ ما...بمرأى كل عناوينك
//
أمـــل

يااااااااااااهـ

رُصّت صفوف الزهر واكتظت على عجلٍ
تراود الذكرى بترحيبٍ يباهي بؤبؤ المقلِ

وحين دخلت أعماقي

كان الوجد حينها يتربع مواجعي

وللمآقي نوازل ملح يحفر درباً
والآه ترافقه حتى يجف

فالذي ارتمى على عرشه بين وريقات الفؤاد
صار سيفاً لايروقه الا إعصار

يزلزل المهج
وما عاد الفرح يعنينا بقدر ما تعنينا المدامع
لذلك ستبقى النقوش النيزكية قائمةً في محراب عينيك

تزدادُ خشوعاً كلما ازدادت سَوْرة الشوق

وسيبقى طيفك ناقوساً يدق

كما تكتكات الساعة الجدارية في ليلي الهاديء

ليحرمني من لذة النوم أو حتى من رفقة الوسنِ

كنت هنا وسأبقى

وتأتي...
كما اشتهاءات صدري لأوجاعها الموبوءة بالكتمان
كما شتاءات قلبي الموشومة أغوارها بخطيئة ربيعية الملمس
كما وشوشات الريح
وغوايتي المموسقة مع رعشة الهبوب
بينما أتحسسُ أنا ملامح قلقي
وأبحثُ عن سرّ الحق الظليل
في مساحة نازفة مابين قلبينا
وشرعيّة رحيله منّا إلينا
مباح ٌ لهذا الوجع
أن يخيّرني بين الماء والجمر
يفرد جناحيّ الصوت
صوتك...الأشهى
يحلق بذهولي إلى ضوء الضوء
يحرق صحرائي بالورد
الفجر...لمَ الفجر يبكي؟؟
مباحٌ لهذا الوسن
أن يربطني بك حلما عصيّا
يا أنتَ...يا وجعا بكامل أناقته العراقيّة :
في ذلك الركن الهاديء من ذاكرة الأخضر
كل الدروب تقف مشدوهة
أمام قطرة ندى تطرح هزائم الكون من بين راحتيك
وأنا...أنهمر منك إليك
لأنّك الأبقى
//
أمــــــل

وتستمر الحكاية .. حكايتي

وينبلج القدر عن وزرٍ ارتكبته يوم ولدت وحين

قررت أن اُكَوِّن صرخة بلا صدى وارسم درباً يخلو مني ومنك

هكذا بدأ مشواري يؤجج سوْرات العصيان
ويغدق آهاته في كؤوس الجوى على عجلٍ من أمره

لم يكن لحكايتي عنوان سوا سوا سوا سواك

وتأتآت حرفي تترنم وتناغي ببهاء وتغني

ألا لآ لا إلا لآلىء من رحْلِ لابِــــثٍ

ولا لا ألا إلاَّ لآِلاء مــن رَحَـــــــلْ

فكـم كـم وكـم كــم ثــم كــم كــم وكــم وكــمْ

قـطـعـتُ الـفـيـافـىِ والـمَـهـامـهِ لــــم أمــــلّْ

لأن الحلم لازال يتماهي بطغيان الحضور ولم يبرح سماء قلوبنا..

وكذلك الأماني كامنة في حجرات القلب تخاف سر المغيب

وأنت الأمل

يومَ ولدتُ...كانت اللعنة حاضرة
علّقوا عنوان مدينتي المهجورة أسفل السماء
فرشوا خلف أرض الوطن أحلامي الصغيرة
وزرا تلو آخر
في ليلٍ عابسٍ ما إن أوشك على الابتسام
حتى بدأت الألوان تسخر منّي
يا خلق الله من يدلني على طريقٍ مستقيمة
لا تتقبل الاعوجاج ؟
هذا الأبيض يتوق إلى نكهة الانتصار
وخطوط الألم على راحة يدي
يستفزها ثوبي الملعون
فتمارس وقاحة المضي صوب اتجاه الهزيمة
وتستمر الحكاية...
يومَ ولدتْ في الطريقِ نحو الله
امرأة من فولاذ
ماكانت للبيعِ فوضاها
لولا بكاء سمائها الزرقاء
رقصتْ للنسيان حافية القلب
وحدها الروح لاتُفنى...
بحثتُ عنك...عن الأمــل
في ليلٍ ناصع البياض
تلاحقني ضحكة سماوية شرسة..
ولهفتي تسبق خطا القبيلة والميلاد ...
تسبقهما بألف شقاوة وتأتأة !
//
أمـــل

رأيناها بأم سرابنا
طريقنا المستقيمة

ويحنا ..
من يستطيع الولوج ، الإنزلاق،
فيها اليها؟؟

نقف بوقاحة النضوج على ربوة يخنقها السواد
بأثواب جميلة

ونعلم ان هذا العمر لا يجري بأثواب جميلة
فرسمت المدن الشعرية الحبلى
بأشواقي
لدجلانا ، لبغدادي وأحلام الطفولة

فستبقين كما كنت جميلة

يا أمل ، يا بغداد
انت انت مهجتي
انت الأصيلة

وستبكي فوق خديك
مناديلي
الى مرسى الكهولة

وعن عن وعن عن ثم عن عن وعن وعن
أسائل عنها كل من سار وارتحل

وسَلْ سل وسَلْ سل ثم سل سل وسل وسل
وســـلْ دارَ سـلـمـى والـربــوعَ فـكــم أســـلّْ

فـلـو لـــو ولَـــوْ لْـــو ثـــم لَـــوْ لَـــوْ ولَـــوْ ولَـــوْ
دنـــا دار سـلـمـى كــنــتُ أوّلَ مــــن وصــــلْ

وفي في وفي في ثـم فـي في وفـي وفي
وفـــي وجـنـتَـيْ سلمى أٌقّـبــل لـــم أمَـــلْ
ولم امل
في ليلٍ ناصع البياض

ولهفتي تسبق خطا القبيلة
والميلاد ...
تسبقهما بألف شقاوة وتأتأة

وترتيلة

ثم لا يهم ان نرقص للنسيان حفاة القلوب
ولكن بمساحة ضوء ليست للبيع