خي الرّائع أحمد العابر
فعلا يا أحمد كم تتشابه أصواتنا وهي ترصد من تاريخ شعوبنا واقعا لظرف مخصوص طغى فيه الفساد وحبّ السّلطة وقضاء المآرب الخاصّة...
وأنت يا أحمد أخ فدعني أسرّ لك أنّي كنت في مواقع جدّ متقدّمة من المسؤوليّة وآخرها مجلس الشّعب ..
كانت الأصوات مقموعة وكان التّململ من فساد السّلطة وطغيانها وقمعها ومن كلّ الإرهاصات السّياسية المتجبّرة لا يعلو وان علا فلا يسمع
كنّا يا أحمد شاهدين على أنظمة القمع الرّافضة لأصوات الحقّ وكنّا كلّما لوّحنا بتململ الشّارع تكتم آراؤنا وننعت بالمروق عن الصّف وعدم الموالاة للنّظام
وكان سبيلنا الأوحد السّعي لقضاء مآرب الفقراء والمعوزين والمظطهدين كلّفنا ذلك ما كلّفنا ...
والى جانب محاولتنا المتواضعة في التّمرد على الموجود والتّأسيس الى قيّم عدالة اجتماعيّة نسبيّة كانت كتاباتنا تطاولا صارخا على الموروث
فالكتابة يا أحمد شواهد على التّاريخ والكتابة يا أحمد رفض وتطاول على الفساد
ونصّك الذي أهديتني يا أحمد الغالي مقوّم من مقوّمات الحريّة والدّيمقراطية ولولا الحرف يا أحمد ما كانت صحوة الشّعوب بهذا العنف والتّمرّد
أحمد
شكرا لهذا الرّد الرّاقي العميق الذي يثبت أنّك وأنّي وأنّنا جميعا نكتب بيد واحدة ضدّ القمع والإستبداد وقهر وطمس أرادة الشّعوب التّي لن تقهر ولن تطمس
وشكرا لسيّدة النّبع الذي توجّت ردّك الجميل ضمن أجمل الرّدود
احترامي ومودّتي يا أحمد صديق الحرف وصديق شجني وأخي الذي أحبّ
اخيّتي التي احبها
الليل برمزيته..والقمر فيه والنجوم..رمزية ذالك الهمت العشاق ..ولكن هناك وجه اخر لليل
وهي الظلمة الحالكة للسواد..وهي رمزية المظلمة والظلم...مقابلها اهملها العشاق الا في الاشراق
والنظاره وهي الشمس...
في قصتي القصيره جدا...الزائدة..كنت اقصد هذا...عندما يصر الليل على حلكته..والشمس متخمة بالغياب
القليل ستقذق حمم ويشتعل الليل رغما عنه..ليضيء بأحتراقه ما منع من الشروق
اسوق مقدمتي هذه..لادخل في موضوع اخر..مرتبط به ..وقبل هذا استمحيك عذرا للعودة..فما باليد حيله فليس
لدي التواصل مع اخيتي الا مواضيعها وليس مواضيعي التي قد لا تمرين على الردود عليها
حتى لا امطمط..سأختصر..بعد ثرثرة؟؟...
- لم اتفاجأ بسرك..ولم اتفاجأ بأنسانيتك...ولا روحك ذات العاطفه الجياشه..فدائما حدسي لا يخيب
=..النقاش في هكذا مواضيع لا يمكن اختصاره بردود..لاننا شئنا ام ابينا نخب على اصابع اليد بين موج
متلاطم يموج بعقد الماضي احادي النظرة..يفتقد الرؤى الانسانيه ..وفكر مغلق..لا يتقبل الاخر
= شئنا ام ابينا رغم الدكتاتورية...كانت هناك مؤسسات ..وحرية هامشية في المعتقد..
وشئنا ام ابينا كانت هناك دولة مدنيه..وامن مجتمعي...
ما الذي حدث...سأشرح لك ما حصل ببلدي العراق لانني ادرك تفاصيله..اما تونس فهو لك
تأسست الدولة العراقية الحديثة عام 1920..نظام الحكم فيها ملكي..تستطيعين الرجوع للمعلوماتيه
فهي الان متوفره...المهم..جوهر الموضوع لقد تأسست دولة مدنيه بهوية وطنيه...هنا لست في وارد
التقييم ..من اخطأ ومن مصيب..ولكن على العموم كانت الهوية الوطنية هي المعيار..وكان السلم الاهلي
لا يخدشه شيء..الخلاف والاختلاف سياسي..وليس مجتمعي...
== بعد الاحتلال الامريكي...مسخ الاحتلال دولة..وليس نظام..وهناك فرق بين تغيير الرأس كما حدث في
تونس ومصر..وبين تفكيك دولة بكل مؤسساتها..التحتيه والفوقيه..والادهى من ذالك..التغلغل لتفكيك مجتمعي
على اساس اثني وطائفي ..وهذا لب المأساة...والادهى من ذلك..قسم المجتمع على اساس مولاة طائفي..للنظام السابق
فمن كان في المقدمة كان مضطرا..لانه من تلك الطائفة..ومن كان في الدرجة السفلى..عليه تسائل وعلامات استفهام
وهو ما اوجد شرخا مجتمعيا..واضنه مشروع شرق اوسطي..دبر بليل على حساب الجمع الجاهل المتجاهل لما يدور حوله
لا تستطيع النخب المتنوره ان توقفه..
المرحلة الان تشبه مرحلة اوربا في صكوك الغفران..وما الت اليه اوربا تقدم وعمران الا بعد ان تخلصت من ذالك..وهي تصدر لنا
وجه للحقوق الانسانية رائعه..ولكن لمن فيها مستوطن..وتشحذ الههم للجهل واختراق انسانيىة الانسان عندنا
ولهذا بات المواطن العربي المسلم..يسأل..ويتسأل..؟؟؟اضن المرحوم محمد عبده قد وفق في الاجابه؟؟؟؟؟
الم اقل لك اخيتي دعد..انك تجريني جرا..ورغم انفي...ولكني مجبرا فيها اخيك لا بطل
اخيتي دعد...
وانت وانا اللذين نؤمن بالتعددية والرأي والرأي الاخر..كيف نواجه ترسانة تتمترس خلف عقد الثأر الاعمى والاصطفاف
المناطقي والطائفي الموهوم..وتكميم الافواه..واشاعة الغيبيه..واقتناص الماضي المشوب بالاخطاء لا الماضي المتنور الجامع
=== قال لي صديق...كان بأمكانه في موقعه..ان يلتهم ملايين الدنانير والدولارات..ولكنه ابى..وعرض عليه البعض وابى
بنى بيته بعرق جبينه..وحياته بعرق جبينه..كان يساعد المشتبه به في اختلاف الرأي من وجهة نظر انسانية لان العقوبة
كانت قاسية لمن اختلف مع النظام..حدثني الكثير..
عام 1992..شاهده احد ممن كانو تحت امرته ..وهو متلطخ الثياب مع ولده البكر...اصطف على الرصيف بسيارته الفارهه
وترجل منها معانقا..ابتعد عنه قليلا..ما هذا ؟؟اجابه الصديق..انني ابني بيتي...ابتسم..كان بأمكانك ان تشتري اطيان..
ابتسم صديقي له...واجابه اجابة قصيره مختصره....الحمد لله...
اجابه...ولكنك ضيعت فرصة...فبعدك..صار لكل منا ارصدة ..وعمارات..وو
قاطعه...اتأكل غير اللحوم الحمراء...والبيضاء..اتأكل الفواكه مثل التفاح والعنب والبرتقال
جميعها عندي...وسيارتك الفارهه..لا تختلف عن سيارتي الا بالعمر...
الفارق الوحيد الذي بيني وبينك..اني انام مطمأن البال..لم اظلم..لم أسرق...وعندك الاثنان واضن
انك لا تنام الا بحبوب منومة ان كان لك ضمير
اخيتي دعد...
هل تعلمين من هو صديقي...سأسرك القول...انه احمد العابر
الغالي الأبيّ أحمد العابر
لم أكد أكمل القراءة هنا حتّى زاد احساسي بقيمة التّواصل هنا بيننا وبصدقه
فالكتابة يا أحمد بيننا تدير الزّمان لتجعله يحتفي بذاكرته فينا ...
وذاكرة الأحداث يا أحمد ذاكرة غير رسميّة يحيكها الظّرف الإجتماعي واليومي لفئاتنا الضّعيفة المهمّشة والمقصيّة والتي قد تستدعيها أنت يا أحمد بقلمك في خاطرة أو أستحضرها أنا في ومضة نستدعيها فنستدعي معها مواجعنا وأنّاتنا .....
نستدعيها فينا بأمكنتها المتوارثة والبائدة لتؤمّن حضورها بيننا كما هي....
أدواتنا يا أحمد هنا أهات وحسرة وحلم وبعض من الخيالات والهذيان ......
ولكن ألا ترى معي يا احمد أن ليس أصدق من كتاباتنا في التّعبير عن أحوال النّاس وعن محاولتنا لإمساك الزّمن ليكون شاهدا عليهم ....
قد يسقط تاريخ الأمم من وعي ابنائه ليتحوّل الى ظلمات وغطرسة وزمن فاسد وقادة وحكّام ساسوا وما عدلوا وحكموا وما رعوا أحوال رعيّتهم ...
فكيف نبدأ كتابة تاريخنا يا أحمد وماذا تقول يا اخي الرّائع...
هل نسقط التّاريخ المخجل أم نبني على أنقاضه مجدنا الموهوم....
مرّت ملوك وحكمت ملوك وسقطت ملوك وقامت ملوك .....
وللمماليك أزمنتها ...
وسأعود يا أحمد للمواصلة بذاكرة مثقوبة وريشة مخضوبة .....
ولنكمل الحديث فالحديث معك أخيّ رائع وعميق وملهم...
اخيّتي الغاليه دعد
تمنعت قليلا لاغراءات الرد اليك..وانتظرت ان تمري من تلك الذاكرة المثقوبة
وأعطيك العذر..كما فعلته سابقا..فللأخيه الف عذر...
في ردك لفت نظري سطر ... هل نسقط التّاريخ المخجل أم نبني على أنقاضه مجدنا الموهوم....
دعد...كلا الوجهين لا يسر..تأريخ مخجل..واخر موهوم
الاول صفحة لا تنتمي الينا..والثانية لسنا اولادها
في تأريخنا صفحات ناصعة مأساتنا اننا نتغافلها ولا نتعض منها
وحاضرنا..اننا مع الاسف لا نتلمس الواقع بتفاصيله لنضع ممن بيديه
مقاليد الحل والعقد...
في تأريخ كل الشعوب مطبات وهنات..ولكن لا تخجل منها..لانها بالنتيجة
هناك ناتج للمخجل ما هو مدعاة للفخر ..وتعتبر المخجل من تأريخها طاريء
لا يمت لها بصله
ولسنا بمعزل عن تأريخ الشعوب المضيء منه والمظلم
اما الحاضر..رغم سوادوية اللوحة..فالنهاية للشمس..وهي حقيقة ساطعه..قصر الوقت ام طال
لا ادري ااتتفقين معي ان الحكومات نتاج بيئة ..وما لم تتغير البيئة لا يمكن ان تنتج
بغير هذا
علي الوردي رحمه الله كاتب اجتماعي..اقر ان هناك ازدواجية في الفكر والسلوك طبعت
الفكر والسلوك المجتمعي العراقي..واضن شخصيا ينطبق ذالك على المجتمعات العربية عامة
اتذكرين اخيتي قول بورقيبه رحمه الله..في قبوله بتقسيم فلسطين..وقتها ..انقلبت الدنيا ولم تقعد
تعالي معي الان..يريدون نصف ما اراده المرحوم
لست هنا مدافعا عن فكرة او منتقدا لفكره..ولكني مدافعا عن الواقعية وطريقة التعامل مع الظرف
وتعالي معي..الى الربيع الان كما يسمى...
عواطف الناس العفويه..تسرق بوضح النهار من دهاقنة السياسة..وبالمناسبة السياسة قي العالم الثالث
هي ليست سياسة..بل لاخرين تستغفل مشاعر الناس لتصعد مجموعه تسرق جهد الاخرين وتتاجر بمشاعرهم
الخلاصة...الشعوب المؤمنة بالغيبات وتعلمت عبادة الاشخاص لا يمكن ما بين ليلة وضحاها ان تكون شعوب
منتجة للفكر المنفتح ومتسامحة..وتتقبل الرأي والرأي الاخر
كلنا مولوثون بنسب متفاوتة بهذا الارث ...لا ادري كم من السنين نحتاج للعبور وكم سنخسر من الدماء حتى
نصل لثقافة الصدر المتسع الذي اجاده الاولون منا...واخذه الاخرون منا..وضيعناه نحن
التأريخ يا دعد..نقرأه بوجه ما نحن فيه...والخاسرون هم الواهمون اللذين يعتاشون على الاحلام
عذرا اليك اخيتي..ان اختلفت معك ام اتفقت..فأنت اخيتي التي احب
أحمد العابر...أوخيّ الحبيب الرّائع
كمايطوي تاريخ صفحاته يا أحمد وكمانبني قبور موتانا ..
دعني والعبرة تخنقني أستودعك الله هنا يا أنقى وأطيب أخ ...
فمشكلتنا مع التّاريخ من مشكلتنا مع الأرض التي نحطّ عليها ....
قد تمنحنا الأمان وقد نجلس فيها على مقعد مريح بين صفوة أناس فنجد بينهم الرّاحة لنعبّر بطلاقة عن بعض من اختلاجات أنفسنا ...
وقد تجور علينا أرض وتفقدنا لذّة المكوث والإستقرار فنرحل الى غيرها ونحن في حاجة الى سلامة عمودنا الفقريّ المخذول سقما وأنّة ووجعا لنستطيع الوقوف..
أخي أحمد العابر
لن تكون عابرا في قلب أختك ...
قد يجمعنا تاريخ وزمان ومكان ومهما تهنا يا أحمد فثق أنّنا على نفس الأرض نمشي وعلى نفس الوتر نشدو...
تاريخنا واحد أوحد وأرضنا وأن جارت علينا عزيزة وأهلنا وأن ظلمونا فهم أهلنا وجوهنا التي لا نستطيع خلعها
دمت أحمد الرّائع بألف خير ولن أنس هذه المساحة الجميلة التي أنرتها في روحي بلطفك ورفعة أخلاقك
أستودعك الله يا أحمد ....
قد تنقلب الارض التي تجمعنا يا أحمد الى حفر مكسوّة بالجليد فنموت قبل ميلادنا...
وقد يلفّنا احباط وظلم فلا نقوى وما اكتنفه الوجع يظلّ نازفا لا يبرأ ......
وقد يكون سير المراكب محكوم بالعواصف فيعيق المضيّ قدما ....
والتّاريخ لا يزيد في ظاهره عن الإخبار ولكنّ باطنه نظر وتحقيق....
محبتي وتقديري وامتناني لكلّ من مدّ يده صادقا...
سيّدة النّبع وكلّ اخوتي هنا وبقلب كبير أقول بلا استثناء ....
بلا استثناء يا أحمد ......جميعكم ...جميعكم والله....
لن تكون عابرا في قلب أختك ...
قد يجمعنا تاريخ وزمان ومكان ومهما تهنا يا أحمد فثق أنّنا على نفس الأرض نمشي وعلى نفس الوتر نشدو...
تاريخنا واحد أوحد وأرضنا وأن جارت علينا عزيزة وأهلنا وأن ظلمونا فهم أهلنا وجوهنا التي لا نستطيع خلعها
دمت أحمد الرّائع بألف خير ولن أنس هذه المساحة الجميلة التي أنرتها في روحي بلطفك ورفعة أخلاقك
أستودعك الله يا أحمد ....
قد تنقلب الارض التي تجمعنا يا أحمد الى حفر مكسوّة بالجليد فنموت قبل ميلادنا...
وقد يلفّنا احباط وظلم فلا نقوى وما اكتنفه الوجع يظلّ نازفا لا يبرأ ......
وقد يكون سير المراكب محكوم بالعواصف فيعيق المضيّ قدما ....
والتّاريخ لا يزيد في ظاهره عن الإخبار ولكنّ باطنه نظر وتحقيق....
محبتي وتقديري وامتناني لكلّ من مدّ يده صادقا...
سيّدة النّبع وكلّ اخوتي هنا وبقلب كبير أقول بلا استثناء ....
بلا استثناء يا أحمد ......جميعكم ...جميعكم والله....
اشم رائحة وداع..بدون عودة؟؟؟؟؟اذ كانت القراءة تقول هكذا...فلي رد اخر لاخيّتي
واذ كان ضمن سياق الرد وفهمته بغير وجهته فذاك مقبول
ارجو ان اكون مخطأ...ارجو ان اكون مخطأ
الأديبة دعد ... اسمحي لي سيدتي ان اقف هنا قليلا عند حرف الجر الـ/ " ب " وقد جاء في محله الصحيح بدلا عن حرف الجر " في " الظرفية
اقف عندها لتأكيد صحة المعنى وصحة الاستعمال ، قد تكون شطحة مني فليسامحني إذن جمهور اللغة واهل اللسانيات ، لكنها بكل الأحوال رؤية نقدية تستحق الوقوف عندها لشدة الترابط بين الحرف المستعمل والقصد والتأويل
لحرف الجر الـ " ب " العديد من المعاني ، ما يهمنا هنا في هذه اللوحة المشاكسة هو معنى الـ " الإلصاق " لغةً وهو الاختلاط والتشابك والتلازم معنى ( وهو ما يعنينا ) وهو تمسك الحاكم بالمكان أو الكرسي أو السلطة لأنه اختلاط وتشابك أشياء بأشياء / الحاكم بالكرسي /
أما حرف الجر الـ " في " ويعني ببساطة داخل المكان وهو" تواجد دون التصاق " وهذا يعني أن الحاكم لا يتميز عن الآخرين في ذلك المكان وهذا بعيد كل البعد عن المعنى الذي تدور حوله الكاتبة الرائعة دعد أو الفكرة التي تريد ان توصلها فان هذا الترابط لا يتحقق إلا بذلك الاستعمال السليم وهو استخدام الـ " ب " وقد جاء هذا الاستخدام في محلة وقيل
" وكل شيء في محله جميل "
تقبلي تقديري واحترامي
الدكتور نجم السراجي
التوقيع
الدكتور نجم السراجي
مدير ومؤسس مجلة ضفاف الدجلتين ( 2008 )
الأديبة دعد ... اسمحي لي سيدتي ان اقف هنا قليلا عند حرف الجر الـ/ " ب " وقد جاء في محله الصحيح بدلا عن حرف الجر " في " الظرفية
اقف عندها لتأكيد صحة المعنى وصحة الاستعمال ، قد تكون شطحة مني فليسامحني إذن جمهور اللغة واهل اللسانيات ، لكنها بكل الأحوال رؤية نقدية تستحق الوقوف عندها لشدة الترابط بين الحرف المستعمل والقصد والتأويل
لحرف الجر الـ " ب " العديد من المعاني ، ما يهمنا هنا في هذه اللوحة المشاكسة هو معنى الـ " الإلصاق " لغةً وهو الاختلاط والتشابك والتلازم معنى ( وهو ما يعنينا ) وهو تمسك الحاكم بالمكان أو الكرسي أو السلطة لأنه اختلاط وتشابك أشياء بأشياء / الحاكم بالكرسي /
أما حرف الجر الـ " في " ويعني ببساطة داخل المكان وهو" تواجد دون التصاق " وهذا يعني أن الحاكم لا يتميز عن الآخرين في ذلك المكان وهذا بعيد كل البعد عن المعنى الذي تدور حوله الكاتبة الرائعة دعد أو الفكرة التي تريد ان توصلها فان هذا الترابط لا يتحقق إلا بذلك الاستعمال السليم وهو استخدام الـ " ب " وقد جاء هذا الاستخدام في محلة وقيل
" وكل شيء في محله جميل "
تقبلي تقديري واحترامي
الدكتور نجم السراجي
الجليل الدّكتور نجم السّراجي
مرحبا بكم في متصفحي
أسعدني جدّا والى حدّ التّيه والزهو والغلوّ هذا المرور الفاره منكم
وراقني منكم ما منحتم للباء من أبّهتها في قراءة أكادميّة رفيعة ذات دلالات في علم الألسنيّة الذي هو دعامة أساسية وعلم صحيح ومرتكز هام في الفعل الكتابي كثيرا ما نهمل..
وحتّى لا أوهم نفسي بدراية عميقة بهذا الفنّ اللّغوي فلن أتكتّم على حقيقة مفادها أنّ الباء جاءت في محلّها لا عنوة وانّما صدفة لأنّ الكتابة يا سيدي الرّائع رديفة لمعاناة ومكابدة تتكفّل فيها الذّائقة بوضع الحرف على الحرف
وتطريز مباهج المعاني ...وكثيرا ما تواكب اللّغة ضوابط اللّغة بالسّليقة والمران والدّربة
وقد أذهلني جدّا ما تفضّلتم به في هذا المرور الذي يؤكد دونما شك ولا ريبة أنّ العفويّة منّي والـدّراية منكم هما اختلاط وتمازج واشتباك...
دكتورنا الباسق المعارف السّامق الوجدان والفكر
وقفتكم المذهلة عند جزئية الحاق حرف الباء ب[المجلس] سلطة الشّعب التي يحلّ عندها فخامة من الفخامات الضّالة ليستبدّ فيها ويضلّل ويغالط....جعلتني على قدر كبير من التّفائل فالطّاعنون في حبّ هذه الأوطان والرّافضين لأشكال الإستبداد يعون وألف يعون ما للباء من مقالب ومقاصد وهم من أقاصي هذه الكرة الأرضيّة يدرون ما تكتّمت عليه سياسية قديمة في مذكراتها التي ستتلاحق هنا تباعا ويتجاوبون ويثمّنون أبّهة الباء في الكتابة
لقد منحتم هذه المذكرة يا سيدي نجم ما به أضاءت وسطع نجمها لتظلّ في وجدان كاتبتها علامة فارقة وشهادة قيّمة ومرور متفرّدالن يأفل ولن يخبو ما سطع به نجم من نجوم اللّغة وعلمها ....
أراني لا أجد ما يفيكم من الشّكر لهذا المرور الذي منحني هويّة الوطن في وجدان من اغتربوا عن الوطن
تقديري وامتناني سيدي نجم السّراجي
لا عليك سيدتي بهم . تجاوزنا مرحلة الوعود والعتاب وصرنا نلجأ لأحلامنا البسيطة فهي ملاذنا من كل هذا الوهم الكبير .
قد يُقال عنه استسلام ولكنها الحقيقة . ها نحن كل منا من بلد وحين يكتب احدنا عن واقع حاله أجدنا
نتشارك في الردود وكأننا ساكنين بؤرة دائرة محيطها واحد .
لا تنصحيني رجاءً بالصمود والثورة على الواقع كي لا ينكسر حلمي البسيط
عذرا صديقتي لكنك تعرفين متى يرقص الطير / محبتي
الصّديقة الوقار
نظلّ نحاول رصد الوطن فيما نكتب يا الوقار الحبيبة...
فالوطن هو هذا الحقّ الثّاوي فينا ....ندركه فنخرجه كما أدركناه ...
بكثير من المحبّة يا الوقار دعيني أشدّ على يدك الكريمة لأنّك لم تغيبي هنا وأنت من الحاملات لهوية الوطن في وجدانها
محبتي يا الوقار