وكيف يدعها ترحل وهو يعلم أن العنادل ستتوقف عن الغناء والزهور ستكتم شذاها عن العاشقين ويبسط الليل سطوته على النهارات ويغادر الربيع درب الفصول وتتوقف الأرض بعينه عن الدوران...
فليس عليه إلا أن يقطع سبل الرحيل الموجع..
أبدعت أديبتنا القديرة ليلى عبد العزيز
مشيت بإنتشاء على ضفاف الحرف المخملي
مودتي وأعطر تحياتي
أن يشرب البحر أيضا.....مقبلا على ملحه و في الاعتقاد كلما توغلنا البحر تمدد أمامنا و تمطى ...
الناصة اذن تقفل ومضتها القصصية على نية بطلها أن يمتطي البحر لغاية يعقوبية النفس غير مفصول في أمرها
اذ ان عزم البطل شرب البحر يدعم خرقه كل المراكب و تمزيقه كل الأشرعة في اتجاه معنى أنه يفوت على من شدت الرحال بحثا عنه كل فرصة للظفر به مجددا ليس فقط بتذويب أدوات تحصيله -الأشرعة و المراكب -
بل بعدم آخر وسائل الوصل التي أرداتها الناصة هنا أن تكون بحرا يشربه بطل قصيصتها هاربا ممن تضرب في المدى ذارفة مدرار دمع آملة في لحظة لقاء فارقة و هو ما يوسع احتمالات فظاعة ما اقترفته المهوسة الرحالة
في حق مفقودها و قد يفيد نفس عزم البطل شرب البحر دفعة واحدة استدراكه قصصيا ما أتاه واقعيا بتداركه أمر اجهازه على المراكب و الاشرعة حرقا و تمزيقا و بذلك تنتفي من حيث الشكل الحاجة الى أدوات ركوب البحر و قد هم البطل الى بلعه
و بالتالي يفيب هنا البحر بوصفه آخر موانع الوصل بين باحثة تراجعت عن ضلالها و دمعها الحارق دلالة ربما على صدق الندم فالتوبة و مبحوث عنه غلبت ربما سماحة القلب ضراوة النقمة لدية على من ركبت المتاهة لأجل أن تحصله ثانية فتسترده من متاهة
هي من دفعت به اليها من حيث الأصل فمزق الأشرعة و حرق المراكب ليقف نهاية وجها لوجه و البحر و لربما شرب البحر بارادة البطل كبدونها صار الخاتمة السيزيفية الأوكد و الوحيدة لثنائي ضاقت بهما الأرض كما لن يسعهما البحر ...
..........وجبة قص على ومضها مديدة بين التخييل و التأويل ...
العنوان فقط لو كان مجنحا أكثر و غير مستهلك لزاد في اشراقة متن القصيصة بعيدا ..
ودي
تقديري
و زينونة معنبرة القدم
أخي فرج
و كأني بك حلّلت قصتي القصيرة جدا
فاستخرجت منها ما شاء الله من الأبعاد و المواقف.
سرّني هذا كثيرا.
يعيشك و يعطيك الصحة.
تحيتي مع جزيل الشكر.