ويسألني المداد بحرقة ، هل أختفي ، هل أذوب ، هل أتلاشى ، هل ألتحق بقبائل الجانِّ ، فأنا حرف غريب في قواميس الغجر ، أنا حرف بارد في أبجدية النيران ، أنا لن أنتظر حتى أُعلَّقَ خبراً عاجلاً على موائد اللئام ، أو تطاردني أصابع الشك فأبقى رهين المحبسين ، أنتظر براءتي ، كما بلوتو , وعطارد وزحل ؟
هل تأذن ليَّ السماء بمكان أختفي فيه عن عيون الإنس ، وممالك الإنس ، ومقابر الإنس ، إلى أن تهدأ ثورة الربيع ، وتتقلص الصحراء ، ويهبط المطر حرَّاً ، ليس مخفوراً ، أو مكبل اليدِّ والقدم ؟
سَلْي السماء عني ، هل لي مكانٌ فيها ، قبل أن أصلب على أعواد الظلم ، أو أنتحر ؟
ستبقى هذه الحيرة بعد تمددت ثورة الربيع نالت من كل شيء جميل وقيدت المطر
وبقيت حروفنا تكتسيها العبرة وموائد اللئام تكبر
ونقائها يجعلها تقيد نفسها ما دمت الشمس أصبحت عصية الظهور والغيوم تتدكس فوق بعض والأنهار تلونت بلون الدم
الغالية ميساء حرفك شدني فأعذريني فالألم لم يعد يحتما
وفقك الله
محبتي