سنبقى نبحث عن وطن ما دمنا لا نمتلك هُوية
فمتى عرفنا من نحن؟
سنجد الوطن وكل شيء فقدناه من قبل
...............
أخي العزيز المبدع شاكر القزويني
أشكرك على هذا الإبداع
محبتي
شكرا لك أخي القدير مرورك الكريم .. ليست العلة فينا أيها الأديب الأريب .. بل بالحكومات والأنظمة وأصحاب الأيديولوجيات الذين أخذونا أما لمغترب أو حملوا إغترابا هنا في أوطاننا .. قادة يرفعون راية إقصاء الصلاح والخير ولا يزرعون سوى الفساد والطغيان والتجبر والجوع .. فأي حصار يحتوينا .. وأي حياة نعيش .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. مودتي وتقديري
بين الجدائل أستريح
وطني على تلك السطور ..
معاني الهمسات .. والشغف الفصيح
لغة الشفاه ندى صريح..
على الخدود أفزّز الدمعات والحزن القبيح
في عالم اللمسات أنشر رغبتي وبكل عاصفة أصيح
قد جندلوني بالهوى إذ تستباح الفلك للموج الشفيف
فهنا سألقي بالخريف
وستورق الكلمات أجنحة وصبحا لا يكفّ عن الرفيف
عندي حكايات الصبايا الحالمات
ولديَّ جيشٌ من فوارس هائمين
نفثوا الجراح
ولم يبالوا للغواية والتبغدد والغناء يصبّ راحا من شفاهات قراح
تسقيه غيد الجنّ ..
جوقة ساحرات
لبست خلاخيلا منمنمة وغطّى الورد آلهة الفرات
يلتف وهم الشعوذات
دخـّان في لهب الأنوثة والرغائب تستفيق
كالماء يجري في متاهات الرعونة لا يكل عن الصهيل
ألقوا تمائم هدهدٍ كيما يضل لهم معين
فتحوا العيون الواسعات
وتداً على الأفق البعيد
بحثوا عن الحبّ الغريب
في قلبه الطوفان يبتكر الحياة
في قاعه رست الصواري والشراعات الشقية والدروب
ولديَّ آلهة الذنوب
سرقت كنوز الأرض والزهو المجيد
فزنودها السمر المضرجة الدعاء
ترعى صعاليك اليتامى والجياع
لبست أكفّ الخوف والقدم الرحيم
فتسدد الآهات بالليل السقيم
وليولد الجمر المعبأ بالعناق
هبّي إليه وطوّقيه
كيلا يفر الفجر لحظة إلتقاء
ولتكتبيه ..
على المحطّات النبيّة في مسارات الوريد
ولتصنعي وطنا جديد
لا يرحل العشاق فيه ولا الحدود
هذي مشيمة ألف شمس فاربطيه
ودعيه يرتشف الحقول
من قبل آدم والعراء عطشي يتيه
من قبل قاب القوس كنت أنا هناك
أرعى ارتعاشات ارتمائيَ في الحريق
في لحظة التسبيح
بالفتن الفصاح
أروي غوايتك المعتّقة الصباح
وأهيم في لغة الذهول
أصنام إعجازٍ تحكّم بالفصول
وتتيه فيها الشمس والغايات والشبق الخجول
أنا جمرة ذابت على شفة الجليد
أيّان لي لثم الورود
وقد نمت ما بين كفّي والشهيق
قبلات من زمن الخدود
في غفلة السجّان أَعْتقتُ النمارقَ والسدود
بيني وبين الآلهات البيض تكوين سعيد
وطنٌ من الرقص السجود
آياته الأثمار خصبٌ لايميد
غاثت سحائبه مناسكنا الحبور
أخشى أن أتهم بالتحيز لحرف أخي شاكر و هو الذي يبحث هنا عن وطنه بكلمات رائعة جدا حماك الله
يقولون أن في قصيدة النثر يحلق الشاعر بعيدا و يخرج من الموزون كي لا تقيده حين ينطلق
وجدت في قصائدك (التفعيلة) ما يفند هذا الادعاء
فأنت تحلق عاليا رغم الوزن بل جعلته يضفي موسيقى شجية عذبة لكلماتك الجميلة جدا
أحييك أستاذي على رحلتك الرائعة هذي في البحث عن الوطن
و أثبتها لجمالها و إبداعك في صياغة الحرف بها ثبت الله قلبك على حب الوطن
فقط لو سمحت :
هنا : (كيلا يفر الفجر لحظة إلتقاء)
(التقاء) تكتب و تلفظ بدون همزة قطع ... صح ؟
لأنها للفعل الخماسي (التقى)
و من غير المحبب في التفعيلة اللجوء للضرورات الشعرية
فماذا لو قلت مثلا :
كي لا يفر الفجرُ من كفِّ اللقاء ؟
مجرد اقتراح حماك الله
(ههههه شسوي ؟ هم طلعت لولة بالموضوع)
تحياتي أخي شاكر و شديد إعجابي بحرفك الألق الجميل.
الغالية وطن حماك الله وأنزلك منزل صدق .. يسعدني دوما حضورك الرائع واحتفاؤك الغني بالنص فضلا عما تسكبيه من روحك الرقراقة الحلوة على الموضوع .. لا أخفيك سرا ان عدم مرورك يجعل من النتاج الأدبي المعروض، عندي غير مكتمل حتى يؤتى أكل ما تحرثين وتزرعين وتقطفين من ثمر ..
الضرورة الشعرية هي للضرورة سيدتي .. أي ان هناك قاعدة في الشعر تقول وحسب ما اسس له أجدادنا العظام ( أجدادنا وليس عظامهم ) من الشعراء الأولين ومن تبعهم من نقاد : يحق للشاعر ما لا يحق لغيره .. ولكن وفق قواعد محددة معروفة .. وحتى هذه فهي عند الضرورة .. فقد تقتضي الدفقة الشعورية واقتناص المعنى الذي يسعى اليه الشاعر الى اللجوء لهذه الإستثناءات .. وبلا شك ان الإبتعاد عنهن أسلم وأفضل .. لكنها أيضا لاتعد خللا يمكن الأخذ به على الشاعر إذا ما وجدناها .
وفي مثلك الذي طرحته لايمكن أن يكون معنى (كي لا يفر الفجر لحظة إلتقاء) نفس معنى (كي لا يفر الفجرُ من كفِّ اللقاء ) .. فاللحظة ذرة من عمر الكف الذي يعني القبضة والسطوة والقوة بينما اللحظة هو مالا يمكن الإمساك بها أو إقتناصها إلا في ذلك الجزء النادر الخاطف من عمر اللقاء المرتقب .. فهل يضحي الشاعر حينما أراد هذا المعنى بشيء من الكمال لايعد نقصا .. يبقى الأمر فقط بيد الشاعر وحده صاحب النص المخول بإطلاق مكنونات البوح كيفما شاءت ملكته الإبداعية ..
يبدو انها متلازمة خلقتها لمشاكستي ليس إلا .. سأخيب ظنك فإنها كالعسل عندي أو كأنها خفقة رذاذ ماء من نواعير عانة .. محبتي مشارق ومغارب اتحدت ليلبس الصباح ثوب الغسق وتنهدات المساء .
جعلتني شاعرنا أبحث عن وطني بين حروفك لعلي أجده كما أشتهي وأتمنى .. لكنني وجدت بين معانيك العميقة وصورك البليغة ما ينبئني أن هذه الرحلة ستطول مدام في العمر بقية .. وأن الوطن المثالي الذي نبحث عنه هو في مكان بعيد أبعد من أحلامنا .. قصيدة جمعت الجمال والسحر وعذوبة الايقاع .. ونقلت أفكارك ومشاعرك بكل بهاء .. مع انتقاء لافت للالفاظ التي ساهمت في ابراز المعنى .. سرني مروري من ضفافك و الابحار في عالمك الشعري من خلال هذه القصيدة الوارفة الظلال .. اسجل اعجابي وأمضي مع تقديري واحترامي وبيادر من ياسمين الشام