لا تنادونا يا إخوة العقيدة فعبراتكم ودماؤكم تذكرنا بألوان المشارب فنسارع إليها ، وأصوات الرصاص التي تخترق أجسادكم تجعلنا نشتاق للمزامير فنشنف سمعنا بها ، وصور الأعداء الذين ينكّلون بكم تذهب بخيالنا إلى طبيعة بلادهم الخلابة فنحجز للسفر إليها ، باذلين في ذلك المال الذي يزيد به أساكم وألمكم ، فشكراً لمآسيكم على ما ذكرتنا به من متع وملذات !
الشاعرة العذبة هديل : يحقُّ لهذه القصيدة ، أن تُجْعلَ مُذَهَّبةً من مُذَهَّباتِ الشعر في هذا العصر (حرَّمَ اللهُ على النار أناملًا كتبتْ هذه الباذخة) .
"...مِن أينَ نبدأُ، هل تحيا النفوسُ إذا
همَّ الرجالُ لتصحيحِ المساراتِ؟
.
بغدادُ يا نشوةَ الأحرارِ يا لغةً
ترتّلُ المجدَ في سِفرِ الحضاراتِ
.
لُمّي شتاتَ سنينِ البؤسِ وانتفضي
بوجهِ داعشَ يا أمَّ الكفاحاتِ
.
وعانقي اليَمَنَ المنكوبَ وانهمري
برافديكِ ضِمادًا للجراحاتِ
.
وربِّتي فوقَ أرضِ الياسمينِ كما
تُهدهدُ الشمسُ إصقاعَ الشتاءاتِ
.
وكفكفي دمعَ بيروتَ التي نزفتْ
فاستحكمَ الهمُّ في حُزنِ المسرّاتِ
.
لن يمحقَ البغيُ هاماتٍ تُبارِكها
عينُ السماءِ فتحظى بالعِناياتِ
.
الأرضُ ميراثُ كُلِّ الصالحينَ وفي
بِقاعها الخُضرِ ظَفري وانتصاراتي"
أروع الحروف تتحدث عن أقبح الظروف ...جرب ولا عرب ، ليتهم لا جاؤوا ولكن ذهبوا ...هوجرح شاعرتنا نعيشه جميعا...
وتساؤلك يظل بجماله يبحث عن جوابه ، ولكن لا يكون بغير رجاله...هديل دمت بشاعرية ووطنية...
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الحفيظ القصاب
لله درّ البسيط وقلمك البارع
نحتا من صخر الهمّ هذه الخريدة
جمعت الهموم، وصورتْ الواقع
وتنبأت بأرض خضراء يعمّها السلام
تحية
من أرض الياسمين إلى أرض الرافدين
مهد الحضارات
لا أملك شيئاً براقاً للتثبيت كما تملكين
تثبيت
تحياتي والمحبة
حضوركم إضاءة يحتاجها الشعر ليكبر شاعرنا الموقر محمد القصاب
نبهنا الله وإياكم من نومة الغافلين وهدانا لما فيه رشدنا ورضاه
شكرا لروعة القراءة وكرم التثبيت
شكرا بحجم ما يليق
أجدني عاجزة هديل عن إيفاء هذا النص حقه
لله درك غاليتي كم حركت حروفك مشاعرنا
وكم عزفت على أوتار نزف قلوبنا
أبدعتِ حقاً بهذا الإلمام الشامل ، وهذه العين الثاقبة
والباكية والمبكية لحالنا ولوضع عروبتنا المؤسف .
شكراً لما أجدتِّ به وأصبتِ
وتحية كبيرة وسلام وباقة زعتر ومرمرية من أرض القدس .
دمتِ أيتها الأبية الطيبة ودام هذا الوهج المصاحب لحروفك
يكمن الإبداع في حضورك الجاد بين صفحاتي بسمتي الأجمل والأصدق
كشف الله عن قلوبنا أغشية الحجب
وحملنا وإياكم في سفن نجاته
شكرا بحجم روعتك