مررتُ من هنا وظننتني سأمر مرورا عابرا
وإذا بي أحجز مقعدا دائما ...
كيف لا والإحتفاء بأديبة قامتها باسقة
وحرفها استثنائي ...
أديبة لا أدري هل هي تكتب النص أم النص يكتبها
أم كلاهما يكتب الآخر ...
في رائحة الظل التقيتها في ثنائية نالت استحسان وقبول
المهتمين هنا ..
أمل الحداد حالة خاصة ، بوحها شفوف، وحرفها هو نبض صادق
تكتب فيلامس حرفها القلوب ، ويحرك الوجدان ، وتجبرك على رصد حرفها
ورصد نصوصها ...
هذه المبدعة ، لم تستأذن المتلقي ، بل كانت فراشة تحوم حول أغصان
الذائقة ...
شاكر السلمان ...رائع أنت في جهدك / حرفك / وهذا الإختيار المبهر ..
أمل الحداد ...يكفينا أنك تنتمين لكوكبنا ..
وبين جدائل الحرف وتراتيل الشوق لريشة شاكر
تحدّق أمــل عبر نافذة الأمس المطلّة على بحر الشرود
وتدندن مع (حسين الجسمي)....
"يا أمي ياغلا الدنيا وأصدق عاطفة في الكون"
أخشى أن يفضحني حرفي من جديد..
ولكن لابد من الاعتراف أن هذا اللقاء بين لوحتك
و صوت حنيني المسافر صوب أمي
هو محض مصادفة لذيذة تماما كطعم الوجع الذي أدمنّاه يوميا...!
كنتُ قد تفوقتُ على مدرستي بدرجة الامتياز في الرابع الإعدادي
وأمي الحنونة أقامت طقوس نذرها (خبز العباس)
حققتُ أمنيتها
واعترفتُ لها بأمنيتي الصغيرة منذ كنت صغيرة... لوحة لم يشهدها تأريخ الفنانين أراني فيها كما أنا
لوحة بحجم مناسب أضعها في حقيبتي أينما ذهبت وأعلقها على أي جدار أتكئ عليه
لم أدرِ حينها...إنّي كنتُ على موعدٍ مع الرحيل ومع جدرانٍ لا تقوى تفاصيل لوحتي التي ضاعت قبل أن أجدها !
ابتسمت أمــي وقالت: غريبة حتى في أمنياتك!!
الآن...أمامي لوحة الفنان الإنسان النبيل شاكر السلمان
أتأملها وكأن الزمن قد توقف في حدود تلك الأمنية التي نطقت بها أحاسيسي
وترجمتها حروفي التي لم أشعر بجمالها وصدقها وثباتها إلا الآن
هل يحق لي أن أمارس بعض طقوس الغرور؟
وما الفرق بين لوحة تمنيتها بألوان قزحية وهذه اللوحة ذات الحروف المخمليّة؟؟
لا ليس غرورا...ولكن الكثير من الأحلام التي تنفستني وتنفستها
وجدتها الآن خالدة في ذات المكان لم تزحزحها تعاريج اليأس
ووجدتُني في لوحتك
أمــل الطفلة التي تكاد تجنّ شوقا إلى حضن أمها
أمــل اليتيمة التي لم تتشرف بزيارة قبر أبيها
أمــل المقيمة نصف عمرها وأكثر في بلاد الجمال لكنها تحنّ كل يومٍ إلى أزقة مدينتها العتيقة
أمـــل المرأة الناضجة التي تحلم بهدوء دون أن توقظ فتنة الواقع
أمــل الأنثى العاشقة التي ما فارق نبضها قدسية الحب ورائحة الوطن الأخضر
و
أمــل الثرثارة...التي استلمت أجمل وأغلى هدية ستحتفظ بها في قلبها وروحها وذاكرتها
لكنها عاجزة عن صياغة باقة شكرٍ تُليق !!
بالله عليك إخبرني يابن بلدي ماذا أقول وكل هذه (الآمال) تحاصرني؟؟
أنا الآن سعيدة...سعيدة جدا
فهل تكفيك سعادتي كـ عربون شكر؟؟!!
عندما دخلت الى هنا أول مرة لم أكن أتوقع ما قرأت، و تعرفت لأول مرة عن ما يعني الرسم بالحروف .. راقٍ بكل المقاييس أستاذ شاكر السلمان، و راقية هي أمل، لأسلوبكما هنا سحر خاص، أسرني، و تركني بالأمس هنا لأكثر من ساعة، أقرأ و أشاهد جمال اللوحة، و أتأمل ..
كل التقدير أستاذ شاكر
الحمدلله على سلامة العودة غاليتنا أمل .. أرجو أن تكوني دائماً بخير