القدير جميل داري
قصيدة تتردّد فيها أصداءالمعاني لتمتدّ ظلالها متوهجة في الرّوح...واستعمال صيغة المضارع في الافعال[ تكونين ...تموت ...تنضب...تخبو...أفتّش وغيرها من الأفعال ] أكسب الكلام ضروبه وفنونه من اختلاجات حميميّة عند الشّاعر...
وقد وفّقت في تخيّر التّعبير عنها في مقاطع وجيزة لكنّها مكثّفة في معانيها كما ورد في هذا المقطع الأول
ففي صباح لا تكونين فيه
يموت الحجل
وتكف السواقي عن الجريان
وينضب ماء الأمل
في المساء الذي لا تكونين فيه
أهيم على الوجه
تخبو بعيني السبل
وأفتش ما بين جرح وجرح
عن النار..
نار أقل
منذ أن غبت عني
تعثرت بالدمع..دمعي
فالصّوت المفرد في هذا المقطع صوت شاعرنا وهو مقترن بروح وطيف حبيبة يحاورها ويبثّها لواعجه حتّى كأنّه يسعى لتبيّن وجه الحق لغياب وفراق
يتعمّق منه ألمه وتزداد أوجاعه منه اتّساعا...
فهل....
وهل....
فهل أنت مثلي ..فهل؟
يا حبيبة روحي التي شبعت من الموت
حتى الملل
وحده الحب أقوى من الموت
ماذا إذا الحب صار البدل ؟
فتعالي نحب ..نحب
نؤجل فينا الأجل
وكم قويت صورة وسياط الألم في نفس شاعرنا في هذا المقطع الأخير...وكم رقّت منها نفسه الملتاعة لفقد حبيبة لتبلغ أرقى درجات الإحساس....ففي تلافيف هذا المقطع صيغت المفردات من أصداء روح تجيئ كلّ مساء وكلّ صباح مرفرفة لتلوّن وجدان ووعي شاعرنا ما يؤشّر لإعلاء الوفاءرغم فاجعة الموت والفقد
الرّقيق أخي جميل داري
قصيدة باذخة رسمت أرجاء وجداننك وهو في تقصّ ورصد للحظة موجعة يمضّ فيها سؤال حول من يأخذهم منّا موت ولا ننساهم ....كم كنت مذهلا هنا يا جميل الرّوح ...
وحده الحب أقوى من الموت
ماذا إذا الحب صار البدل ؟
فتعالي نحب ..نحب
نؤجل فينا الأجل
[SIZE="5"]فمهما أخذتهم منّا اغفاءة الموت يا أخي جميل فانّ القلوب تظلّ حافلة بتفاصيلهم فينا[/SIZ
رد: عقد من لآلئ أجمل الردود ( في الشعر العمودي و التفعيلة)
أخيّتي سفانةا بنت ابن الشّاطئ
كيف الرّد على الرّد وكيف الودّ من الودّ ....
كيف أقول والكلام أفول......
وكيف أثني والحسن منك حطّ على عبق الجدائل...
وهل لي من الكلام يا سفانة ما يغازل البلابل...
ردودي بعض من شجوني...
وهذا ردّي ...لك منه ودّي
محبّتي وامتناني سفانة الغالية على باقة جمعتها من ردّودي .....
دعها تغار
فلحبها رسمت مسار
دعها تراقب من بعيد
خوفاً عليك من الذباب
خوفاً عليك من الجديد
لو كنت فعلاً تحبها
بحروفك
دعها تحلق للسماء
دعها ترى معك الضياء
كي لا تغار!
فلربما في قلبها
بعض العناء
بعض المرار
والكبرياء
ولربما فقدت معك بعض الحنان
وَّفر لها سُبل الأمان
ولقلبها ُكُن في الجوار
كي لا تُثار
وعندها
خذ القرار!
لتقول عنها
إنها فعلاً تغاار!
أقتبس عنوان مسرحية استاذي الكبير، المخرج المسرحي عوني كرومي
"ترنيمة الكرسي الهزاز"
فأقول..
هذه ترانيم على كرسي هزاز في محراب الحب، وتقاسيم على نَغَم الصَبا
تجعل الأرواح تترنح كعاشقة في رقصة "زوربا"
تركع في حضرتها قامات العاشقين
تتبارك بإزارها الفاقدت
والرجال خلف القضبان يتحسرون.
لله درك على هذا النص الذي يرفرف كحمامة ساعة الغروب، على شرفات الروح.
رد: عقد من لآلئ أجمل الردود ( في الشعر العمودي و التفعيلة)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوسن سيف
الى الغالية سفانة بنت ابن الشاطئ
ما اجمل النسمات هنا وانت تكتبين الي بكلمات صادرة من قلب نقي لقلبك اهدي هذه الاغنية التي تحرق قلبي في كل مرة
تحياتي ومن القلب ايضا
سوسن سيف
الغالية على القلب الصديق و الأخت سوسن
شكرا لهذه الكلمات التي تلانمس شغاف القلوب و تسكن الروح
و عما يبدو أن المكتوب على يومياتنا أن نتجرع المرارة و الأسى و الحزن كؤوس لا تنتهي .. و نستمع للكلمات و النغام التي تشق الصدر بحرقة الآه .. شكرا غاليتي لهديتك الباذخة و هي تلامس شغاف القلب محبتي و الياسمين