أدنو منك فتبتعد
تدنو مني فأسافر في غياهب التردد والخوف
إلى متى نسير بخطوط متوازية لا نلتقي ؟
تبعدك نفسٌ أمارة بالشك
وتبعدني نفسٌ أمارة بالخوف منك
هل إلى التقاء المتوازيين من سبيل ؟
ليل طويل
دقائق من الصمت
ولحظات إنتظار
السماء تغادرها النجوم
وعلى سرير الخريف
تتعرى الأشجار
ومع كل شهقة
ووراء كل دمعة
تتنفس أوردة عمري
وأنت تحتل الغربة في شراييني
يغفو الوجد في خاطري ... هنيهةٌ
ثم يتمطى جامحاً على إثر استفاقة
لا يسلوكِ خاطري ... و أنا زرعتكِ في دمي
نبضة تتلوها نبضة... شهقة تتبع شهقة
إن كنتِ أمسي ... لا أبالي
أو كنتِ يومي ... لن أبالي
فقط أبالي ... إن كنتِ دهرا ... إن كنتِ عمرا
أو كنتِ زهرا ... نعم أبالي
أو كنتِ وردا ... نعم أبالي
ليعود وجدي ... لحني و عزفي
و فرط نزفي ...
نعم أبالي
يا كل الوقت المبعثر على حواف العمر بدهشة السؤال
يا كل النبض الغافي بين ياقوتين تهمسان باسمك
يركض القلب نحوك حين تخضر الأيام بهطولك
و حين تقرر الرحيل و تطفىء مصباح الشمس
يغفو ذلك الطفل/ قلبي بين راحتيك لحين تعاود إشراقك
من جديد ... سأنتظر أنا و ذلك الفجر
رحيل ٌ أزلي ٌ يقتات على أوراقنا
المنثورة في فضاءات الحيرة و القلق
نعم هو الرحيل الذي طالما اجتثنا من الجذور
عابثاً بأوقات غفوتنا الصباحية ، سارقاً منّأ ما
تبقى من أوراق ٍ خبأناها في بوتقة الرجوع
" ع "
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
عادة استراق السمع ؟!
نعم أعلم
كم هي كريهة
لكنها باتت إحدى عادتي في غيابك
أرسل الروح بعيدا بجناحيّ اشتياقي
لتسترق السمع من أهل السماء
متي يتوقف نزف الرحيل الدائم ؟
متى تخضر الصحاري بهطولك ؟
تدركني ملائكة العذاب
فترميني بشهب من نار رحيلك المتجدد
فماذا أفعل ؟
عهدناه منتصب القامة ... لا يهوي أبدا
بترت أيدي كانت تحمله محبة ... و لم ينثني
و توارثته أيادي الطهر ... دهرا
اليوم أصبح اللواء ... ألوية ... مخضبة إلا من حناء العزة و الكرامة
تجدها توسطت ... ألوية الدم ... و الحقد ... و الكره
نالها من جويراتها ... نصيب مما تركن
تجدها حاضرة ... الأولى ... بكل منتدى وفي كل ندوة
و تخرج ... الأولى ... مطأطأة الرأس ... مخذولة
فمتى تصبح ... لواءاً واحداً ... كما كانت
مخضباً ... بالحناء