إجابة السؤال الأول :
أول من تطرق لوضع مصطلح بهذا الاسم هو أسامة بن منقذ في كتابه البديع في نقد الشعر وهو يعدد فنون البلاغة ويستشهد لها , وقد تأثر في ذلك بأبي هلال العسكري في ( الصناعتين ) وإن كان هذا الأخير أشار فقط إلى ذلك وفصّل في الشواهد لكنه لم يحدد ويؤطر كما صنع أسامة الذي يقول :
اعلم أن الشعر النادر هو الذي يستفز القلب، ويحمي المزاج في استحسانه، والبارد بضد ذلك. مثل قول أبي العتاهية:
مات يا قومُ، سعيدُ بنُ وهبِ ... رحم اللهُ سعيدَ بنَ وهبِ
يا أبا عثمانَ أبكيتَ عيني ... يا أبا عثمان أوجعتَ قلبي
وقال بعض العرب:
قد علمتْ سلمى وجاراتها ... ما قطر الفارسَ إلاَّ أنا
شككتُ بالرمحِ سرابيله ... والخيلُ تعدو زيما بيننا
ثم نقل عن أبي هلال وقال :
وذكر في كتاب الصناعتين أن من البارد قول بعض العرب:
ألاَّ حبذا هندٌ، وأرضٌ بها هند ... وهندٌ أتى من دونها النأي والبعد
ولعبدة بن الطبيب:
يحملنَ أترجةً نضح العبير بها ... كأنَّ تطيابها في الأنف مشموم
لأن الشم لا يكون بالعين وإنما هو بالأنف، والتطياب مصدر بارد غث.