وسأتعلم أن أحلق من قيعان صمتك
وأن أمسح غبار الضجيج عن دروب خيالي
وأزيل الزبد عن أمواج الحلم
الرجل الذي يضمد جراحاتي
لا يحدبّه صراخ الوريد
والرجل الذي يغسل أنين المسافة بعطر الصباح
ويمسح دمع الحكاية بوعد الربيع للزنابق
لم يأتِ من فكرة عقيمة
هكذا كلمني اليقين
هكذا هزت الدمعة رأسها حين من عينيه تفجرت شفقة الطيبون
الرجل الذي يعلمني كيف
أنضج رغيفاً من تنور شوقه
سيؤبده الخلود في ذاكرة الروح
والرجل الذي يلملم حبات عرقي
ليعقد حبل اللؤلؤ
سسيلفظ البحر محاراته نكاية بالبحر الأعظم
أيُّ رجلٍ أنت وكيف تأنب خطأي بزبدة الكلام
وتقشرّ افتراسي بفضة الهدوء
ويطول بال النخيل على نمردة الغمام
أواااه يا زمن
صرت أحبك
صرت أنتظرك
أيها الزمن الذي اعتصر كل عناقيد الصبر
وأرهق ثغر اللوز من مضغ الأمل
تعلم كيف تقف أمام حضرة الرجل الشاعر الذي
يقودُ قطيعاً من أفكار
وتعلم منه كيف يضرب الحرف بقصب سكره
لينبت كلأ الكلام
التوقيع
حين
دخلت محرابك....
كنت قد توضأتُ بدمعة
ولأن البحر لم يصل مدّهُ لقاعك
سأرجع له الدمعة
كتبت الحنين كله
وثمَّ المزيد
لن أتوقف عن الغناء
كل فجر لي ترتيلة عشق
يسبحها لسان دوزن الوتر على ايقاع اسمك
يرتاد الغصة
والشهقة
والشوق
واللغة
لا أحب ال إذا في الحب
ولا اللو
ولا هل
ولا كل حروف الاستثناء والمجازات والصور المحلقة
فالصباح يشبهك
ومجلس العصافير حين أعراسها أنت فيه
حين يبتسم قلبي من غير سبب أعرف أنك مررت فيه
وحين تغفو الروح قليلا
أعلم أن كفك مرت بسلام فوق صدغي
من سخرّ لك كل هذه الدروب لترتاديني كما الفجر يرتدي الضياء
من أباح لك المثول بين كفي حنيني كما الشمس تملأ الارجاء
ياستر الروح
ونقاب العشق
سأحميك مني
سأبتهل اليك قبلي
فعنك ولك
أجيد الغناء
في وقت صامت جوارحي عن كل شئ سواك
أزدهر كما الربيع
حين أجهز الورق لسياحة في فصولك
كم أبجديتي تعلو وترتقي
حين يبهرني جوري ودك
ياصباحاتي
وكل مساءاتي
ياوطني
يا وجعي وكل امنياتي
أختم الكلام هنا
لأبدأ من جديد، فلن ينتهي الكلام....
أخبرتني الأبجدية أن ميلادنا بدأ بكلمة ولن ينتهي،
فجهزي القلب لمسيرة عشق لن تتوقف .
وطني الذي أهوى
بك حقيقتي البعيدة
أشيائي الثمينة..
هروبي المؤرخ في ذاكرة الحروف
وحنيني الذي يرتديك كل فجر
أنت فرحي
حكايتي .
.مصيري
أنت سمرة الرغيف الذي أشتهي
ومنبت كلأ أفكاري
أنت دمعتي الأغلى
وسفينة الشوق الراحلة
في رواية بحر..
أسألُ أفواه حواسي لمَ تتلفظ حروفك همساً ؟
ثم أسأل الصمت لمَ يئن وأنت ساكنه؟
والجبل الذي وضعتك على شاهقه تاجاً
والتراب الذي يغريني كما عينيك كما البداية كما النهاية
وهذه الهوامش الصابرة التي تبتسم كلما اندلع الشفق من قلبي
أسأل كل الوجود الذي لا يعنيني إن لم تكن بين النبض والوريد تسكن ..
ألا يحق لي أن أقبّلَ ضميري
وأمنح النجوى حرية في هذا الزمن الأبكم
لتنطلق خيول الشوق المسجونة
ألا يحق أن أرضي الروح قبل الوداع بتلويحة أمل
ثم نظرة
ثم وعد ..
ثم لقاء في ضحى النخيل ..
ألست أنتَ وطني ..
الذي بحتُ ..الذي بكيتُ ..الذي حلمتُ
أجل أنت هو
ومن لي مزنٌ غير عينيك لتمطر
ومن لي غير حنجرة صباحك لتهدل ..
ومن لي ببحر يلفظ مثل هذا الجمان
"هذه امرأة لم تخلق عبثاً هكذا نبأني النور عنها"
لك الروح أيها الوطن ....
التوقيع
حين
دخلت محرابك....
كنت قد توضأتُ بدمعة
ولأن البحر لم يصل مدّهُ لقاعك
سأرجع له الدمعة