إن امتنا تقرأ القرآن . وتستمع الى تلاوته . ولكن كحروف بلا معان . وكلمات بلا مفهوم . ومن هنا فإنها لا تعمل بالقرآن . كما هو مطلوب . لأنها لم تفهم القرآن . والفهم هو المقدمة الطبيعية للعمل بالشيء.
تحية طيبة بعد ...بعد أن كتبت في محرك البحث الجوجل عبارة أمتنا لاتقرأ ...وجدت أن العديد من العرب وعلى مستويات شتى تطرقت إلى ماجاء في تساؤلاتك وماطرحتيه لنا سيدتي الفاضلة سلوى حماد
ونسخت العبارة في أعلاه إليكم كونها تختصر المزيد المزيد ولأن القرآن هو دستورنا الإلهي السليم ...ولكننا قرأنها بما يوائم أفكارنا فوصلنا إلى أن العربي يقتل العربي والمسلم يقتل المسلم وكل واحد منهم القاتل والمقتول يردد الله أكبر ..وخلف كل واحد منهم دولة تكتب وتردد ذات الآيات ,,,( وإن ينصركم الله فلاغالب لكم ) ...وهذا لمسناه وعايشناه في حروبنا بعضنا مع البعض الآخر ومازلنا نتقاتل ونردد الله أكبر وفي أعلى أصواتنا ....
هذا مدخل للمـأساة ...مدخل للوجع ....
..يتبع
الأديب الفاضل حسن العلي..أهلاً وسهلاً بك
قراءة بلا تمعن هي بلا شك قراءة ناقصة الأركان...القراءة الحقيقية هي التى يدقق فيها القارئ في الكلمات ويستوعب الجمل...وأؤيد ما جاء في الجملة التى بدأت بها مداخلتك ...نعم كثيرون يقرأون القرآن دون أن يفهموا الأيات ويتصرفون عكس ما جاء فيها ...
ولكننا قرأنها بما يوائم أفكارنا فوصلنا إلى أن العربي يقتل العربي والمسلم يقتل المسلم وكل واحد منهم القاتل والمقتول يردد الله أكبر
للأسف أن القرآن قد تم تسيس آياته حسب المزاج وأصبح كثيرون يحللون ما حرم الله ويحرمون ما حلله لتبرير تصرفاتهم...
يا ترى هل السبب في كم الهزائم التى توالت علينا كعرب فخلقت عندنا حالة من الهموم المزمنة؟
نعم حصلت إنكسارات في النفوس ولكن على مستوى كبير وليس مطلقاً لكنه خلق الجفاء وكان الذي يقرأ لم يعد واقعياً ( بطران بالعراقي ) ..
سيدتي العرب يعيشون في تموج في حياتهم فتارة في القمة وتارة في الأسفل ولكن القمة ليست مطلقة وإنما نسبية لايعتمدها كقمة إلاَ المترفون ...لكن التموج حاصل ...
ولعل الهموم المزمنة ترجع إلى عدم وجود اوتبني إقتصاداً متينا ينهض بالامة لما تستحق ومازالت لحد الآن لاتوجد برامج إقتصادية مهمة ...نملك كل الخيرات ولكن دون توظيف تام وعادل ومستمر ..هذا عامل هام يؤثر في مظاهره على منازل القراءة والتعليم ويسبب التخلف ...نحن أمة مازلنا نعاني من الأمية ...نحن أمة المستعمرون فرضوا سيطرتهم على كل مفاصل حياتنا ...الدولة العثمانية والفارسية والبرتغالية والإسبانية والمغول والتتار والبربر وحتى الحديث من الإستعمار الأوربي حتى فرضوا لغاتهم على واقعاتنا ...ومازلنا ...نعم السئ مازال مستمراً والجيد متقطع ....تموج كبير ,,,مؤلم ....يتبع
عدت مرة أخرى أخي حسن للتعليق على هذه المداخلة...
نعم حصلت إنكسارات في النفوس ولكن على مستوى كبير وليس مطلقاً لكنه خلق الجفاء وكان الذي يقرأ لم يعد واقعياً
بلا شك الهزائم المتتالية جراء الاستعمار الذي تتالى على بلداننا العربية قد أثر تأثيراً كبيراً على نفسية الناس وغير من مفاهيمهم...وبدأنا نشك في كتب التاريخ ونشك في حقيقة وما جاء فيها من انتصارات..نحن أمة مبتلاة بالاستعمار الذي يحاول دائماً طمس الحضارة الثقافية للبلدان التى يغزوها ولا ننسى في هذا السياق ما فعله التتار الحاقدون عندما ألقوا كتب العلم في نهر دجلة ببغداد سنة 656 .
نملك كل الخيرات ولكن دون توظيف تام وعادل ومستمر ..هذا عامل هام يؤثر في مظاهره على منازل القراءة والتعليم ويسبب التخلف
طبعاً الظلم في توزيع الخيرات أدى الى خلق طبقية متفاوتة نتج عنها طبقة فقيرة وهي الأكثر تعداداً بالكاد تستطيع توفير لقمة العيش وهذه هي نفس الطبقة التى تستشري بها الأمية..
الأنظمة العربية كانت ومازالت تفرض كتباً تلائم طبيعة نظامها وتمنع الآخر....ومررنا كشعوب عربية في واقعاتنا لمضايقات أمنية وماتزال لحد الآن ...نحن أمة أنظمتها الحاكمة تخاف القارئ وتخاف الكتاب ومازالت ...
سيدتي الفاضلة ..
التاريخ العربي والإسلامي تشوه كثيراً وبات كل نظام يكتب التاريخ على هواه ....العربي بات في دوامة ومنذ طفولته ,,ومازال....الطفولة صارت ضحية التغير في الأنظمة وخلقت في النفوس ومنذ الطفولة الخوف والرعب ...
الكتب الدينية لدينا باتت متباينة ...الكتب التاريخية متباينة ....لانتفق على من صنع أول عملة فالكل الغالب يبتعد عن الحقيقة والقليل يقول الصدق ولكن السلطة والمال دوماً مع الجهات الحاكمة الخاطئة والتي صنعت بيئات ومنذ القديم بتنا اليوم نعاني ويلاتها بقوة ...
سيدتي جندت دولنا من يشوه التاريخ من خلال تشويه وتحريف كتبنا المهمة ..
-- لوتمعن القارئ العربي على كتاب مشهور ما ...وعندما يعاد طباعته يرى تغيراً في بعض توجهات الكتاب ...السبب تغير نظام الحكم !!!!
-- عندما مات بولص سلامة وجدوا في بيته أوراقاً هامة لم ينشرها في وقتها خوفاً من بطش النظام ..تم طباعتها فسميت كتابات ممنوعة )
-- في العديد من الكتب المهمة للمؤرخ حسنين هيكل ..نرى في صفحاته فراغات وبعد فترة ما يتم وضع سطوراً محلها ولكن عند تغير النظام ..يتبع
أكمل تعقيبي على ما جاء في مداخلاتك الرائعة أخي علي...
نحن أمة أنظمتها الحاكمة تخاف القارئ وتخاف الكتاب ومازالت ...
نعم أخي علي لهذا حرصت معظم الأنظمة الديكتاتورية على تجهيل مواطنيها وتحويل الكتب الى سلعة ترفية لمن يرغب في تكميل صورته الجمالية...لإن المواطن لو قرأ وتمعن سيفهم وسيناقش وسيعترض وهذا كله غير مرغوب فيه...
الكتب الدينية لدينا باتت متباينة ...الكتب التاريخية متباينة
نعم هذا التباين خلق لدى القارئ نوعاً من عدم الثقة واضطراب التفكير ومن ثم العزوف عن القراءة ...
سيدتي جندت دولنا من يشوه التاريخ من خلال تشويه وتحريف كتبنا المهمة ..
كان تشويه التاريخ سلاحاُ مهماً لدى المستعمرين ومن ثم الأنظمة الديكتاتورية وذلك لزلزلة المعتقدات لدى الناس وخلق أجيال تائهة تقرأ التاريخ بعدة صورة...أنا شخصياً بت أشك في كل ما قرأت أيام الزمن الجميل بعد أن تكشفت حقائق لا أدري مدى مصداقيتها لكنها على الأقل استطاعت ان تلوث تفكيري ببعض الشك...
الأخت الفاضلة سلوى
مساء الخيرات...
سعيد بردك الرائع..واخجلني ثنائك وهذا من كرم اخلاقك الراقية
الحقيقة غفلنا ان نفصل بين مرحلتين...المرحلة التأريخية الأولى وهي
عصر الرسالة..
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
وهو عصر امة تقرأ وكرمها الله ..وما تلا عصر الرسالة من عصر الخلافة الى الدولة الاموية
والعباسية...فقد كانت مرحلة نشوء حضارة..وابداع علمي ولغوي
والفترة الأخرى منذ بداية الأضمحلال للدولة العباسية ومجيء الفترة الظلامية ..فتمزقت الامة
واستسهل الغزاة لغزوها..وهذا موضوع اخر..
فشاعت الامية والجهل ...والانقسامات...
واستمرت هذه الفترة لحد الان..واي مشروع ينهض بها يؤد..فما نحن فيه ليس بمعزل عما يحاك
لهذه الامة...
سأضرب لك مثال....وهو مثال لا زلنا نعيشه...
بعد عام 91 فرض على العراق حصار خانق فأنهار التعليم..وتسرب اكثرية الطلبة من المدارس
الا القليل الذي صمد..ومن له خزين يعينه...المهم لا اريد ادخل بتفاصيل هذه المرحلة ولكني اردت
الدخول فيها ..للتعليم والقراءة والثقافة...
عام 94..قصفت بغداد..وسرت اشاعة ان امريكا ستغزو العراق...
كنت في حوار ...قلت لهم بالحرف الواحد...
لا لن يكون غزو للعراق الأن...بل الغزو سيكون عام2005 قبله بقليل او بعده بقليل
والسبب التالي....
عمر متوسط العراقي والعربي هو من 60 الى 70...
ومن يملك زمام الارض هم من عمر 20 الى 30....
فلذا..من كان اليوم يحمل شهادة علمية عمره ما بين 40 و 50
وهو من يتقلد قيادة المؤسسات العلمية...
بعد 15 عشر عاما سيتقاعد او لن يكون مأثراً
والجيل الحالي الذي تتسرب من المدارس نتيجة الحصار ليعيل ويعين عائلته
سيكون عمره بعد 15 عشر عاما عمره في 20 و 30..وسيكون جيلاً امياً جاهلاً
يسهل انقياده وتنفيذ ما يراد لنا...
وهذا ما حدث بالضبط...جيل امي وان تعلم فيما بعد..
الامية اخت سلوى ليست في الاختصاص..الامية في الثقافة العامة وادراك ما هو المطلوب
وما هو المتغير..
دكتور في العظام..جاهل في لغته..وما يدور حوله..
استاذ في الرياضيات..جاهل في لغته ..وما يدور حوله
هذه النخب احادية النظرة هي من تدير التعليم ومنها النخب القيادية في المجتمع
وكل مؤسسات الدولة..
نخب تربت على الفئوية ..واحادية النظرة..جاهلة في باطنها ملمعة في ظاهرها
ماذا..تنتج...
قطعاً ينتج جيل امي وان قرأ...خريج بكلوريوس لا يحسن الكتابة في لغته.؟.
نعم العوامل الذاتية مؤثرة..ولكن العوامل الخارجية اكثر فاعلية..لانها تتحكم في النخب القيادية
اما الفسلجة فهو علم الفسيولوجي (( فيزياء وكيمياء الكائنات الحية )) ولا يقتصر أن نعرف ماهي وظيفة هذا العضو أو ذاك ، فأن هذا الوصف غير كافي ولكن الأهم أن نفسر كيف يؤدي ذلك العضو تلك الوظيفة ونحاول اكتشاف آلية هذه الوظيفة فضلاً عن دراسة العلاقة بين أنشطة أعضاء الكائن الحي والعوامل التي تؤثر على هذه الأنشطة اذ يعتمد علم الفسيولوجي على الفيزيائية والكيميائية والحيوية بالجسم.
إن الفسيولوجيا ترتبط مع العلوم المورفولوجية مثل علم التشريح، علم الخلية، علم الأنسجة وارتباطه أيضاً مع الكثير من علوم الطب فضلاً عن ارتباطه بعلم النفس ليشكل ما يسمى بعلم النفس الفسيولوجي، إن ما يهمنا بالموضوع هو ارتباط علم الفسيولوجي بعلم التدريب الرياضي.
وما قصدته يندرج في هذا الاطار..من تكوين بيئي للأنسان
اما خالي ..هو حي يرزق ولكن الكبر ادركه..وطموحه اوصله ان يكون برفسور في علم النفس
الصناعي وهو سادس عالم بهذا الاختصاص..واوصلت له تحياتك..مع امتناني وشكري اليك
اعلم انني ربما ذهبت بعيداً عن تفاصيل الموضوع..ولكن كما قلت اخت سلوى نحتاج الى رؤيا مترابطة
لا مجزأة لكل موضوع..فلا يمكن ان نغفل التعليم والقراءة عن مجمل الأوضاع والضروف الموضوعية
على العموم هو اجتهاد فكري قد يخطأ وقد يصيب..ولكل من الاخوة اللذين مروا لهم وجهة نظر..ووجهة نظرهم محترمة..كما اشكرك جزيل شكري لهذا الموضوع الراقي الذي ينم عن ثقافة واعية ومدركة ورحابة
صدر رائعة ..وقدرة جميلة في التقاط نقاط المحاورة لتبني عليها ردودك
تقبلي فائق تقديري واحترامي
أم السبب في تنشئتنا اذ اننا لم نتعود منذ الصغر على القراءة؟
نعم الجهل والتخلف والأمية والإقتصاد الضعيف ..سبب ماجاء في تساؤلك سيدتي ..فمازلنا نعاني من ازمة السكن والتوظيف وانظمة حقوق العمالة وغيرها عديد ومانزال
أم السبب في المدرسة التى لم تساهم بفاعلية في تحفيز روح القراءة عند الطلبة؟
المدرسة كانت تخضع لنظام الدولة وأحزابها وتوجهاتها ولكن هذا لايمنع من وجود تحفيز من المعلم والمدرس لتلاميذه ...لعلها بيئة صالحة للقراءة
أم السبب هو أن غالبية الناس في وطننا العربي من الطبقة الفقيرة التى بالكاد تستطيع توفير الخبز؟
أعطني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفا....الشعوب العربية باعت كتبها من أجل شراء الخبز
مودتي وتقديري
تسلمين
تحياتي أخي حسن ...
أكمل الرد على مداخلاتك القيمة...
الجهل والتخلف والأمية والإقتصاد الضعيف ...معك مائة بالمائة أن هذه أسباب كافية لإختفاء ظاهرة القراءة لدى الشعب العربي..
هذا لايمنع من وجود تحفيز من المعلم والمدرس لتلاميذه
هنا نستطيع أن نقول ان الجهود الذاتية للمعلمين كان من الممكن ان تساعد الطلبة على القراءة لكن كيف نطلب من المعلمين برواتبهم المتدنية وهمومهم المتراكمة جراء ذلك أن يقوموا بأي جهد ذاتي؟؟؟
الشعوب العربية باعت كتبها من أجل شراء الخبز
رغم أن الشعوب العربية شعوب أنعم الله عليها بمصادر طبيعية كثيرة جعلتها من أغنى شعوب الأرض الا أنها مبتلاة بأنظمة ديكتاتورة تفننت في هدر ثرواتها مما خلق حالة من الطبقية المقيتة التى أفرزت طبقات معدمة تحت خط الصفر وطبقات فقيرة بالكاد توفر لقمة العيش وهؤلاء يمثلون أغلبية معظمهم غير قادرين على إيفاد ابنائهم للمدرسة وبالتالي فهم لا يعرفون القراءة...
غلاء الكتب ودخولها في عالم التجارة ...وتغليب الكتب المعدة أن تكون أكثر جاذبية من خلال عناوينها المتخصصة في الطبخ واللطائف والجنس والزواج والحظ والأبراج وتفسير الأحلام وتعلم اللغات وماشابه ناهيك عن القصص البوليسية وفضائح الناس والسباقات الرياضية وحياة الفنانين باتت هي الأقرب للناس لرخصها وجمالية عناوينها وتصاميمها وكثرتها ...المطلوب أن نختار الكتاب للطفل والمراهق كما نختار له الطعام الجيد...ولعل هذا أخطر...فتشويه العقل والروح أخطر من تلوث المعدة ...ولارقابة على هذه الكتب بطرق علمية مدروسة ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن العلي
-- نوعية الطباعة فهناك الطباعة التي تجعل من الكتاب مرناً طيعاً لليدين وليس قاسياً له تأثير كبير على رغبات القارئ...
-- قلة الدخول للمكتبات العامة وندرة هذه المكاتب وظلت الكتب فيها هي ذاتها القديمة والتي يبحث عنها المتلقي لغرض الدراسة وإعداد البحوث أي تقتصر على الدراسات والأكاديمية الحضور ..حتى باتت رائحة الكتب وماأجملها من رائحة تفوح منها وتحتاج إلى تجديد في الكتب ونشر الأضوية فيها وتغيير الأثاث لما هو أجمل ووضع مايبهج النفس فيها لمزيدمن التقبل ...
-- الإكثار من المعارض الأدبية والثقافية والفنية والعلمية والهندسية والطبية وعلى الدوام مع لزوم عمل تخفيضات ملموسة في البيع والتناول ؟؟
نحن نقرأ عندما يتم فرض القراءة علينا سواء في الدراسة والتعليم ..ولايوجد نهضة توعية ثقافية نابعة من الذات ...التثقيف الذاتي جداً ضعيف
..سرعة التقنيات والإتصالات والإنترنيت له سطوة كبيرة مضافة لها تأثير سلبي على القراءة المعتاد عليها
موضوع رائع سيدتي ..أحييك
تسلمين
تحياتي مرة أخرى أخي حسن
في هذه المداخلة تفضلت مشكوراً بوضع حلول لمشكلة تدني مستوى القراءة..
المطلوب أن نختار الكتاب للطفل والمراهق كما نختار له الطعام الجيد
ولارقابة على هذه الكتب بطرق علمية مدروسة
إذا اتفقنا على ان الكتاب والثقافة غذاء للروح فعلينا فعلاً أن نختارها كما نختار الغذاء الجيد..تنشئة الطفل في مرحلة الطفولة وحتى فترة المراهقة مهمة جداً لإنها مرحلة بناء هذا الطفل ...المكتبات تغص بالكتب التى لا تغني ولا تسمن من جوع ..وكما قلت أخي علي لا توجد رقابة حقيقية واصبح من لديه مال يذهب وينشر ما يحلو له مهما بلغت تفاهة المضمون...مهمة الأهل في البيت والمعلمين في المدرسة مساعدة الطفل والمراهق على الاختيار الصحيح..
قلة الدخول للمكتبات العامة وندرة هذه المكاتب
ملاحظاتك في محلها فالمكتبات في الوطن العربي معظمها كالكهوف الأثرية وليس هناك اي اهتمام أو عوامل جاذبة ...في الغرب تنتشر المكتبات العامة في كل مكان..لكن فيها كل وسائل الترفيه من مواد سمعية مصاحبة للكتاب ، مشرفين مؤهلين يسهلون مهمة الناس في ايجاد كتبهم بسهولة ويسر ، قاعات واسعة مؤثثة بطريقة عصرية أنيقة، كافيتريات لخدمة رواد المكتبة، محاضرات لبعض المؤلفين...لذلك المكتبة عند الغرب ليس فقط من أجل الكتاب بل أصبحت مكاناً يجدون فيه الراحة ويقضون فيه أجمل الأوقات..
الإكثار من المعارض الأدبية والثقافية والفنية والعلمية والهندسية والطبية وعلى الدوام مع لزوم عمل تخفيضات ملموسة في البيع والتناول ؟؟
هذا أيضاً مهم جداً وتفتقر اليه الدول العربية اذ ان الاهتمام بالمهرجانات الفنية والرياضية أصبح أكثر أهمية...على الدول ان تسهم في حث المواطنين على القراءة عن طريق دعم الكتب من خزينة الدولة كم تدعم بعض السلع التموينية لتطرح بأسعار تتناسب مع الجميع حتى نطبق مقولة ان الكتابة والثقافة غذاء الروح...
التثقيف الذاتي جداً ضعيف
تعود الفرد العربي على أن يطبق ما يٌطلب منه ..هذا طبعاً من أسلوب التربية واسلوب التعليم الذي يملي مناهج معينة ولا يسمح بتطوير الذات.. لذلك نكبر ولا نأخذ زمام المبادرة.
سرعة التقنيات والإتصالات والإنترنيت له سطوة كبيرة مضافة لها تأثير سلبي على القراءة المعتاد عليها
بالتأكيد التقنيات الحديثة، الفضائيات ، الإنترنت ساهموا في عزوف معظم الناس عن القراءة وهذا أفرز طبقة من أشباه المثقفين الذين يقتطفون من النت رؤس أقلام ويعتبرون أنفسهم مثقفين...
الأديب الراقي حسن العلي استمتعت كثيراً بردودك المستفيضة الغنية بالأفكار الخلاقة ...
أشكرك على هذا الحضور المتألق ولك دعوة لتكون بالصفوف الأولى من كل المواضيع الحواريةالقادمة..
الأخت الفاضلة سلوى
مساء الخيرات...
سعيد بردك الرائع..واخجلني ثنائك وهذا من كرم اخلاقك الراقية
الحقيقة غفلنا ان نفصل بين مرحلتين...المرحلة التأريخية الأولى وهي
عصر الرسالة..
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
وهو عصر امة تقرأ وكرمها الله ..وما تلا عصر الرسالة من عصر الخلافة الى الدولة الاموية
والعباسية...فقد كانت مرحلة نشوء حضارة..وابداع علمي ولغوي
والفترة الأخرى منذ بداية الأضمحلال للدولة العباسية ومجيء الفترة الظلامية ..فتمزقت الامة
واستسهل الغزاة لغزوها..وهذا موضوع اخر..
فشاعت الامية والجهل ...والانقسامات...
واستمرت هذه الفترة لحد الان..واي مشروع ينهض بها يؤد..فما نحن فيه ليس بمعزل عما يحاك
لهذه الامة...
سأضرب لك مثال....وهو مثال لا زلنا نعيشه...
بعد عام 91 فرض على العراق حصار خانق فأنهار التعليم..وتسرب اكثرية الطلبة من المدارس
الا القليل الذي صمد..ومن له خزين يعينه...المهم لا اريد ادخل بتفاصيل هذه المرحلة ولكني اردت
الدخول فيها ..للتعليم والقراءة والثقافة...
عام 94..قصفت بغداد..وسرت اشاعة ان امريكا ستغزو العراق...
كنت في حوار ...قلت لهم بالحرف الواحد...
لا لن يكون غزو للعراق الأن...بل الغزو سيكون عام2005 قبله بقليل او بعده بقليل
والسبب التالي....
عمر متوسط العراقي والعربي هو من 60 الى 70...
ومن يملك زمام الارض هم من عمر 20 الى 30....
فلذا..من كان اليوم يحمل شهادة علمية عمره ما بين 40 و 50
وهو من يتقلد قيادة المؤسسات العلمية...
بعد 15 عشر عاما سيتقاعد او لن يكون مأثراً
والجيل الحالي الذي تتسرب من المدارس نتيجة الحصار ليعيل ويعين عائلته
سيكون عمره بعد 15 عشر عاما عمره في 20 و 30..وسيكون جيلاً امياً جاهلاً
يسهل انقياده وتنفيذ ما يراد لنا...
وهذا ما حدث بالضبط...جيل امي وان تعلم فيما بعد..
الامية اخت سلوى ليست في الاختصاص..الامية في الثقافة العامة وادراك ما هو المطلوب
وما هو المتغير..
دكتور في العظام..جاهل في لغته..وما يدور حوله..
استاذ في الرياضيات..جاهل في لغته ..وما يدور حوله
هذه النخب احادية النظرة هي من تدير التعليم ومنها النخب القيادية في المجتمع
وكل مؤسسات الدولة..
نخب تربت على الفئوية ..واحادية النظرة..جاهلة في باطنها ملمعة في ظاهرها
ماذا..تنتج...
قطعاً ينتج جيل امي وان قرأ...خريج بكلوريوس لا يحسن الكتابة في لغته.؟.
نعم العوامل الذاتية مؤثرة..ولكن العوامل الخارجية اكثر فاعلية..لانها تتحكم في النخب القيادية
اما الفسلجة فهو علم الفسيولوجي (( فيزياء وكيمياء الكائنات الحية )) ولا يقتصر أن نعرف ماهي وظيفة هذا العضو أو ذاك ، فأن هذا الوصف غير كافي ولكن الأهم أن نفسر كيف يؤدي ذلك العضو تلك الوظيفة ونحاول اكتشاف آلية هذه الوظيفة فضلاً عن دراسة العلاقة بين أنشطة أعضاء الكائن الحي والعوامل التي تؤثر على هذه الأنشطة اذ يعتمد علم الفسيولوجي على الفيزيائية والكيميائية والحيوية بالجسم.
إن الفسيولوجيا ترتبط مع العلوم المورفولوجية مثل علم التشريح، علم الخلية، علم الأنسجة وارتباطه أيضاً مع الكثير من علوم الطب فضلاً عن ارتباطه بعلم النفس ليشكل ما يسمى بعلم النفس الفسيولوجي، إن ما يهمنا بالموضوع هو ارتباط علم الفسيولوجي بعلم التدريب الرياضي.
وما قصدته يندرج في هذا الاطار..من تكوين بيئي للأنسان
اما خالي ..هو حي يرزق ولكن الكبر ادركه..وطموحه اوصله ان يكون برفسور في علم النفس
الصناعي وهو سادس عالم بهذا الاختصاص..واوصلت له تحياتك..مع امتناني وشكري اليك
اعلم انني ربما ذهبت بعيداً عن تفاصيل الموضوع..ولكن كما قلت اخت سلوى نحتاج الى رؤيا مترابطة
لا مجزأة لكل موضوع..فلا يمكن ان نغفل التعليم والقراءة عن مجمل الأوضاع والضروف الموضوعية
على العموم هو اجتهاد فكري قد يخطأ وقد يصيب..ولكل من الاخوة اللذين مروا لهم وجهة نظر..ووجهة نظرهم محترمة..كما اشكرك جزيل شكري لهذا الموضوع الراقي الذي ينم عن ثقافة واعية ومدركة ورحابة
صدر رائعة ..وقدرة جميلة في التقاط نقاط المحاورة لتبني عليها ردودك
تقبلي فائق تقديري واحترامي
الأديب الراقي أ. قصي المحمود
أشكرك على هذه المداخلة العميقة وكالمعتاد سأقتطف بعض ما جاء فيها للرد...
أعجبتني فكرة تقسيم التاريخ الى مرحلتين...
المرحلة التأريخية الأولى وهي عصر الرسالة..
والفترة الأخرى منذ بداية الأضمحلال للدولة العباسية ومجيء الفترة الظلامية .
عصر الرسالة وهي المرحلة التأريخية الأولى التى تميزت بالحث على القراءة من خلال ما جاء في كتابه العزيز: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)
أنذاك كان من يدخل الإسلام حريصاً كل الحرص على الأخذ بتعاليم القرآن والسنة وتطبيقها تطبيقاً صحيحاً ...كان النبي عليه الصلاة والسلام ومن بعده الخلفاء الراشدين يحفزون على القراءة ويؤيدون حفظة القرآن وكتبة السنة ويدعمونهم..
أما المرحلة الثانية والتى بدأت تنهار فيها الدولة الإسلامية بفعل الغزاة بلا شك كانت من أسوأ المراحل لإن كان التركيز على الصراعات بين الدولة الإسلامية والغزاة الذين تتالوا عليها..وقل التركيز على تطوير الإنسان والاهتمام بحاجاته...
الامية اخت سلوى ليست في الاختصاص..الامية في الثقافة العامة وادراك ما هو المطلوب
وما هو المتغير..
بلا شك كرست حركات الاستعمار التى توالت على الأمة العربية لتجهيل المواطنين ليقينها بأنه لايمكن السيطرة على بقعة جغرافية مالم تٌجهل مواطنيها..وكنت موفقاً جداً في المثال الرائع الذي ضربته عن توقعاتك بخصوص الغزو على العراق...وما رأيناه من نتائج تدعم فكرتك وتؤيد وجهة نظرك...
اجيال جاهلة يسهل السيطرة عليها وتجنيدها لتنفيذ اجندات معينة...للأسف اثرت حركات الاستعمار على الثقافة العامة للشعوب
الفسلجة فهو علم الفسيولوجي (( فيزياء وكيمياء الكائنات الحية ))
أشكرك على توضيح مصطلح فسلجة ...لم يخطر ببالي ان هذا القصد...على فكرة تخصصي هو بيولوجي ودرست علم الفسيولوجي بالتفصيل...
اما خالي ..هو حي يرزق ولكن الكبر ادركه..وطموحه اوصله ان يكون برفسور في علم النفس
الصناعي وهو سادس عالم بهذا الاختصاص.
مشاء الله..بالتأكيد معلم فاضل بهذه المواصفات لن تتوقف طموحاته عند سقف معين...وان يكون عالماً في تخصص نادر فهذا ليس بغريب فقد لفتت نظري طريقته في دفعك الى القراءة وتحفيزك عليها.. دعواتي القلبية الصادقة لخالك بموفور الصحة والعافية...وسلام كبير له..
نحتاج الى رؤيا مترابطة لا مجزأة لكل موضوع..فلا يمكن ان نغفل التعليم والقراءة عن مجمل الأوضاع والضروف الموضوعية
لا يمكن أن تٌحل الأمور جزئياً لإن الحلول ستكون غير مكتملة وستبقى هناك ثغرات...مالم ننظر الى المشكلة نظرة شمولية لن نستطيع تقديم حل شامل وناجع...حتى نقرأ يجب ان نتعلم القراءة والكتابة وحتى نتعلم القراءة والكتابة علينا ان ندخل المدارس وحتى ندخل المدارس علينا ان نكون قادرين على العيش في ظروف جيدة تتيح لنا فرصة التعليم...كلها أمور مترابطة ببعضها البعض ...هي سلسلة مترابطة لو انقطعت احدى حلقاتها لن نصل الى اي نقطة...
أشكرك على رأيك في طريقة إدارتي للحوار والذي أقدره واثمنه غالياً...بدون أرائكم النيرة القيمة لا يكون للموضوع قيمة ...
يسعدني حضورك المثمر في كل المواضيع التى اكتبها ولذلك أوجه لك دعوة لتكون بالصفوف الأولى في كل المواضيع القادمة...
بوركت على جهودك في الارتقاء بهذا النوع من المواضيع بفكرك وثقافتك...
جزيل شكري اليك اخت سلوى..
لكل ما قلتيه في مداخلتك...
واكرر ليس لامن باب الثناء..بل من باب الأعتراف
لكِ قدرة جميلة في اقتناص مفردات المحاورة
وليس عيباً أن نثني على قدرة الأخرين...فهو استحقاق
اخلاقي..وأدبي...وليسميه الأخرون ما يسميه...
اكرر جزيل شكري اليك..
(هناك في نفس القسم...مقال لي بعنوان ..بصراحة هيكل)
هو قريب شيئاً ما...بخيط رفيع...مما كتبتيه...اتمنى ان ارى رأيك؟؟
مع تحياتي واحترامي وتقديري
هناك أشياء حدثت في تاريخنا حقيقة أتقيأ قيحاً عندما يتم إعتبارها مراحل متقدمة ...أحتفظ فيها لوقت آخر ...في وقت يكون رفع الغبار عن الكنوز أمراً أكثر نقاء
ليس المهم أن نقرأ ...المهم أن نفقه مانقرأ ...ليس المهم أن نقرأ ونفقه ..المهم أن نقرأ ونفقه ونطبق ...
جزيل شكري اليك اخت سلوى..
لكل ما قلتيه في مداخلتك...
واكرر ليس لامن باب الثناء..بل من باب الأعتراف
لكِ قدرة جميلة في اقتناص مفردات المحاورة
وليس عيباً أن نثني على قدرة الأخرين...فهو استحقاق
اخلاقي..وأدبي...وليسميه الأخرون ما يسميه...
اكرر جزيل شكري اليك..
(هناك في نفس القسم...مقال لي بعنوان ..بصراحة هيكل)
هو قريب شيئاً ما...بخيط رفيع...مما كتبتيه...اتمنى ان ارى رأيك؟؟
مع تحياتي واحترامي وتقديري
أخي الفاضل قصي،
أنا من يقدم جزيل الشكر على هذا الحضور الفكري الراقي الذي أضفى الكثير على هذا الموضوع...
من يقرأ ويعلق حتى لو بسطر يستحق مني وقفة وقراءة عميقة قبل أن أضع ردي..فما بالك بردودك القيمة التى تفتح محاور عديدة للنقاش...أنظر لكل الردود باحترام وأحرص على قراءتها حرفاً حرف لإن الوقت والجهد المبذول في قراءة الموضوع والرد عليه له قيمته ويستحق أن يٌبنى الرد على ما جاء فيه...
قرأت موضوعك " بصراحة هيكل" وسأعود للتعليق عليه بما يليق..
تشرفت بحضورك الراقي في هذا الموضوع والى لقاء في مواضيع حوارية قادمة بإذن الله...