الشاعر المميز الأستاذ المهندس خالد الشوملي
من الشعراء الفلسطينيين الذين يكتبون القصيدة العمودية بأسلوب حداثوي إبداعي
وحينما تغوص في قصائده تشعر أنك تقرأ قصيدة بناؤها من عصر المتنبي ، وموضوعها وصورها الشعرية من القرن الحادي والعشرين، وهذا هو الإبداع والتميز والتفرد في الشعر
خالد الشوملي بصمة مضيئة في الشعر العربي المعاصر
............
بيت ساحور :
لعل شاعرنا الراقي لم يتحدث كثيراً عن مسقط رأسه بلدة بيت ساحور المناضلة والتي كانت وما زالت وستظل شوكة في حلوق المحتلين وقد جرعتهم بيت ساحور الكثير من الهزائم على مر تاريخ الإحتلال الصهيوني .
بيت ساحور الصمود والشهادة والشهداء
بيت ساحور التي دائماً دأبها كدأب كل تراب فلسطين - إختلطت فيها دماء الشهداء مسلمين ومسيحيين على السواء
بيت ساحور الأصالة الفلسطينية المميزة
وكما تفضل الأستاذ خالد الشوملي حين ذكر فقوسها المشهور بلذته ،فحينما تسير في شوارع وسهول بيت ساحور فإنك تستدل من بعيد على (مقاثي) الفقوس الساحوري من رائحته الزكية .
...............
حقل الرعاة
وما أدراك ما حقل الرعاة؟
كان الرعاة يسهرون على حراسة قطعانهم في هذا الحقل لذلك سمي (حقل الرعاة)
ورد في الإنجيل أن الرعاة سمعوا الملائكة ليلة ميلاد سيدنا المسيح عليه سلام الله وهي تسبح الله قائلة :
المجد لله في الأعالي
وعلى الأرض السلام
وفي الناس المسرة
...........................
القصيدة
لن أضيف كثيراً على ما تفضل بتقديمه شاعرنا الراقي خالد الشوملي والإخوة المشاركين بمداخلاتهم سوى أن غربة الشاعر عن وطنه فلسطين مدة طويلة في ألمانيا وحنينه الجارف إلى وطنه ومسقط رأسه ،كان الدافع الأساس لهذا الإبداع الشعري المميز :
فالبناء الدرامي للقصيدة جاء بشكل فني هندسي تسلسل حتى وصل إلى قمة العقدة الدرامية ، ثم بدأ كالمنحنى الطبيعي يهبط إلى أن قفلها بقفلة فنية جميلة حين قال :
إنِّي أرى ضَوْءاً يَشُقُّ سَبيلَهُ
أَمَلاً سَيَنْبُتُ مِنْ رُكام ِ حُطام ِ
اِمْسَحْ دُموعَ الْقُدْسِ في عَلْيائِها
بِشَذا النّدى بَلْسِمْ ثَراها الدّامي
وَأضِئْ بِسِحْرِكَ فوقَ هام ِ بلادِنا
قَبّلْ أيا بَدْرُ الْجَبينَ السّامي
والصورة الشعرية كانت ذات ألوان صارخة تدل على أن الدفق الشعوري لشاعرنا أثناء الكتابة قد وصل قمته ،والأمثلة على ذلك كثيرة ، ومنها:
إنْ كانَ حُبُّكِ يا بِلادي تُهْمَةً
فاللهُ زادَ عَلَيَّ في آثامي
أشْهَرْتُ حُبَّكِ وَانْطَلَقْتُ عَواصِفاً
الغِمْدُ قَلْبي وَالْغَرامُ حُسامي
إنِّي رَأيْتُكِ وَالظَّلامُ مُخَيِّمٌ
في كُلِّ سِجْنٍ زادَ فِيكِ هُيامي
والموسيقا والإيقاع ، كان الشاعر متميزاً فيهما حيث لم يستخدم الزحافات واعتمد بحراً عروضياً غنائياً جعل القصيدة غنائية من الطراز الراقي ،فلا ينقصها سوى ملحن بارع حتى تصير ملحمة وطنية تلهج بها الألسن .
............
وأخيراً تحية عطرية من فلسطين
إلى شاعرنا المميز خالد الشوملي
وأتمنى أن نلتقي على أرض الوطن
محبتي للجميع