ثنائية (حديث الغمام ) سوازنة خليل & الوليد دويكات

وَصَلتْ رسالتها أخيرا صوبَ صندوق البريد
وقرأتها ...
ووجدتُ في كلماتها
لحنا فريدْ
ظمآن كنتْ
لحروفها
لحنينها
وصلتْ رسالتها التي
أحيَتْ مشاعرنائمة
شكرا لصندوق البريد
شكرا لحرف رسالة
نَشرَ الأريج
وازدانَ قلبي بالفرح
ونقشتها
فوق الجدار
لو تعلمي
يا رائعة
ماذا فعلت بخافقي
لما قرأتُ رسالتكْ
تتسابقُ النبضاتُ بي
تتراقصُ الكلماتُ في فرح غريب
وأنا هنا
ما زلتُ أنظر للحروف
وكأنني
ألقاكِ في تلك الحروف
فهنا أراك حبيبتي
وهنا أرى
وجها تَعمّدَ بالندى

الوليد

يمرّ حدسي
حافياً مني
يبحث عنك
كي يعيدني
إلى رشدي
(القبلة تصمت وحدها اليدين تتكلم)
كذلك
كان ثغرك
يرتدي حجم شوق
يصممني على مقاس الهطول
كي لا نهطل فحسب
لكي
نتزود بالحب
كأننا قافلة سفر
تنهض من الرمال كي تلجم الصحراء
عن التبخر
أجدكَ واحتي
ونحو السراب
أركضُ أركضُ
لأنني دوماً كنت
على مسافة صمت منك
وحده الكلام أغتيل
بالقرب من شاهد وفاته
نهضت قصيدتي
تمرد الشعر
فككت لجام التقاليد
ونحو ثغرك
نصبتُ خيمتي..


سوزانة

أحسستُ أنّكِ عائدة
هيأتُ قلبي جيدا
ونثرتُ وردا في الدروب
وأعدتُ توزيعَ الكواكبَ في فضائك من جديد

ولنا هنالك مقعدان
في ليل تمّوز الجميل
وحديثنا
همس البلابلِ حينَ يبدأنا الكلام

كم سنة
وأنا هنالك أنتظر
وأقولُ أنّك عائدة
ماذا استفدتِ من الغيابْ !!

كم سنة
وأنا أفتّشُ في دروب الراحلين
عن وجهها ..
عن ظلّها ..
كي أستعيدَ توازني

كم سنة
والآخرُ المنسيُّ يسكنُ حلمنا
ويعيدنا صوبَ العَدَمْ

يا ليلَ تموزَ الجميل
كنْ مثلنا
حتى تشاطرنا النشيدْ

سأكونً ظلّكِ كلما
سارتْ خطاكِ على الطريقْ
وأكونُ طيفكِ عندما
يأتيكِ حلمُ في المنام
وهنا سيبدأك الكلامْ
وأقولُ لي
عادتْ إليَّ حبيبتي
قد أينعتْ في خافقي
أزهارُ حبّك من جديد
كوني معي
حتى أحبّكِ أو أكونك في الحضور وفي الغيابْ



الوليد

اللون
يتدلى من عنقكَ
كي لا يرسم سواي


أختبئ
أتبعثر
أتجزأ

أنفك إلى ملايين النيازك الصغيرة
أمام أمنيتكَ في اللقاء
تموت الساعة لنحو ألف دقيقة
وبنا تعود للحياة


يسرقني جيبك
فألبي الجريمة
أدخلكَ بكاملي
وبالأجزاء
كرهينة

لم يعد مابيننا
اسمه عتب


إنه حب
شيء من حقيقة

سوزانة

لي كلُّ شيء
ولكِ الندى
الأغنياتُ الآن لي
ولك الصدى
سوزانتي ...
يا نجمة العشق الجميل
عبر المدى
بيني وبينك موعدٌ
هذا المساء ..
أو ربما يبدو غدا
سوزانتي ..
يا رائعة
يا أجمل النجمات في هذا الفضاء
يا وردةً
تنمو بقلبي كل يوم
ويفوح عطركِ في الجوانح والعروق
لي كلُّ شيء
ولكِ النّدى
وأنا المسافرُ في حروفك ربما
يوما أراني هائما
بين الحروف

الوليد

على مواعيدنا ينام الغيتار
نغمة
نغمة
نمارس فعل العزف
كي لا نفقد شيئاً من قبلاتنا
ووحدها مواعيدنا
تجلب المطر
لنهطل سحابتا صيف
ملتّا السماء
جاءت تنشر واحاتها في الأرض
أرتدي زي عاشقة
ألبس قميصك المعلق على حبل شوقي
كي لا أصاب يوماً إلا بك
تنمو على شرفات عينيّ
ألف حديقة
أقاصص الخيال
أحاور الواقع
لكن معك
لا شيء يستحق
سواك..

سوزانة

هل في الكلام ِ عبارةٌ
ستنوبُ عن شوقي الكبير
هل يا تُرى
يوما ستنصفني اللغة
حتى أبوحكِ مثلما
يوما أشاء
لو ترسميني فوقَ ثغرك قُبلةً
فستانك الأسود
أم كحل عينك حين يهمي فوقَ خدّك كالرذاذ
أم شعرك الغجريُ يرقصُ للرياح
أم موعدٌ خلف الرماد
من يا ترى
يوما وشى
أو قال لك
كم أنتِ بي
ما زلتُ أبحثُ في اللغة
عن مفردة
فيها سأختصر الغرام
يا أنتِ يا كل الغرام

الوليد

تعالَ
أخبرني
كيف ينمو شوقي في قاع بحرك؟
تعالَ
عانقني
كي ينشق عني صمتي
يتأرجح الكلام على شفتيّ اللغة
تعالَ
كي يمتزج لعابكَ
بعشقي
كي يلبس الكون عرينَ شجعنا للكلمات
تعالَ
كي نمزق خارطة الحب
نخلق فوضى جديدة
نلبس المجانين
وعلى فقرات الطريق
نهجو الحجر
ندع خطواتنا تمشي
بينما يقف جهلنا على حافة يقين
تعالَ
أصممك كما أشاء
أقصك
أخيطك
ألونك
أعيد ربطكَ بي
تعالَ
أهبك لغة جديدة
لن يقوى عليها سوانا


سوزانة

مساءُ الخير سوزانة
مساءُ الفُلّ والريحان

أنا قد غبتُ غاليتي
وذابَ القلبُ في الهجران

أتيتُ إليك رائعتي
فزاد النبضُ في الخفقان

أنا المشتاقُ هل تدري
بشوق العاشق الولهان

الوليد

رفيقة الروح :

أبجديتي الآن مختلفة ، فأنت نبضُ حروفها
وسر ديمومتها ، حضورك المُشتهى ، يشعلني
ويُبعثرني على شكل كلمات فوق سطور شوقي لك ...

لا تعجبي يا رائعة ، فأنتِ أنثى لا تتكرر مرتين ..
أنت غاية وحلم ..ولأجلك تهون الصعاب ، وتذوبُ المسافة ..
في حديثي الدائم بيني وبيني ، تساءلتُ : كيف استطعتِ أنت
أن تكوني شاغلتي ، وأن تكوني محور فكري واهتمامي !!
كيف أصبحتُ هذا اليوم ، في غفلتي وصحوتي لا أفكر إلا بك ..
ها أنا أصبحتُ بك ، أكتبُ شوقا ..عشقا ..حلما ..غيرةً ..خيبةً
كل معاني المفردات لا تخرج من قلبي المحاصر بك إلا لك ..
أنتِ التي ربما وجدتْ بي دفترا قديما للدهشة ..
كانِ لا بدَّ من أجلك أن أكون في حديث الغمام ...لأقول لك ما لم
أجده لأقوله لك بسبب المسافة والحواجز .
هنا سأخبرك بكل شيء ...عن وجع حرفي ، عن حصار كلماتي ..
ربما كان يوم معرفتي بك يوما للدهشة والغرابة ...
لم تكن الصدفة فيه هي الطرف الثاني ..
كانت منذ البدء هي الطرف الأول ...
أليستْ هي التي جمعت بين قلبينا ، من مدن لم تلتق من قبل / وذاكرة أخرى ..

الوليد