لا يوجد في النحو رأي متفق عليه لأن الشواهد عديدة وبعضها يناقض الآخر فليس هناك من قاعدة ثابتة يمكن تطبيق جميع الحالات عليها ولما كان سؤالك يخص آيات قرانية وأنا كما تعرف باعي قصير وأخشى أن أقع في المحذور بما ليس لي به من علم فقد اضطررت الآستعانة بكتاب معجم اللغة العربية لمؤلفه النحوي الكبير عبد الغني الدقر فقد أورد الرجل في كتابه كل شيء عن قد وقد نسخته كاملا عله يفيدك ويروي غليلك
قَدْ الحَرْفِيّة: تَختَصُّ بالفِعلِ المُتَصَرَّفِ الخَبَري، المُثبَتِ، المُجَرَّدِ مِنْ ناصِبٍ، وجَازم وحَرفِ تنفيس، وهي معَه كالجزءِ، فلا تُفصَلُ مِنه بشيء إلاَّ بالقسم كقولِ الشّاعر:
أخالِدُ قَدْ - واللّهِ - أَوْطَأتَ عَشوَةً * وَمَا العَاشِقُ المِسكينُ فينا بسَارقٍ
وسُمِعَ: "قَدْ - وَاللّهِ - أَحسَنتَ" .
وقد يُضطَّر الشاعرُ فيقدمُ الاسمَ، وقد أوقَعَ الفعلَ على شيء من سَبَبِه، فليس للاسم المتقدِّمِ إلاَّ النصبُ وذلك نحو "قَدْ زيداً أضرِبُه" إذا اضطُّرشَاعِرٌ فَقَدَّم لم يَكُنْ إلاَّ النَّصب في زيد، لأَنَّه لا بُدَّ أَنْ يُضمَرَ الفِعلُ، لأَنَّ "قَدْ" مُختَصَّةٌ بالأَفعَال، ولو قُلتَ: "قد زَيداً أَضربُ" لم يَحسُن كما قال سيبويه .
ولِ"قَدْ" خَمسة مَعان:
* (1) التَّوقُّعُ، وهو مع المُضارعِ كقولك: "قَدْ يَقدُمُ الغَائِبُ اليومَ" وأمَّا مع المَاضي فَتدْخلُ منهُ على مَاضٍ مُتَوقَّعٍ، من ذلك قول المؤذِّنِ "قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ" لأنَّ الجماعَةَ مُنتَظرُونَ ذلك، وقدْ اجتَمَعَ في "قدْ قامَتِ الصَّلاةُ" ثلاثةُ مَعانٍ مُجتمعة: التَّحقِيق، والتَّوَقُع، والتَّقريب .
* (2) تَقرِيبُ الماضي من الحالِ تقولُ: "أَقبَلَ العالمُ" فيحتمل المَاضِي القَريب والبَعيد، فإذا قلتَ: "قَدْ أقبَلَ" اختَصَّ بالقَرِيبِ ويُبنَى على إفادتها ذلك: أنها لا تُدْخُلُ عَلى "لَيسَ وَعَسَى ونِعمَ وبئسَ" . لأنهنَّ للحالِ .
* (3) التَّقليلُ ، وتَختَصُّ بالمضَارع نحو "قَدْ يَصدُقُ الكَذُوبُ"، وقَدْيكونُ التَّقليلُ، لمتَعَلِّقِهِ نحو قوله تعالى: {قَدْ يَعلَمُ مَا أنتُمْ عَلَيهِ} (الآية "64"من سورة النور "24" ) أيْ مَا هُمْ عَلَيه هوَ أَقل مَعلُوماتِهِ سُبحَانَه، والأولى أن تكون في الآية للتحقيق .
* (4) التَّكثِيرُ بمنزلة رُبَّما كقولِ الهُذَلي:
قَدْ أترُكُ القِرْنَ مُصفَراً أنَاملُهُ * كأنَّ أثوابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَادِ
(القرن: هو المقابل في الشجاعة، الفرصاد: التوت) ومنْ ذلكَ قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجهِكَ في السَّماءِ (الآية "144"من سورة البقرة "2" ) .
* (5) التَّحقِيق ، نحو قولِه تَعالى: {قَدْ أفلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} (الآية "9" من سورة الشمس "91") ومنه {قد يَعلَمْ ما أَنتُم علَيه} (الآية "64"من سورة النور "24" ) فتدخلُ عَلى المَاضِي والمُضَارِعِ .
هذا ما أستطيع أن أفيدك به وأعذرني إن كنت مقصرا
أستاذنا الطيب ...
بارك الله بك و بأمثالك .. و جزاك كل الخير
...
فهمت أمراً ..
و هو :
إن صح معنى الجملة في الذهن
فيحق للمُعرب أن يعرب قد على ما صح عنده من معنى لها
إن كانت حرف توقع أو تقريب أو تقليل أو تكثير أو تحقيق
أستاذي الجليل عبد الرسول , تحية عطرة وبعد
أود أن أطرح هنا تساؤلا يحيرني ولم ألق له جوابا شافيا
وهو بخصوص المعطوفات
أنا أعرف (إذا كانت معلوماتي صحيحة) أن حروف العطف تعطف اسما على اسم وفعلا على فعل وجملة على جملة
فعطف الاسم على الاسم لا يشترط فيه توافق المعطوف والمعطوف عليه في التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع
ومثال ذلك (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)
ومثال آخر (ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين)
وتعطف الجملة الاسمية على الجملة الاسمية
ومثال ذلك (قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
أما الفعل فلا يعطف على الفعل إلا إذا وافقه في الضمير والزمن أما إذا اختلف الضمير أو الزمن فإن العطف يكون للجملة الفعلية على الجملة الفعلية
ومثال ذلك (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)
فهنا عطف الفعل على الفعل لأنهما اتفقا في الضمير والزمن
ومثال على اختلاف الضمير أوالزمن (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم) فهنا اختلف الفعلان فنعطف الجملة على الجملة وليس الفعل على الفعل
وأعتذر جدا للإطالة لكني أريد أن أوصل الفكرة
فأنا أعلم أيضا أنه حتى يكون الإعراب كاملا فيجب أن يذكر أن للجملة محل من الإعراب أو لا وأن يذكر ما محلها من الإعراب إذا كان لها محل
وهنا تبدأ المشكلة عندي
ففي كلام الله عز وجل (سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى)
فإن الفعل (سوى) معطوف على الفعل (خلق) لأنه يوافقه في الضمير والزمن أما الجملة (خلق) من الفعل والفاعل المستتر فهي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ولكن ماذا عن الجملة (سوى) من الفعل والفاعل المستتر ؟؟ هل يجوز أ تعطف أيضا على الجملة التي قبلها فلا يكون لها محل من الإعراب بالرغم من أن حرف العطف هنا قد عطف فعلا على فعل
أي بكلمات أخرى هل يجوز هنا أن نقول أن الفعل (سوى) معطوف على الفعل (خلق) والجملة (سوى) معطوفة أيضا على الجملة (خلق) فيكون حرف العطف قد عطف الفعل على الفعل وجملة الفعل نفسه على جملة الفعل نفسه؟ أم أن عطف الفعل على الفعل غير وارد هنا؟؟؟
وهذا يظهر في المثال التالي أيضا:
قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا
فالفعل (تركنا) معطوف على الفعل (ذهبنا)
وجملة (ذهبنا) في محل رفع خبر إن ولكن ماذا عن جملة (تركنا)
وأعتذر مرة أخرى للإطالة
أستاذي الجليل عبد الرسول , تحية عطرة وبعد
أود أن أطرح هنا تساؤلا يحيرني ولم ألق له جوابا شافيا
وهو بخصوص المعطوفات
أنا أعرف (إذا كانت معلوماتي صحيحة) أن حروف العطف تعطف اسما على اسم وفعلا على فعل وجملة على جملة
فعطف الاسم على الاسم لا يشترط فيه توافق المعطوف والمعطوف عليه في التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع
ومثال ذلك (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)
ومثال آخر (ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين)
وتعطف الجملة الاسمية على الجملة الاسمية
ومثال ذلك (قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
أما الفعل فلا يعطف على الفعل إلا إذا وافقه في الضمير والزمن أما إذا اختلف الضمير أو الزمن فإن العطف يكون للجملة الفعلية على الجملة الفعلية
ومثال ذلك (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)
فهنا عطف الفعل على الفعل لأنهما اتفقا في الضمير والزمن
ومثال على اختلاف الضمير أوالزمن (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم) فهنا اختلف الفعلان فنعطف الجملة على الجملة وليس الفعل على الفعل
وأعتذر جدا للإطالة لكني أريد أن أوصل الفكرة
فأنا أعلم أيضا أنه حتى يكون الإعراب كاملا فيجب أن يذكر أن للجملة محل من الإعراب أو لا وأن يذكر ما محلها من الإعراب إذا كان لها محل
وهنا تبدأ المشكلة عندي
ففي كلام الله عز وجل (سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى)
فإن الفعل (سوى) معطوف على الفعل (خلق) لأنه يوافقه في الضمير والزمن أما الجملة (خلق) من الفعل والفاعل المستتر فهي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ولكن ماذا عن الجملة (سوى) من الفعل والفاعل المستتر ؟؟ هل يجوز أ تعطف أيضا على الجملة التي قبلها فلا يكون لها محل من الإعراب بالرغم من أن حرف العطف هنا قد عطف فعلا على فعل
أي بكلمات أخرى هل يجوز هنا أن نقول أن الفعل (سوى) معطوف على الفعل (خلق) والجملة (سوى) معطوفة أيضا على الجملة (خلق) فيكون حرف العطف قد عطف الفعل على الفعل وجملة الفعل نفسه على جملة الفعل نفسه؟ أم أن عطف الفعل على الفعل غير وارد هنا؟؟؟
وهذا يظهر في المثال التالي أيضا:
قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا
فالفعل (تركنا) معطوف على الفعل (ذهبنا)
وجملة (ذهبنا) في محل رفع خبر إن ولكن ماذا عن جملة (تركنا)
وأعتذر مرة أخرى للإطالة
أنت لم تطل وسؤالك وجيه جدا وليتني أستطيع إيصال الفكرة إليك
أما عن آية (سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى) فلو قلنا في غير الآية
رأيت الشاعر الذي نظم وكتب القصيدة ، فإن الفعل كتب هو جزء من صلة الموصول لأنك تستطيع أن تقول ( رأينا الشاعر الذي كتب القصيدة ) وهذا ما يجري على الآية الكريمة
وفي آية (قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا ) فلو قلنا في غير الآية
نحن درسنا وقرأنا كتاب النحو فإن قرأنا جزء من الخبر لأنك تستطيع أن تقول نحن قرأنا كتاب النحو وهذا يجري كذلك على الآية الكريمة كذلك
شكرا لك أستاذي
فهمت من كلامك أن الجملة تعطف على الجملة
ولكن هل يجب أن نقول أيضا أن الفعل معطوف على الفعل؟
أم أن لا داع لذلك؟
يعني إذا قمت بإعراب الآية الكريمة على الشكل التالي
(قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا)
ذهبنا: فعل وفاعل, والحملة في محل رفع خبر إن
الواو حرف عطف
تركنا: الفعل معطوف على ذهبنا
وجملة تركنا معطوفة أيضا على جملة ذهبنا (في محل رفع)
فهل هذا هو الصحيح
أم أعطف الجملة على الجملة وأكتفي بذلك
اعذرني أستاذي للإطالة
أنا أريد فقط أن أقوم بإعراب كامل
شكرا لك أستاذي
فهمت من كلامك أن الجملة تعطف على الجملة
ولكن هل يجب أن نقول أيضا أن الفعل معطوف على الفعل؟
أم أن لا داع لذلك؟
يعني إذا قمت بإعراب الآية الكريمة على الشكل التالي
(قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا)
ذهبنا: فعل وفاعل, والحملة في محل رفع خبر إن
الواو حرف عطف
تركنا: الفعل معطوف على ذهبنا
وجملة تركنا معطوفة أيضا على جملة ذهبنا (في محل رفع)
فهل هذا هو الصحيح
أم أعطف الجملة على الجملة وأكتفي بذلك
اعذرني أستاذي للإطالة
أنا أريد فقط أن أقوم بإعراب كامل
حين تقول (تركنا ) معطوف على ذهبنا لا داعي للقول ( في محل رفع ) لأن العطف هو أخذ حكم المعطوف عليه
ولكن في قولنا ( ذهب المدير وجاء المدرس ) فيجب إعراب ما بعد الواو ثم نقول وجملة ( جاء المدرس) معطوفة على جملة جاء المدير
استاذنا الفاضل عبد الرسول
اختلف في اعراب
" يا حُزن قُبْلَة لا تكفي زوّادة للغِيَاب "
نرجو الفصل والتوضيح ولك مني جميل الشكر والامتنان
تقديري
أخي وأستاذي الأديب الكبير نجم السروجي
أعتقد أن الخلاف في إعراب ( قبلة) لأنها اسم نكرة ونقول في إعراب الجملة
يا : حرف نداء
حزن : منادى مبني على الضم في محل نصب لأنه نكرة مقصودة
قبلة : مبتدأ مرفوع بالضمة على رأي من يجيز الابتداء بالنكرة
قبلة : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه على الرأي المشهور
لا : نافية غير عاملة
تكفي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل والفاعل ضمير مستتر تقديره هي
وجملة لا تكفي في محل رفع خبر المبتدأ على الرأي الأول
وفي محل رفع صفة إلى قبلة على الرأي الثاني
حزن : منادى مبني على الضم في محل نصب لأنه نكرة مقصودة
قبلة : مبتدأ مرفوع بالضمة على رأي من يجيز الابتداء بالنكرة
قبلة : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه على الرأي المشهور
لا : نافية غير عاملة
تكفي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل والفاعل ضمير مستتر تقديره هي
وجملة لا تكفي في محل رفع خبر المبتدأ على الرأي الأول
وفي محل رفع صفة إلى قبلة على الرأي الثاني
زوادةً : تمييز منصوب بالفتحة
للغياب : جار ومجرور شبه جملة متعلق ب( يكفي)
شكرا ايها الفاضل الكريم
ما تفضلت به هو عين الصواب وخبرتك العالية سهلت عليك تشخيص الخلاف في " قبلة " وما تفضلت به من اعرب بالضم كمبتدا هو ما اتفقنا عليه لكن هناك من اضاف احتمال الفتح كمفعول به لفعل وفاعل مستتران بالتقدير وذهب احدهم الى الكسر ولم يوافقه احد بقوله ان حزن في محل مضاف وقبلة مضاف اليه بالكسر فما رايك في الرأيين الاخيرين
بورك علم وبورك معلم
التوقيع
الدكتور نجم السراجي
مدير ومؤسس مجلة ضفاف الدجلتين ( 2008 )