عندما يأتي مسائي العابقُ بك، ويستمكن الليلُ الساجي مُنى نفسي لضمِّكِ أمانا،
أكحُلُ جفني بمرودهِ العاتي سواداً على مسافاتٍ من توقٍ تفصلُ أقدارنا..
وأوازي ما بيني وبين أنوار قمرهِ المُتعبِ أحوالَ البزوغِ.. كحلميَ الفقيرِ بقربك هذه الحياة..
**
أماسيكِ شغفي الذي لا يستكينُ إلا باستضافةِ المدى روحيَ الحائرة بعيداً عن جسدي الفاني..حين رحيل..
أنظرُ الأفقَ، فتُطالعني النُّجومُ عرزالَ وحيٍ يتهيَّأ أمكنتكِ الحبيبةَ حيث أنتِ..
يشغلُني صفاءُ روحكِ عن ألم البعد تارةً.. ويضمِّخُ شعوري خواءُ عمري من لمساتِكِ الأرقِّ عبر السنين..
وأقول بيني وبين دُجى أفكاري:
تُرى.. كيف كنتُ لأكونَ لو كانت أنايَ هنا الآن؟
سرعان ما يتوارى سؤالي هذا، ومعه أسئلةٌ كثر، خلف حدود صمتي وإطراقتي البعيدةِ حدَّ غيبوبةِ الحواس!
تتلوَّى ألهياتُ روحي ألماً مبرِّحاً أودى بهنائها دهوراً عجافاً من التظنِّي بسفورِ الهذيان!
بتُّ يا ندى.. أكتبُ الحرفَ كالوامِقِ رماحَ القدرِ أن تريحَ أعماقهُ بردمِ سرائرها بأنصالِ الموات..
**
ربما.. لو لم أكن كاتباً أو عازفاً.. لتمنيتُ أن أكون رسَّاما..
من الغريبِ عندها.. أنني سأعودُ لرسمِ لوحاتِ رؤايَ بالكلماتِ المجتثَّةِ من سراديبِ أعماقي المملوءةِ بك!
إذ لا خلاصَ من حبِّكِ أبدا.. كيفَ وأنتِ الخلاص؟!!
**
أرشفيني الآنَ على وجنتيكِ حمرتَهما ببراءةٍ مشتهاه..
واصحبيني في عينيكِ رحلةً غامرةً منتقاةً بعنايةِ الأهدابِ وكستناءِ الأحداق..
الخريفُ المهيبُ على مقربةٍ من مجوني بك.. توحَّدْتهُ ذاتَ اقترانٍ غير شرعيٍّ برغمِ الحولِ والفصول..
حتى اشتبهَ العمرُ بيني وبينهُ، طالما فرَّقتنا الدنيا.. وجمعنا عالمُ الأرواح..
سيحسبُني العابرونَ بَوحي، ممسوساً بلعنةِ الكتابةِ وهذرِ المعاني وتضاربِ التراكيب..!
فليحسبوا.. طالما أنَّكِ هناكَ.. فيما وراء العوالمِ تنتظريني.. لا أبالي.. أوقعتُ على الحرفِ أم وقع الحرفُ عليَّ..
لا أبالي إلا بك أنت..
وليس عليَّ في هذه الدنيا عتاب..
أحبك...