· خديها يناجيان ورود الياسمين حولها..بينما أشجار البرتقال تشرئب للربيع و هي ربيع آخر بينما الأسى يشق دروبه فوق مُحياها الجميل ..وبسمتها التي لم تفقد سحرها رغم الشحوب الذي يكتسي وجهها..اعتدلت لتحاول التحكم في توازن الكرسي الجالسة عليه فوق طين الحديقة المبتل بندى الربيع..وضعت رجلاً على الأخرى ثم حدقت فيه بعينيها المبتلتين ببعض من بقايا دموع مضى عليها فيما يبدو دهراً:
· هذا الرجل سيقتلني ويرقص فوق جثتي والناس تواسيه!!
لن أكمل هذا العام وسترى يا حبيب..!!.
· استرق النظر نحو وجهها المدور كأنه باحثاً عن آثار فناء ما ثم قال:مازلت كما أنت متوردة..لايموت الناس بسبب حياة غير سعيدة..أنت من اختار هذا الكائن وتحديتِ طوب الأرض من اجله..
· يأكل دواخلي هذا التحدي الغبي ليت اهلي فعلوا المستحيل لمنع هذاالارتباط – الفجيعة!!
هذا الذي تراه ياعزيزي جسد يحمل موته..متورد لكن أحشاءه مهشمة أنا مركب مهتريء من الداخل..بسبب رجل اختزل كل رجولته البائسة في قهري وقهر أطفالي الذين هم يتامى بلاشك.
· يمكنك تعزية نفسك بأطفال تحف بهم البراءة والجمال الطفولي الساحر..
· هؤلاء الأطفال أنا وحدي أباهم وأمهم أنا من يرعى شئونهم ومشاكلهم ولباسهم وكل مايتعلق بهم ..لا تدري كم من الحسرة التي أصابتني ومديرة مدرستهم تقول لي:منذ سنوات وأطفالك هنا ولم نتعرف على قسمات وجه زوجك..حتى إذا التقيناه في الشارع فلن نعرفه!!
.حتى زملاءهم لايعرفون أن لهم أباً.انا ياحبيب زوجة لرجل يغيب في النوم نهارا ويغيب عن الوعي ليلا..إنه بالنسبة لأطفالي شبح غير مرئي ..حتى بالنسبة لي ..بل بالنسبة لمن حولي من الجيران..أنا هنا الذكر والأنثى..
·
[2]
· فعلا ..لم تكمل عامها ذاك ورحلت بأسرار جسدها الذي كان فيما يبدو يتآكل سريعا من داخله يأكل بعضه بعضا..وفي المأتم كان حزيناً منكبا على نفسه مقرفصا على جدران الحديقة.. وكان يبدو عليه الصدق في حسرته ..لم يفهم وهو القاتل الأصيل..كان يشعر بالوحدة والفقدان الحقيقي كأن التي رحلت أمه..وكان يصرخ [آه..آه..يا أماه] يبدو شعوره بالفقدان حقيقيا وأنانياً!!
اذ يبدو اننا لانشعر بخسارة أي كائن إلا بعد ان يفلت من الايدي والدنيا..كما يبدو انه لن يحس بما بنا غيرنا..!
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 04-25-2013 في 03:31 AM.
القدير محمد السنوسي الغزالي
طابت أوقاتك
هذه حكاية تحمل بين ثناياها الكثير من العبر
الحياة مليئة بأشباه الرجال أولئك الذين يخلفون في قلوب أقرب الناس إليهم مأساة كالتي تحدثت عنها
ما ذنب الأطفال وهم يعانون هذا الغياب ويفتقدون دور والدهم المؤثر والفاعل
ما ذنب زوجة تعاني من غياب جسد زوجها نهارا وروحه ليلا
لماذا فرض عليها القيام بمسؤولياته ..دور واحد يكفيها هل عليها أن تلعب كل الأدوار؟!
كانت النهاية حزينة وصادمة .. والندم لعب دوره بالتأكيد بعد غياب الزوجة ، لكن ما جدوى الندم
الصديق العزيز
اشتقنا حرفك ..حكاياك .. اشتقناك
كن بخير
مع تحياتي ومحبتي
"تثبيت"
ايتها الجميلة التي اسعد بحضورها دائماً سولاف
غيابي قسريا وليس تعمدا فهناك مشاكل تقابلني وبطء في فتح الصفحات
ربما لعيب فني ومن قبلي.كما ذكرت للأستاذ شاكر
شكرا سولاف على مرورك الكريم