حينَ تَعلّقتِ بي ، كانَ ذلكَ رغبةً منكِ لتتعرفي على ما تجهلينه
وحينَ تَعلّقتُ بك ، كانَ ذلك رغبةً منّي في نسيان ما عرفته ..
وكانَ هناك سؤالٌ دائم الحضور : هل كان من الممكن لحبنا أن يستمر ؟
لو تعلمين .. كم هي الذاكرة ثقيلة بالأحداث التي جمعتنا
وما أصعبَ الحنينَ الذي يواجهه أكثر من مستحيل وأكثر من قرار
ولا نجدُ في النهاية سوى أمنيات ثكلى ...
حين أسترجع من الذاكرة ما بقي عالقاً على جدرانها
أشعر بالرغبة داخلي أن أغفر لك كلَّ خطاياك
كنتِ تملأين الفراغات الصغيرة بذاكرتي من خلال كلماتك فقط
وتقفزين عن وجعي بالكذب فقط ، قد يكون هذا أحد أسباب تعلقكِ بي
فوحدي الذي يعرف كيف تفكرين ، ويعرف ما يدور بخاطرك وأنتِ تقفين
أمام مرآتك ، كنتُ حينها عاشقا لك فوقَ العادة
وكنتُ استثنائيا في نهاراتك وليلك ..
كنتُ رجلا يتأملُ الوجوه كثيرا
يقرأ ملامحها جيدا ...ربما لأنها وحدها التي تشبهنا ..
ووحدها التي تفضح ما تخفيه ضمائرنا ...
كنتُ ألمحُ فيك أشياء كثيرة أعرفها ..وهناكَ ما كان يجذبني إلى ملامحك
التي تستوقفني كثيرا ...ربما كنت تسكنين ذاكرتي قبل أن ألتقيك
وربما كنتُ منذ البدء على موعد لأعشق امرأة تحمل ملامحك ..
تأملتك كثيرا ، وكنتُ أرفضُ أن أفكر مرة واحدة بكذبك ، وخداعك ...
وبراعتك على جذبي ...وتعلقي بك ..
نعم ، لم يكن سهلا عليَّ أن أخرجك من داخلي ...
لم أصدّق أنّك في سرعة قياسية قد تغيّرت إلى هذه الدرجة ...
وأنّكِ كبرتِ إلى هذا الحد ..ولم تعودي تلك الطفلة البريئة ..
التي تفتّش في الليل عن صدري كي تغفو عليه ..
والتي لا تعرف أن تبدأ نهارها قبل أن تسمع صوتي أو تقرأ حروفي في رسالة قصيرة ..
كلُّ شيء قد تغيّر فجأة ...مواعيدُ المساء ، اهتمامك بفساتينك ، نوع تسريحة الشعر ،
موسيقى تستهويك لترقصي لي ...أغنية تختارينها لنسمعها معا ...
في لحظة لم نُعدّ لها أنفسنا ...أصبحت طريقك غير طريقي ...
همستَ دوما:
أنّك لو جمعتَ بين ملامحي
وبين
حزنٍ غريبٍ يسكنُ عيوني
ستكون أول من يرسم
وجه ملاك
وهمستَ دوما:
أن الزّنابق َ التي تسكن قلبك
يضوع عطرها اشتياقا
إن لم أكن لحظة معك
فهمستُ لك :
هل تتخيل
أن تمرَّ لحظةٌ
لا تكون أنت فيها
عطرا مسكوبا على ذاكرتي ؟
من قصاصاتي
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
حينَ تَعلّقتِ بي ، كانَ ذلكَ رغبةً منكِ لتتعرفي على ما تجهلينه
وحينَ تَعلّقتُ بك ، كانَ ذلك رغبةً منّي في نسيان ما عرفته ..
بطلة النص هنا فضولية تهوى البحث في المجهول لتشبع فضولها فخاضت في منطقة وعرة وهي منطقة المشاعر التى تعتبر منطقة محظورة، وعلى من يرغب في دخولها أن يتسلح بنبض قلبه وشفافية أحاسيسه.
بطل النص له تجارب عديدة، ربما لم تكن تجارب ناجحة لذلك عندما التقاها قرر أن يطوي رحلة من الضياع وحط رحاله في عينيها ليبدأ رحلة النضج العاطفي .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات
وكانَ هناك سؤالٌ دائم الحضور : هل كان من الممكن لحبنا أن يستمر ؟
الحب كرقصة التانجو يلزمها اثنان لتكتمل الرقصة، لكن بطلا النص هنا كان كل منهما يرقص على نغمة مختلفة...والسؤال هو هل ولد الحب فعلاً ليستمر؟
على مايبدو انها حالة عشق أحادية من طرف بطل النص وإلا لما أحتاج بطلنا أن يتسائل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات
لو تعلمين .. كم هي الذاكرة ثقيلة بالأحداث التي جمعتنا
وما أصعبَ الحنينَ الذي يواجهه أكثر من مستحيل وأكثر من قرار
ولا نجدُ في النهاية سوى أمنيات ثكلى ...
تتكاثف الأحداث والأحاديث التى جمعتهما على جدار الذاكرة لترسم جدارية غنية بالألوان لكنها تفتقر الى الحياة، ثمة عنصر مهم ينقص اللوحة حتى تعود لها الحياة ، ربما شيئ من الصدق، شيئ من الإرادة لتبني أمنيات مشروعة وجعلها حقيقة واقعة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات
حين أسترجع من الذاكرة ما بقي عالقاً على جدرانها
أشعر بالرغبة داخلي أن أغفر لك كلَّ خطاياك
رغم أن بطل النص على ما يبدو قد بدأ يتعافى من حالة العشق الأحادي وبدأ في رفع لوحات مرتبطة بتاريخه معها من على جدران الذاكرة إلا أنه يعاني من حالة حنين مازالت تتحرك تحت الرماد البعد، هذا هو قلب المحب يتحرك بممحاة يمسح الخطايا ويختلق الأعذار لمن يحب حتى يكون جديراً بالسماح والغفران.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات
كنتِ تملأين الفراغات الصغيرة بذاكرتي من خلال كلماتك فقط
وتقفزين عن وجعي بالكذب فقط ، قد يكون هذا أحد أسباب تعلقكِ بي
فوحدي الذي يعرف كيف تفكرين ، ويعرف ما يدور بخاطرك وأنتِ تقفين
أمام مرآتك ، كنتُ حينها عاشقا لك فوقَ العادة
وكنتُ استثنائيا في نهاراتك وليلك ..
نحن هنا أمام نموذج أنثى نرجسية التى يروق لي تسميتها بأنثى المرايا، تستمتع برؤية صورتها في عيون الأخرين، لقد أحبت بطلة النص صورتها في عينيه والتى كانت أبهى صورة لإنها كانت مرسومة بنبض حقيقي، أحبت صورتها التى لم تكلفها إلا بضع كلمات وبضع دقائق من وقتها وشيئ من المجاملات...لم تغب هذه الحقيقة عن بطل النص لأن العاشق الحقيقي لا تخذله مشاعره التى تكون بمثابة مرآة حقيقية تنعكس عليها حقيقة الأشياء.
يكرر بطل النص كلمة كنت وكأنه بدأ بالفعل في طي صفحاته معها لإنه أدرك تماماً بإنهما لا يسيران بنفس الاتجاه.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات
كنتُ رجلا يتأملُ الوجوه كثيرا
يقرأ ملامحها جيدا ...ربما لأنها وحدها التي تشبهنا ..
ووحدها التي تفضح ما تخفيه ضمائرنا ...
كنتُ ألمحُ فيك أشياء كثيرة أعرفها ..وهناكَ ما كان يجذبني إلى ملامحك
التي تستوقفني كثيرا ...ربما كنت تسكنين ذاكرتي قبل أن ألتقيك
وربما كنتُ منذ البدء على موعد لأعشق امرأة تحمل ملامحك ..
بطل النص يحمل تجربة إنسانية كبيرة وهذا واضح، وبطلة النص أنثى تعرف هذه الحقيقة فأوحت له بإنها خليط من كل النساء اللاتي مررن بحياته...ربما استخدمت هنا ذكاء الأنثى وربما استغلت شفافيته اللامحدودة وهو يسكب تاريخه أمامها، فالرجل عندما يحب بصدق ينسكب بإرادته على كفي الحبيبة ...ورغم تجربته الإنسانية التى تبدوا كبيرة الا انها أربكت ذاكرته وتاريخ النساء في ماضيه فتعلق بها دون أن يحاول البحث في التفاصيل الصغيرة التى تضع النقاط على الحروف.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات
تأملتك كثيرا ، وكنتُ أرفضُ أن أفكر مرة واحدة بكذبك ، وخداعك ...
وبراعتك على جذبي ...وتعلقي بك ..
نعم ، لم يكن سهلا عليَّ أن أخرجك من داخلي ...
لم أصدّق أنّك في سرعة قياسية قد تغيّرت إلى هذه الدرجة ...
وأنّكِ كبرتِ إلى هذا الحد ..ولم تعودي تلك الطفلة البريئة ..
ربما لم يشأ بطل النص ان يواجهها بخداعها حفاظاً على كرامته المجروحة...الاعتراف بخداعها وبراعتها في جذبه يعني الاعتراف بعجزه عن توظيف خبرته في الاختيار الصحيح، أو الاعتراف باندفاعه غير المدروس وغير العقلاني.
في غمرة نشوته وفرحه بها مضى الوقت سريعاً وكبرت وتعملقت وبقي هو في مكانه ما بين دهشة وعدم تصديق، لإنه في حالة انفصال عن الواقع ولا يريد ان يصدق بأن عزفه منفرد.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات
كلُّ شيء قد تغيّر فجأة ...مواعيدُ المساء ، اهتمامك بفساتينك ، نوع تسريحة الشعر ،
موسيقى تستهويك لترقصي لي ...أغنية تختارينها لنسمعها معا ...
في لحظة لم نُعدّ لها أنفسنا ...أصبحت طريقك غير طريقي ...
لم يتغير كل شيئ فجأة ...لإن المشاعرالحقيقية لا يمكن تغييرها بكبسة زر....بطلنا هنا لا يريد ان يعترف بإن طريقهما كان متوازياً منذ البداية وكان من الصعب ان يتقاطعا ليلتقيا ذات قناعة بإن كل منهما يكمل الأخر.
أخي الشاعر الراقي الوليد،
تستفزني محطات السفرجل لإنها محطات في عمق العلاقة الانسانية بينه وبينها، أجدت تصوير طبيعة هذه العلاقة ببراعة وحافظت على سلسلة الأفكار بحيث لم نشعر كقراء بإن حبل الأفكار انقطع وعلينا أن نعود لنتعرف على البدايات...
بطل نصك هنا شعرت به أكثر قوة وأكثر اتزاناً لإنه واجه حقيقة كان يهرب منها وبدأ يعود لواقعه بقوة وثبات، أكره أن أرى الرجل مأسوراً بمشاعره لدرجة الضعف.
سلمت أخي الوليد وسلم قلمك الباذخ الذي يٌتحفنا بهذه المقطوعات الانسانية الراقية،
سلوى حماد ...
وقلتُ / سأقول : اكتبْ ما شئتَ قبل اسمها
أديبة ، شاعرة ، ناقدة ، قارئة بفطنة ...
هنا عندما تمرّين على محطة من محطات سفر السفرجل
يغري مرورك بالإستمرار في محطات أخرى ...
هنا أقف أمام عين تقرأ النص قراءة واعية ...
تدرك ما يدور في خلدي ...
هذه القراءة تُثري النص ...ويشرفني أن أضم
قراءاتك للنص عند خروجه بحول الله في ثوب كتاب
هذا بعد إذنك طبعا ...
أنّك لو جمعتَ بين ملامحي
وبين
حزنٍ غريبٍ يسكنُ عيوني
ستكون أول من يرسم
وجه ملاك
وهمستَ دوما:
أن الزّنابق َ التي تسكن قلبك
يضوع عطرها اشتياقا
إن لم أكن لحظة معك
فهمستُ لك :
هل تتخيل
أن تمرَّ لحظةٌ
لا تكون أنت فيها
عطرا مسكوبا على ذاكرتي ؟
من قصاصاتي
وهمستُ لك ...
كان ولا يزالُ قلمك محطّة هامّة أرصدها
وأتابعها بشغف ...
وهمستُ لك : حينَ تمرّين على النص
تنتشر العصافير وتشدو فوق أغصان
الكلمات ...