سلاما طيّبا
لاأعرف تاريخا محددا بدأ به نهمي للقراءة ، ولكني أستطيع تحديد ملامح الورقات الأولى التي بدأت بها تدوين مايلامس قلبي من سطور الكتب التي كنت "أستعيرها "
ورغم مرور الأعوام وأصبح بإمكان الكتب أن تدخل بلدي المحاصر، لكن بقيت هواية تدوين مايلامس القلب قائمة
سأبدأ هنا باختيار بعض مااختزنته أوراقي
وأتمنى أن تشاركوني في سطور جميلة نُقِشَت في خبايا دفاتركم
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
حكايتي معك حالة من جنون له طعم آخر غير ماآلفه الناس من انه فقدان للتوازن والعقل والتعامل مع الاشياء والمفاهيم التي تحيط بنا ولافرار منها الا بالموت .
**********
انه حلم يدق اجفاني في اليقظة دون المنام ، الحلم الذي ابحث عنه داخلي فأجده احساسا ً غريبا ً أعجز عن معرفته أو تمييزه ...فتارة يتخذ حالة السخونة وتارة اخرى احسه شيئا ينمو بداخلي ، هذا الحلم الكائن في الضفة الثانية الذي يستدعي الوصول اليه مخاض ووجع .
*********
منذ التقيتك قلت في نفسي ستكون لي وقفة لااعرف مداها لكنها ستقع ويخدمني بذلك احساسي الذي لايكذب ولااعتقد ان ماخلف العيون يرافقه باي حال من الاحوال كذب او خداع . ان هذه الاقوال يرددها الذين لايعرفون الالم او الحزن ولا التشظي ولا الالتئام . لم يبق َ لي متسع من الوقت اهدره لأثبت وجودي ، الوجود الذي منحني كل شيء باتثناء القدرة في اتخاذ القرار.
**********
خرافة أن اعشقك واحترق وخرافة ان تستغرب احتراقي . لقد باعدت الايام بيننا وادمنت غيابك كما أدمنت حضورك ، تسمعني ودقات قلبي المضطربة ، تعدني بالصداقة واعدك بالحب ، احترق للقائك وانطفيء بضوئك .
**********
الورقة خير وسيلة يستطيع الانسان ان يتحدث اليها من دون ان يتدفق الدم الى وجنتيه وان يصمت طويلا ... ليس كل انسان يفهم معنى الكلمات .. البعض يقرأها باستهزاء وآخرون ببرود والبعض باحتراق رائع ... ليس الجميع يقرأ الحسرات بين الكلمات وانا اكتب لرجل يعشق الشعر والادب بل ويكتب بالخفاء . من الجنون ان ابقى على ماانا عليه بعد هذه الرسالة رغم اني بعثرت وخسرت كل شيء بصراحتي .
هل تعرف اني اخاف قدرة الانسان على قراءة نظرات العيون رغم محاولاتي الكثيرة لأن أسدل الستار عليها كلما شعرت بمحالوة البوح الغريبة والاستفزازية ..لأني اخشى الرد عليها بنظرة قاسية فالجرح سيكون كبيرا ...
************
كيف لي ان انسى ؟ وهل فيك شيء ينسى ؟ هل يفرجك ان ابقى انتظرك طوال العمر ؟ سأفعل وماذا بعد ؟ يكفيني اذن ماحصلت عليه معك ...
انت الأنسان الوحيد الذي كلمني بلغتي فكيف انسى
كل السنين التي مرت ..مرت بمحض ارادتي ان ابقى من دون رجل يرافقني في مشوار العمر لم اكن اريد ان أدخل الحكاية ولكن حين رأيتك وتنبأت بوقفة معك .. انها وقفة صعبة وعسيرة فماذا اقول ؟؟
**********
والله أحبك بقدر سنين عمري الماضية والآتية ...بمنطق غريب لايدركه الآخرون وانا المتحفظة جدا ...
أحبك ليس شيءٌ بيدي ..انه قدري يسألني عقلي ويلومني فاقسم واتوعد بانهاء هذا الجنون .. وانكث وعدي مع اول ضياء للشمس .
انت الوحيد الذي ابكاني بمرارة واضحكني بملىء فمي فكلماتك كانت شيقة فرح طفولي غامر اعتراني تملكني لأول مرة ، كنت محتاجة جدا لصداقتك
***********
مهما تكن خسارتك كبيرة فكن على ثقة بان خسارتي أكبر لأنك لم تكن تبحث عني انا ابحث عنك ..كنت افتش بعناء كبير وامل وأرق ولوعة وحين وجدتك قلت في سري ستنتهي كوابيسي وعذاباتي وظنوني ...لكن ...
دعني امرغ وجهي بكلماتك ، اتشبع منها ، اكتوي بنارها ، ارى وجهي الحقيقي ، قسماتي ابتسامتي الضائعة منذ امد بعيد ....
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
كل ذكريات الحب انما هي ايجارات القلب الذي يعطي ويسرف في العطاء حتى آخر سنوات العمر .
ذكريات الحب لدى كل الرجال- هي قبل كل شيء – ذكريات اشتهاء اما بالنسبة للنساء فهي ذكريات الخسارة والبكاء وبعض الغرور لكني على اي حال لن اكتب ثانية في هذا الموضوع ... فقد قررت ُ تمزيق بقية الاوراق كلها .. واذا مابدأت ُ من جديد .. ورجعت ُ الى زمن الحب ، سأبدأ هذه المرة بلا حروف ولاكلمات وسوف اقطع السطور كما يقطع راس الثعبان واعيش حياتي بطريقة ثانية لاتشبه ( العذاب )الذي عانيت وليس لها اي صلة بأسرار الماضي وصراخ الماضي وبكاء الماضي ، ومن ثم لن يكون هناك من ندم عظيم يمزق نفسي كما هي ممزقة الآن .
*********
أخاطر ثانية بالكتابة اليك
ان اكتب لك ، هذا يعني ان البحر يزداد هياجا ً بين مسامات جسدي وان الخوف يتسلل الى اعماقي بخبث وهدوء .
حاولت ان امنع نفسي من الدخول في فخاخ حبك المستحيل .. لكن الوقت كان ضدي وانا مع الوقت والطفولة والنقاء مجرد طفلة تتعلم في مدرسة المحبة تبحث عن رجل اكبر منها آلاف المرات تخافه وتهرب من عينيه ثم تضحك من نفسها .. عندما تكبر عامين اخرين لترى الرجل الذي احبته اصغر منها الاف المرات ، وانه مجرد طفل عابث خسرت معه اجمل ايام العمر واحلى ساعات الصبر والانتظار والظنون .
**********
أنني هادئة ياسيدي ، هادئة كما دمي وهو يسري في عروقي ، هادئة جدا ، لن اقول شيئا بعد اليوم سوى انني اتذكر قصة المرأة العربية التي غادرها حبيبها الى كوبنهاغن والتي قتلها الحب .. واذا مابقيت اراها في احلامي وبين شتات ذاكرتي تأكد اذن ايها العزيز الذي فارقني بلاسبب : -
بأنني لن اعود اليك مطلقا ..مطلقا ..لأنني ببساطة بدأت من جديد ..إمرأة ثانية لاتعرفها انت واذا ماعرفها رجل مثلك ايها الفارس النبيل المزيف ..ستعرف كيف تغادره بلا سبب ..تماما كما فعلت انت بلا سبب ...
كرر معي هذه الكلمة وانظر كم هي قاسية ان يكون الفراق بلا سبب ، بلا سبب .. أن يكون الفراق بلا سبب .
هامش :-
ارجو منك ..ارجوك فعلا ..اذا مارأيتني في بلد بعيد غريب في يوم من سنة ما ان تخفي وجهك عني ، ان تحارب رغباتك المجنونة في البكاء على صدري ، ان ترحمني مرة واحدة من لعنة المفاجآت ...
أرجومنك ياسيدي اذا مارايتني في بلد بعيد في يوم ما من سنة بعيدة الاتنطق بأسمي ..انت وحدك بين الناس من ينطقه بعذاب كبير .
كيف تراك ..مازلت ..تنطقه بعذاب كبير ؟
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
إنها تمطر . وقد هدأ القصف ، كأن مقاتلي الأرض يقفون دقائق حدادا على فصل الخريف الذي يهمون بأغتياله لحظة وصوله من السماء ....
طائرات الحب من ورق ورصاص الواقع من نار
لكنني انتمي للحب ، للحياة ...هذا محفور في قاع عظامي لا فوق جلدي من الخارج
مغفورة خطايا الجائعين ..مبارك كل مايحرقونه ويدمرونه فقد عرفت حقا معنى الجوع
واعرف كيف للمساء ان يكون حزينا ... وأشهد كيف يخفق القلب الأعزل بالرعب والأسى ، حين يكون مرميا مثلي على ارصفة النار
واشهد كيف يدمي القلب الأعزل ، البعيد عن مناخه الحقيقي كسمكة اخرجوها من مياهها الاقليمية
حينما يكون الوطن مهاجرا عن قيم العدالة الاجتماعية والانسانية كيف يمكن لأي مواطن ان يكون مستقرا؟
ان مجرد كوني فلسطينيا يجعلون يلصقون بي ابشع الجرائم او اعظم الفضائل انهم يؤلهوني او يحولوني الى مجرم لا احد يهمه ان يرى وجهي الحقيقي كبشر ، كأنسان متألم .. غاضب ، مشرد بلا وطن .
آه مااطول الليل حين تصير المسافة بين الموت والحياة ليلة انتظار وآه ما ابطا انزلاق رمل القمة الأسود حين تتحول كل ذرة رمل الى كابوس .
تذوب الحدود بين قارة الحلم الفضية وقارة الواقع السوداء
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
فوقّ العرشِ رأيت
ملائكة تتثنٌي
وتصفٌق للجالس
في المحرابِ حبيبي
عينايّ له
وتهيمانِ بِهِ
فإذا جّرّتا بالدمعِ تّكّوٌنّ
من دفقهما النهرانِ
وأمعنّ في الأرضِ الطوفان
يّتّصّدٌّع زهدي حين يميل بقامتِهِ الهيفاء
فأحمل زادي وعصاي وأرحل عن بيتي نحو مفاتِنّهِ
وألوذ هناكّ بزاوية
لايبصرها أحد إلاٌ وتمنٌاها
أشرب كأسي طافحة
وأحدٌق في طلعة من أهواه حبيبي
حافظ الشيرازي
التوقيع
ذات كأس، مترع بالغروب، وعلى حافته تتسكع شهقة ليل .
لقد جعلتَني لانهائيًّا – تلك هي لذَّتُك.
هذه الكأس الرقيقة – إنك ترتشف منها دومًا، وتُفعِمها دومًا حياةً نديَّة.
هذا الناي الصغير من القصب – لقد حملتَه معك إلى التِّلاع والسهول، ونفختَ في ثقوبه أناشيد لا تبلى جِدَّتها.
بلمسةٍ خالدةٍ من يديك فإن قلبي الصغير قد فرع حدوده، جذلان، وهفا في مناجاة غائمة.
أما هِبَاتُك التي لا تنتهي، فليس لدي سوى راحتيَّ الضئيلتين للإمساك بها؛ بيد أن العمر يمضي، وأنت تُهرِق لي، وسيبقى دومًا مكانٌ ينتظر أن يمتلئ
طاغور
التوقيع
ذات كأس، مترع بالغروب، وعلى حافته تتسكع شهقة ليل .
أوه! لماذا أنا حزين؟ أتري هو المساء البارد،
الشتائي الصامت، أتري هو ما يجعلني أشد حزناً؟
في هذا المساء الصامت، وصوت الموسيقي الأليم
أستعرض الكائنات والأشياء.
لقد أمضيت اليوم بأكمله مع صبية سعداء،
رفاق لا يعرفون شيئاً غير الضحك
أحيانا أُعدي من غمر سعادتهم
ولكني الآن لا أملك شيئا غير الضجر.
ضوء غرفتي: ضعيف ضوءه
والأشياء تكون بيضاء في شبه العتمة
في غرفتي حزن دائم.
علي منضدتي، بعض كتب مفتوحة
دفاتر زرقاء، أقحوانات ميتة..
أتُري هو المساء البارد الذي يجعلني أشد حزناً؟
بابلو نيرودا
التوقيع
ذات كأس، مترع بالغروب، وعلى حافته تتسكع شهقة ليل .