[ السيد رئيس الولايات المتحدة الأميركية المحترم
السيد رئيس سلطة الاحتلال
السادة أعضاء مجلس الشيوخ
السادة أعضاء الكونغرس
السيد الأمين العام للأمم المتحدة
السيد رئيس مجلس الأمن الدولي
السادة أعضاء حلف الناتو
السادة أعضاء الاتحاد الأوربي
السيد الأمين العام و السادة أعضاء جامعة الدول العربية
السادة ممثلي الأحزاب و الطوائف
و أخيرا ممثلي الشعب المحترمين
الموضوع / إشغال منصب
يرجى التفضل بالنظر في إمكانية إشغالي لمنصب رئيس الجمهورية الشاغر لديكم وذلك لتوفر جميع المميزات المطلوبة من قبلكم و المرفقة طيا مع التقدير . ]
اليوم حزم أمره و قرر أن يعانق الدولة و روتين القانون ، كان حرا لا تهمه الساعة بدقاتها و انثيالاتها و بندولها الرتيب ، دس في حقيبته الصغيرة كل ما يمكن أن يطلب منه ، مستمسكات ، صور ، تقارير ، شهادات ، نقود ، نماذج كثيرة لهدايا صغيرة ، ابتداء من الألبسة الداخلية و العطور ، و انتهاء ببودرة الكوكايين ، فكر في أن يأخذ كلبه الصغير فقد يطلب للشهادة ، و كذلك جارته الأرملة التي لا يمكن لأحد أن يقيم رجولته غيرها ، خطى بكل أمتعته و استوقفته أدلة البأس و الحزم و الجسارة ، هل باستطاعة الصور التي يفوح منها عبق الدم و أنين المغيبين أن تفي بكل ذلك ؟ و رغم إن البوم الصور قد صار في الحقيبة ، قرر أن يحمل معه الحبال العتيقة التي عملت في مجالات عديدة ابتداء من واجبات الشنق و انتهاء بطوق الحمار ، حتى المرآة فضحت ما ترصع في سماء رأسه ، فكر أن يكون اصغر سنا ، فمحا بمشط الصبغة شرذمة الشعيرات البيض ، انه الآن أنيق و متكامل من ظاهره حتى العمق ، خرج مسرعا حتى لا تستوقفه نداءات أخرى تدعوه للكمال ، و في الطريق جمع من حديقته بعض الأحزاب المؤيدة و عدد من المعاقين ، و لم ينس أن يعرج على المقبرة و انتقى باقة من الأرواح و الأشباح و الشياطين ، و أخيرا استوقفه و هو على عتبة غرفة الاختبار هاجس لعين ، ماذا لو تخلى عن البذلة و ربطة العنق و جاء بزي عربي أصيل ؟ ماذا يحدث لو دخل على اللجنة و على رأسه التاج ؟ ماذا لو طلبوا منه أن يأتي بشاهد يشهد على انه لاط أو قتل طفلا بريئا ؟ ماذا ... و ماذا ... و ماذا ... ؟ لاحقته كل هذه اللعنات و جعلته يغادر البناية و يهم بحصد رأس أي طفل يلقاه ، جمع الرؤوس الصغيرة و صيرها مسبحة للتقوى ، مضى لمقر اللجنة زاهيا مزهوا بكماله الذي ظن انه سيؤهله لشغل منصب رئيس الجمهورية .
ردت إليه المذكرة و رد طلبه بهامش بسيط :
[ تم تأجيل النظر بأشغال المنصب و ذلك لصدور منشور جديد يحدد مواصفات و واجبات أكثر أمنا و رصانة و عفوية و اختفاء و حضارة و تحضرا مما كان في المنشور السابق ] .
***
القاص المبدع مشتاق عبد الهادي
كالمعتاد قرأت النص أكثر من مرة
وكالمعتاد أيضا تعرف كيف تشدنا إلى نصوصك وتزرعنا في تفاصيلها ببراعتك المعهودة
نص رائع
حياك الله
( تثبت )