ماذا عساكَ تزف لـي بِمسائـي
يا ليلُ أو تــقوى علـى إبرائـي
في كل حيـنٍ للفـداءِ يـــشدنـي
جُـرحٌ بليـغ ـصــاغـهُ أعدائـي
بين الجوانــحِ لا يجـف نزيفــهُ
مُتمعّرَ القــسماتِ فـي أرجائـي
قد شوّه الأشــرار عطـر دمائـه
وغدا فداءُ العهـــر مـن أبنائـي
تقتاتُ من جُرحي عيونُ كِلابهم
ووجودهم يقتاتُ مـن أحشائـي
وبذُورهـم من كل جِنـس اقبلـت
نحو الغنيمــةِ تحتسـي أجزائـي
يافـــا وحيفا والجليـل وغيرهـا
مغصوبـــةٌ مقهـورةُ الأســـمـاءِ
سرقوا تُرابي والفضاءَ وضوءَهُ
وأعانهـــم ذئـبٌ لخنـق إبــائـي
وجذوريَ الكُبرى يحاول قطعهـا
قـومٌ لئــــامٌ خططـوا لفنــــائـي
زرعوا بصدري للجريمةِ دولـةً
قـــد صاغها الطُغيـان للفحشـاءِ
وغداً رموز الماكرين سيكملـوا
إرهابهـــــم بجريـمـة نـكــــراءِ
عبثية الغرباءِ صالت في دمـي
والقيد مفـــروضٌ علـى ابنائـي
صرعوا الجمالَ على ترابي عنوةً
و اســــتبدلـوه بحيـةٍ رقـطـــاءِ
قـد دللوهـا فاســــتبـدتْ نابهـا
والانجليـزُ تفننــــوا بعـــدائـي
جادوا بما لم يملكـوا وتعهـدوا
مسخاً ســـفاحـاً ملكـوه لوائـي
ضجَّ الترابُ وماج في أحشائـه
ِقهرٌ، مخاضٌ، واسـعُ الاصـداءِ
فتنادت الأشبال فـي عرصاتهـا
فـي ثـورة ميمونـة الأســـمـاء
واهتزّ جوفي والدمـاءُ تفجّـرت
عن ماردٍ ســيذيقهـم رمضائـي
والأرض تعلم كم يكون عِقابهـم
وستنبتُ الأرحـــامُ رمـزَ بقائـي
ظهري جحيم للغـزاة ومكرهـم
وقبور اســلافِ الغـزاةِ ورائـي
لم يقراؤا التاريخ , أو يتعلمـوا
كم من شـــقيٍ قـد أذقـتُ بلائـي
جاءوا، ومروا، وانتهوا، وتبددوا
وبقيــتُ في أهلي ورمـز إبائـي
أنا راية الأســـلام رمـز رباطـه
ودم الشــــهـد معطـراً أجوائـي
وضريبـةٌ قدســــيـةٌ تنمـو بهـا
أزهار هذا الكون من إمضائـي
يومُ الحساب على دروب أحبتي
أرواحهم تَتْرى لنســــج لوائـي
تصحو على أصواتهم أمجادهـم
وتقودهــــم للنصـــر والأنــداء
ويظل ذكري في الحيـاة مخلـداً
ما ســـار شبـلٌ للجنـانِ فدائـي
ويعودُ تكبيـرُ المـآذن حاضنـــاً
أفواج من عادوا إلـى أجوائـي
ويسطّر الأبناءُ مـن أرواحهـم
فجراً جديـــداً يسـتحـق ثنائـي