قبل البحث في مظان التاريخ وتشكيل موقف من اعادة النظر فيه لابد من تكوين رؤية مشتركة ترتكز على ان تاريخنا يمتلأ باشكالية الاختلاف السلبي ، ولا ندعي كل هذا الاختلاف سلبيا ، انما الاغلب كان شاكلته الاختلاف الاحترابي ، وان اساس الانطلاق نحو التآلف والتكاتف هو الاقرار بهذه الاشكالية وان اقرارها سينبثق منه آليات اعادة النظر في التاريخ وفق سياقات انسانية تحرك منظومة الثوابت ودك المفاهيم والمعتقدات المتجذرة في اغوار اللاشعور وخللتها باتجاه تكوين اللاجدوى من الاختلاف الاحترابي الى الاختلاف الايجابي الذي يلتقي عند استلال الفائدة واعتماد المشتركات الاساسية والشروع منها نحو بناء تلك الرؤية المشتركة ، ولنا في رمز النبي محم عليه افضل الصلاة وعلى اله وصحبه ، حيث خاطبه الله سبحانه وتعالى : (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) والمعنى الاجمالي وما ارسلناك الا واحة من الرحمة ترتكز عليها المشتركات الانسانية في تقريب حالة الاختلافات والنهوض في اعمار الارض وبناء الحياة على اساس المحبة والتوافق ووفق منطق العقل ، ولكن حالة التقريب هذه تؤكد ان الاختلاف السلبي كحالة علقت في النفوس تحتاج الى انقلابات شعورية ولا شعورية وهذه منطلقات الاسلام في تقصي حالة الاختلاف الاحترابي والقبلي وما رافقها من امراض الثأرية التي بقيت تؤجج هذا الاختلاف .. من هنا توجب الاقرار بهذه الاشكالية والانطلاق نحو المشترك الانساني وايجابيات العلاقات التي وضع اسسها الاسلام مجترا كل العلاقات الايجابية التي سبقته مع تخلق الاخرى من داخل اطره الاخلاقية ، وهذا يؤكد الدعوة الى الثقافة العمودية والتركيز على المشتركات والتخلي عن الاف المقولات والمواقف التي تعمل كالارضة وهي منتشرة في ثقافتنا التاريخية الافقية كثقافة اهواء ومصالح ذاتية ضيقة الافق جدا اساسها ، لانه شريانها الحياتي الوحيد ، وهو يدعونا الى اتخاذ طريق الاعتدال والوسطية والابتعاد عن الغلو أي السماع من كل الاطراف والاحتمام الى العقل كما يقول رسولنا الكريم : (ان هذا الدين متين فاوغلوا فيه برفق ، ولن يشاد الدين احد الا غلبه) وبهذه الدعوة المنبثقة من الكتاب الكريم القرآن حيث جاء قوله تعالى : (وكذلك جعلناكم امة وسطا) أي امة عدل ونفاذ عقل وميزان وسط تتوازن في رؤيتها كل الامور وفق مباديء هي مائدة الاجتماع والتراضي والابتعاد عن التطرف والذي ساد فترات طويلة واوجد له مساحة للتحرك وحتى اؤكد على اليات اعادة التاريخ اقول مساحة تحرك التاريخ طوال هذه الفترات هو الاختلاف الاحترابي والاهواء والمصالح الضيقة والذي يتوجب علينا قراءتها من جديد استنادا الى الرؤية الى الرؤية المشتركة والمصالح المشتركة والالتفات الى ما هو كامن في طبيعة الاجتماع الانساني والاقتراب بخاصية (افراط حسن الظن بالنفس الى درجة الاعتقاد بكمالها) وبخاصية السرور والصداقة والصفاء والاعتماد على الشورى (الديمقراطية) والتي في تطبيقها ينخذل الاستبداد والطغيان الفردي والاجتماعي وتتخلق الكياسة والعقلانية والحب وازدهار الحوار القائم على حرية التعبير سبيلا للتفاهم بين بين التيارات الثقافية كافة وكيف كان المجتمع غارقا في العصر الحديث ومنغمسا بفعل الاختلاف بين (الليبرالية الرأسمالية) و (الاشتراكية الماركسية) وكان (تيار الاستجابة الفاعلة) يجر الى جانبه افرادا متميزين من التيارين ووسط هذا الخضم كيف استشعر ابناء المجتمع الى ضرورة الحوار بينهم وتجاوز سلبيات الاختلاف وتوظيف ايجابياته للنوهوض من جديد والرجوع الى الوجوه المشرقة من التاريخ واستثمارها الاستثمار الامثل والاعتماد على مبدأ الايات الكريمة القائلة : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (ولاتكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) ..
واخر دعوانا اللهم اجعل العراق شعبا وتاريخا واحدا موحدا ، يتطلع فيه كل فرد الى بناء الدولة المدنية العصرية المؤسساتية وفق الدستور والقانون .. ينعم فيها اهلها بالخيرات والرفاه على قدر المساواة ووفق مبدأ الحقوق والواجبات ...
الأستاذ المحترم وجدان عبد العزيز
اللهم اجعل العراق شعبا وتاريخا واحدا موحدا
وهذا ما ندعوبه بدورنا أيها الكريم فالعراق سيادة وتاريخ فكيف لا يكون
واحدا موحدا والمثل يقول : لاسيادة لشعب بدون تاريخ تقبل تحياتي على
هذاالطرح القيم ودمت في رعاية الله وحفظه