من أين لي
أن أستردَّ براءةَ الذكرى
بهاتيك السنين ؟
وبهاء كركرة لأنثى الماء
و هي تمدُّ خيطَ النار
بين عراء سرّتِها
و ثغر الياسمين ؟
**************
من أين لي
أن أغرقَ الانهار
بالعطشِ المقدَّسِ
والرياح أصمّها بتقطع الأنفاس
ثم أقيم بينهما صلاتي
من أين لي
أن أرتدي كفن القصيدة
كي أطهِّرَ ما تلبَّدَ
من غيومٍ في حياتي ؟
************
من أين لي
أن أشتري موتًا
يعيد لي الحياة
بلا صراخٍ أو أنين ؟
من أين لي
أن أوسعَ الأحبابَ
ضرباَ بالمودة و الحنين ؟
************
من أين لي
أن أشرئبَّ إليه في المعنى
و خاصرة الكلام
مثقوبة
و أصابع الرؤيا تماهت
حدّ أنْ سقطتْ من الأعلى
شواهينُ الغواية
في الظلام ؟
***********
من أين لي
أن أرتئي شجراَ
لمحراث الكنايه ؟
و نبال قبُّرة
أضاعتْ عشَّها
كي تستحيلَ
على الرمايه ؟
************
من أين لي
و حصاد ذاكرتي
ارتدى حطباَ
و ضيَّع مِنجلي
و العاصف السري
ألبس جثة البوح المجلجل
ساكنًا
من غير حنجرة
تبدَّد في الصدى
المتآكل ؟
*************
من أين لي
أن أشتري ألماَ يصيحُ
و ثغاء سوسنة
يكفكفُ دمعَها
عطرٌجريح ؟
***********
من أين لي
أن أقتني
حلمًا مريضًا ليس يشفى
و رذاذ جمرٍ فوق سطح الماء
أمحل ثم جفاّ ؟
************
من أين لي
أن أرتدي جسدي
و أحملُ قامتي
و أدورُ حولي
و أنا الذي قد جيء بي
و رُمِيتُ في الصحراء
حتى متًّ قبلي ؟
**********
من أين لي
أن أرسمَ الفوضى
بريشة كاهنٍ
لبسَ العراء
و فزَّزالأحلام
و ابتكر الطفولة
ثم نام
أو أن أجيئ إليه و هو يشد ّ
أطياف البنفسج
ثم يوغلُ في الزحام ؟
***************
من أين لي
أن أسرقَ التفاح َ
من كفِّ التي
تركتْهُ بين مضاربِ الغرباء
محتفيًا
بدمعته ينوح ؟
أو أن أقضَّ
مضاجعَ الكلمات
كي تصحو
فتمنحني خلاصةَ ما يبوح ؟
*************
من أين لي
أن أستجير بنار حزن
كان ضمَّخ وردتي السوداء
بالألم المفضض
و هو يهطلُ من رؤاه
أو أن أقبــّـــلَ صفوةَ الشعراء
مندلقين يلتقطونَ
أوراقَ البنفسج
و هي تسقط من أساه ؟
************
من أين لي
أن أمسكَ الضوءَ المبدَّدَ
و هو منزلقًا يسيلُ
على مرايا الروح
كي يفضي لمملكة السؤال
و بنات قافيتي
ارتدين من الأسى
ثوباَ من الأبنوس
أسود
ثم أطفأن الشموع
و سرنَ وحدانًا إليه
كأنهن إلى زوال ؟
**********
من أين لي
أن أنزلَ الطير المحلِّقَ
من سماه ؟
و أصابعي مبتورة المسرى
و قوس البوحِ أعمى
هل كان للصياد
إلاّ أن يصيرَ
لكل من أرخى
و شد ّ القوس
مرمى ؟
آخر تعديل وطن النمراوي يوم 12-15-2009 في 10:08 PM.
بداية أرحب بك أجمل ترحيب معنا
قلماً مبدعاً .. وشاعراً مجيداً
قرأت قصيدتك فطربت بها رغم
تمنيك أن تفعل كل الذي تمنيته
ولكن كان لك هذا الإبداع الجميل
وبناء القصيدة على بحر الكامل زادها ألقاً
و من أين لي ألاّ أثبّت قصيدة أستاذي عادل و تساؤلاته الجميلة جدا ؟!
من أين لي بعد أن قرأت لهفة أستاذي وهاب شريف و هو يتساءل ؟!
و بعد أن غبت عن جميلتك هذه، و عنّا...
بورك قلم جميل يتساءل صاحبه أحلى الأسئلة بقصيدة وافرة الجمال
اعذرني أستاذي إن سمحت لنفسي بتصحيح كلمة أو اثنتين جاء الخطأ فيهما كيبوردي
تحياتي، و شديد إعجابي بحرفك الألق.
من أين لنا كلمات تفي حقك وتجاري إبداعك الرصين .. فجمال حالم يفيض من بين يديه الألق يصيب بالخشوع والدهشة .. يستحي حرفي ان بعانق قامته السامقة .. لك حبي أيها الأخ المبدع النجيب