انتظارها وانتظاره كان طويلا جدا،أحصى من خلاله كل هزائمه، الخفية منها والمعلنة،إنه ينتظر ما ستبوح به ليلة السكون هذه،إنه ومنذ ستة أعوام يحاول أن يجد مفردة تناسب هذا التاريخ الغريب،تحصر كل ما حدث بين 11\9\1997 و 11\9\ 2004 ،الإجابات كثيرة وكذلك الأحداث،إن هذا التاريخ يذكره بيوم زواجه , وكذلك بيوم الهجوم الجوي الغريب على الأبراج الأميركيه , وما تلا ذلك من أحداث اجهظت الويلات والحروب والموت المجاني.هي جالسة أمامه , تترقب وتنتظر ما سيتمخض عنه هذا السكون المريب , وما سيرسي عليه انثيال رأسه المكبل بالتواريخ والأحداث،هو لايتكلم , ولكن صوت الهدير الزاحف من عمق سكونه كان مدويا , وهي تسمعه بوضوح،هو الآن متعب، يتربع على عرش عائلة قوامها ثلاثة أطفال،نوره التي منحها الدلال وبثت في العائلة طباع التمرد،وعلي الذي لا يتردد في طلب اقتناء الأسلحه ومتابعة أفلام الرعب والأكشن،وأخيرا فاطمة الصغيرة التي لم يحسم مشاعره تجاهها إلى الآن،كلما مرت الساعات , تضطرب في دواخل زوجته الأحاسيس،هي لهذه اللحظة تنتظر أن يحسم زوجها الأمر , ويفض بكارة السكون،وعندما طال ذلك الانتظار , بادرت هي بكسر ذلك الطوق:
قالت:متى سيتمزق هذا السكون...؟
قال:لا أعرف
قالت:أخشى أن يكون قد باغتك المرض...؟
قال:لا أعرف
قالت:هل سنطفئ اليوم شمعتنا السادسة...؟
قال:لا أعرف
قالت:هل ستخرجنا في نزهة هذا العام...؟
قال:لا أعرف
قالت:هل تخاف من عمليات الإرهاب...؟
قال:لا أعرف
قالت:هل تستطيع أن تكلمني بغير لا أعرف...؟
قال:لا أعرف
قالت:ما الذي تعرفه إذا...؟
قال:أحبك
ابتسامتها عانقت فراغ الغرفة , وتلاشت متاعب ستة أعوام , وعاد هو لصومعة السكون , لكي لا يغتال ستة فراشات , بلهيب ستة شموع , فيتهمه الآخرون بممارسة الإرهاب. ***
الأستاذ القدير مشتاق عبد الهادي
ربما هذه من المرات القلائل التي أقرأ لك نصا مغرقا بالواقعية إلى هذا الحد
فهذا نص من النصوص التي تنتمي إلى واقعنا المزري ..يطرح الكثير من القضايا والاشكالات ومدى تأثيرها على الذات
مما ينعكس على الحياة الاجتماعية بشكل عام
نص يرمز للواقع بشكل فني وإبداعي مميز وفريد
تحية لهذا الإبداع الراقي
أثبت النص مع التقدير
قالت:ما الذي تعرفه إذا...؟
قال:أحبك
ابتسامتها عانقت فراغ الغرفة , وتلاشت متاعب ستة أعوام , وعاد هو لصومعة السكون , لكي لا يغتال ستة فراشات , بلهيب ستة شموع , فيتهمه الآخرون بممارسة الإرهاب.
***
الفاضل مشتاق عبد الهادي
لا أعرف : سردية كان محور حركيتها هدة العبارة
وخاتمة ممتعة تميط كل لثام ..ويبقى الطبع يغلب التطبع
تحية تليق ودمت في رعاية الله وحفظه.