يا أيّها الآتي لِساحةِ خافقي
مهداة للشاعرة والكاتبة شروق عوفير مع التحية لدلالتها لي الى هذا المتدى :
ومشيْتُ ناداني هواكَ لأتبعَكْ = وأشدّ نبضي في يديكَ لأسمعَكْ
فسمعتُ صوتَ الرّوحِ فيَّ مهاجراً = منّي إليكَ لكي يعانقَ أذرعَكْ
أحسسْتُ منك بنشوةٍ تحتلّني = وحلاوةُ الإحساسِ تسكنُ أضلعَكْ
فتلاحمتْ نظراتنا في لحظةٍ = سكرتْ بخمرتِها العيونُ لتصرَعَكْ
وبلهفةِ الظمآنِ للماءِ ارتمى = ثغري وغنّى بالتودُّدِ مَطلعَكْ
فوقفتُ في طرقي أحاورُ خطوتي = وجدارُ صمتي في عيونِكَ ودّعَكْ
وتلفـَّتتْ روحي فردَّدها الصّدى = واخضلّ نزفُ الحرفِ فيّ ليُطلِعَكْ
وقرأتُ في عينيكَ سرّ غيابتي = ورأيتُ أحزاني تسائُل مدمعَكْ
فتمرّدتْ آهاتُ روحِك بينما = أنَّاتُ روحي أسْرَجتكَ لأرفعَكْ
فنسيتُ قلبي في يديكَ مضرَّجاً = بدمي .ويسكنني الجنونُ لأقطعَكْ
وكشفتُ وجهي في غيابِ ملامحي = ولسانُ حالي خابَ فيّ وشجَّعَكْ
فوقفتُ مشدوهاً أقلـِّبُ ناظري = في ناظريكَ فما استطعْتُ لأقلعَكْ
فبدوْتُ مرتبكاً وأخفي فرحةً = متحسّساً نبضاً بنبضي وقـّعَكْ
هي ذي حياتي عشتُها متغرّباً = منها استقيتُ مشاعراً لترجِّعَكْ
آياتُ وجدي أجَّجتْ لخواطري = وتسلَّمتها شهقتي لتوَلِّعَكْ
فبأيِّ آلاءِ الحروفِ سأبتدي = شعري ويسكنُ في جروحي مِبْضَعَكْ
أنا عاثرٌ بتطلّعي ومكبـَّلٌ = ثغري فناري قدْ تشبُّ لتلسعَكْ
ثوري عليّ ودَمّري أسطورتي = حتى أعودَ إلى فناك لأقمعَكْ
أخشى عليَّ أنا أتوهُ بظلمتي = وأعودُ وحدي حيثُ قلبي رجَّعَكْ
وأخافُ عيني أنْ تظلَّ أسيرةً = في مقلتيكَ وأنْ تُضاجعَ مَضجعَكْ
وتعودُ أطياري لواحةِ شهقتي = سكرى ويثمَلُ من فراتي مَنبعَكْ
وتضوعُ أعطاري يُخبّؤها الندى = في راحتيهِ لكي تزيدَ تضوُّعَكْ
وأخافُ تعشقكَ الحروفُ فلا أرى = إلاكَ فيها تستظلُّ لأطبعَكْ
وأخافُ أرحلُ عن سماءِ مواجعي = ويظلّ قلبي في جراحاتي معَكْ
وأخافُ تهجرُني وبردُ مَواسمي = يكويكَ حتى لنْ أكونَ مودِّعَكْ
فأسيرُ كالمشدوهِ خلفك راكضاً = بيدي قيودي صغتُها لأصنِّعَكْ
يا تحفةً بيدي رسمْتُ إطارَها = سبحانَ مَنْ مِنْ طينِه قد أبدعَكْ
فلقد تخيَّرْتُ الحروفَ معاطفاً = وفتقتُ أزرارَ النجومِ لأنزعََكْ
صاغَ الجمالَ وفيك تاجُ وقارِه = ألقاهُ فابتكرَ الدلالَ فأطْلَعَكْ
أنثى ولا في الحورِ أنثى ندْها = فيما أراهُ فمَنْ بخمري أترَعَكْ
فيكَ احترقتُ وكلّ شيءٍ داخلي = يدعو إليكَ وكل مابكَ طوَّعَكْ
وأنا ضعيفٌ تعتريني رهبةٌ = وأضيعُ في خَجلي وألحَقُ مَوْقعَكْ
وأدورُ نجماً في رحابكَ علـّني = أجدُ الطريق إلى مَداكَ لأقرَعَكْ
أبحرْتُ في ديوانِ حبّي شاعراً = وأتيتُ في كلّ الفصولِ لأزْرعَكْ
فلأنتَ حلم في دياري سائحُ = بفناءِ أفيائي زرَعتُ تربُّعَكْ
ولأنتَ في شفتي مزامرَ لوعةٍ = كنتَ القصيدَ فكنْ إليَّ لأجمعَكْ
فأنا أنا المظلومُ جئتُ مسافراٍ = وحدي وأحرقني هوايَ وضوّعَكْ
وأنا رسمتكَ جدولاً لمزارعي = لتقيمَ دورةَ شهقتي وتطلـّعَكْ
فلكَ احتراقي حينَ أشْعلُ جذوةً = وأنا استحلتُ رمادَ حرفٍ رصَّعَكْ
فاخترتُ شعري أنْ تكوني صوتَهُ = واخترْتُ شعري أنْ يشنِّفَ مَسمعَكْ
تاهتْ مساراتي ومركبُ ليلتي = ركبَ الغيابَ وللأضالعِ شيّعَكْ
يا أيّها الأتي لساحةِ خافقي = كنْ بي أميناً كي أكونَ مُلوّعَكْ