لتوه يدخل البيت عائداً من زيارة أخيه وقد أنهكه التعب. قالت له أمه بحزن: يريدونك يا ولدي
لقد وجدوا مقبرة جماعية جديدة... حدق في عشرات الوجوه الممزقة ودقق في تفاصيلها المشوهة
دون جدوى، اقترب منه الضابط وقال: ما أخبار أخيك محمود؟ قال: محمود ما زال يفرم أيامه بالسجن
والأحلام، لم يوجهوا له أي تهمة بعدُ، رغم مرور سنوات... "وإلى الآن لم تجد أخاك مصطفى؟" قال الضابط.
قال وهو ينظر إلى جثة واحدة لم يتعرف عليها أحد؛ لقد صار من الصعب علي رؤية المزيد من الجثث. قال الضابط:
خذ هذه... لم يتردد، حملها ودفنها وهو يقول: كل الجثث متشابهة وتشبهني...
ومهمة واحدة تكفي.!!
من واقع اليم نعيشه وعشناه فما اكثر المتشابهات وما اكثر المفقودين والمفقودات! وجه هولاكو يطل علينا ولكن بهيئة وشكل الشبيه منا تحياتي للمبدع المتألق محمد خالد بديوي مودتي مع فائق تقديري
نص مؤثر وواخز في أعماق الإنسانية وما أكثر هذه المقابر في بلدان ألجمت فيها المشاعر السامية بألجمة شتى فرضها الجهل والأحقاد.
تقديري لنبض يراعك الواعي
وأعطر تحياتي