ما تزالين تعبثين في داخلي يا تلك الأيام .
تنزينها فرحاً و أحياناً دماً
و تحملينها دوماً إلى قافلة من الشاعرية الملونة بلا منازل و لا حدود .
كم عاماً قد مر ؟ بل كم عامٍِ قد مر ؟
بيد أن غار الذكريات متسع الأنحاء ما يزال يجذبني إليه فأتوه في فضائه كأنما قذفتني فيه عاصفة من وراء الطبيعة .
لو أن للأيام أن تسحبني إلى وادٍِ لا كفاء له لكان ذلك ملكها ، لكنَّ حق تلك الأيام الغابرات ، السابحات في مدى الغروب الصيفي المعطَّر باللانهاية ، يبقى يجذبني إلى أحضانها فلا أملك لنفسي فكاكاً .
أولئك الذين شاركونيها .. لم يعودوا في قلبي كما كانوا ، لكن صورهم في صدري معلقة بأمراس الصدق إلى قبة السماء .
و تلك الأماكن و الزوايا ، لعل لها من مساحة الأرض أشباراً لا غير ، لكنَّ لها من مساحة قلبي اتساع ما بين المشرقين .
و هي تلك الأيام ، كأنني ما زلت أحياها حتى الساعة ، أحنو عليها في صدري و قد خبأتها فيه ، خاشياً على براءتها من فيح الجحيم ، فهي الموطن الذي تبقى لي آوي إليه كلما صدني بالأبواب شظف الحياة ، لكنْ ... أتراها تكفي لتحميني من مهاوي ردى و نزق الأيام العجاف و قد طافت بكل ما حولي ، و منعت كل شيء حتى الهواء عن الوصول إلى نفسي التواقة إلى الأمل بغد جديد .
التوقيع
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ
أيها الأخ الوقور ..عبد الله راتب نفاخ
دعائي لك بالعودة سالماً
كلما نظرت لحرف من حروفك هنا أو في أي مكان
ينطق لساني قبل قلبي لك بالدعاء
اللهم ارجعه لإهلة .. لبيته ..
لأم تنتظره بفارغ الصبر
للنبع الذي ترك به بصماته تصرخ بالنقاء والجمال
يا رب
احفظه من كل شرّ
هيام
التوقيع
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شي... يسرك في القيامة أن تراه