دوما يسمع وممن هم حوله أن الحياة قصة أو فلما أو مسلسلا ولكل منا دوره فيها كما هو حال الممثلين في أدوارهم ... وهناك أدوار مهمة وهناك ماهو عادي لاظهور له .. ظلت على باله هذه الصورة التشبيهية بين الحياة وبين فلم يشاهد العشرات منه يوميا على شاشة البلازما لديهم .. وكان التساؤل الأهم على باله هو كيف يكون له دور كما هو حال الأبطال في الافلام ولماذا لاأحد يبالي له وهو يعيش حياته معهم ؟ كونه وفي كل حركة أو نظرة يقوم بهما و مع كل كلمة يتفوه بها تكاد تكون سيناريو أعده لنفسه وقد جاهد بها أداءا وزمكانا وإختيارا لتكون محط أنظار أهله والمقربين وحتى أصدقاءه ومن هم حوله في محيط يعيش به يوميا ..فهو الناصح كما هو الشيخ الكبير في فلم رآه قريبا وهو الصبور في شخصية كادح أتعبته الظروف وهو الرومانسي كما في مسلسل تركي بدأ قبل ولادته ولم تنتهي حلقاته حتى الآن كونها تُعرض دوما أوقات الآذان ... كل هذه الأدوار يقوم بها دون أن يكون له معجبون يشيدون بما تكلف به ومايزال ... حتى جاءت لحظة تحقيق حلمه حين طلبت منه المعلمة أن يصعد المسرح ليمثل له دورا وكأنه أحد المرشحين لإنتخابات مقبلة في بلديته التي فيها وُلِدَ وفيها الآن يعيش .. وما أن جاء الوقت و إعتلى الخشبة وسمع التصفيق الشديد له من الحاضرين وجلهم من أولياء الأمور ..شعر بحماس شديد وبفخر كبير وإعتزاز بالنفس أكبر حتى قال سيداتي آنساتي سادتي لاتنتخبوا من يمثلون عليكم ؟.